توصيات «المسرح المدرسي»: الممثـــل أولاً.. قبل السينوغرافيا والديكور
لأن مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي يضع جل تركيزه على الطالب الممثل، كونه أحـد أهم أعمدة المسرح، وانطلاقاً مـن فكرة أن الديكورات والسينوغرافيا لا تصنعان عملاً ناجحاً إن افتقر العمل إلى الممثل الجيد بل المتمكن.
من هنا، جاءت توصيات مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي، لتعزز الاهتمام بالممثل قبل العناصر الفنية الأخرى، لاسيما أن العروض التي قدمت خلال المسابقة ركزت بشكل مبالغ فيه على الديكورات الضخمة، والسينوغرافيا التي طغت على الأداء المسرحي والتمثيلي لبعض الفرق المشاركة في المرحلة النهائية للمهرجان، الذي استهدف في دورته الثالثة، الطالب، لذلك تم إلغاء جوائز مثل أفضل ديكور وإضاءة، وتم التركيز على الممثل.
جوائز الممثلين الأطفال تميز مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي بوجود طلاب صغار في العمر، كشفوا عن قدرات وأداء تمثيلي مميز، من بينهم الطالب سيف سالم، الفائز بجائزة أفضل تمثيل عن مسرحية «علامات الترقيم»، كذلك الطالب علي خميس من مسرحية «متحدون لغاية»، أما من الطالبات فقد برزت الطالبة آمنة الشاعر التي أدت دور دودة التفاح في مسرحية «جنة جنى». ومن أفضل الطالبات المشاركات في المرحلة التأسيسية الطالبة فاطمة بوهندي، التي فازة بجائزة أفضل تمثيل في مسرحية «جنة جنى»، والطالبة شهد منصر التي جسدت دور الفراشة في مسرحية «الفراشات الحكيمة»، والطالبة حصة جاسم بدور «بدور» في مسرحية «جنة جنى»، كما حصلت مسرحية «أنا والنملة» على جائزة الأداء الجماعي المتميز، ونالت عزة عبدالله الكتبي جائزة أفضل تأليف مسرحي لمسرحية «علامات الترقيم»، أما جائزة أفضل اخراج فحصلت عليها أسماء النقبي عن اخراج مسرحية «متحدون لغاية».
تكريم خاص لـ «الإمارات اليوم» كرّمت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، خلال حفل توزيع جوائز مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي، الذي اختتمت عروضه أول من أمس، صحيفة «الإمارات اليوم»، في تكريم خاص من قبل الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي، مدير مكتب حاكم الشارقة. وتسلمت الزميلة سوزان العامري درع التكريم وشهادة شكر وتقدير على الجهود التي بذلتها الصحيفة في إنجاح المهرجان المسرحي، وتغطية فعاليات الدائرة بتميز.
|
ولعل أبرز تلك التوصيات التي خرج بها المهرجان في دورته الثالثة، بحسب لجان التحكيم التي ناقشت كل العروض التي قدمت بمراحلها الثلاث، عدم المبالغة في الاشتغال على الديكور والأزياء والإكسسوارات، وذلك حتى لا تشكل عائقاً أمام الطالب في أداء دوره، خصوصاً أن هناك اشتغالاً واضحاً على السينوغرافيا على حساب الممثل، فضلاً عن أن بعض الأزياء التي لجأت إليها المدارس لم تتناسب مع تجسيد الشخصية وأبعادها.
كما أوصت لجان التحكيم بضرورة استمرار هذا المهرجان حتى يؤتي ثماره مستقبلاً، وبضرورة متابعة المشاركين من معلمين وطلبة، للمهرجانات المسرحية في الدولة وكل الأنشطة المسرحية لضمان تطوير قدراتهم الفنية، خصوصاً أن العروض التي قدمت خلال هذه الدورة تم الإعداد لها بشكل جيد، وإن ظهرت فروقات لابد منها في كل حلقة. ولفت التوصيات إلى ضرورة دعوة أولياء أمور الطلبة المشاركين في العروض المسرحية لحضور المسرحيات التي يقدمها أبناؤهم لتشجيعهم وتقديم الدعم لهم ومتابعتهم عن قرب، خصوصاً أن بعض أولياء الأمور مازالوا لا يحبذون خروج أبنائهم من الحصة التعليمية، وإن كانت حصة النشاط المسرحي لا تتعارض مع الوقت الدراسي، لاسيما أن إدارات المدارس تتكفل بتعويض الطلاب عن أي دروس بسبب النشاط المسرحي.
ومن الملاحظات الفنية التي رصدتها لجان التحكيم، أن هناك مسرحيات مقتبسة كان لابد الإشارة إليها، وذلك حتى لا يتم الإخلال والتعدي بحقوق الملكية الفكرية، لذلك دعت اللجان إلى أهمية الاشتغال على الفكرة المقتبسة بنوع من الابتكار والإبداع، فالاقتباس ليس أمراً مذموماً إذا ما استخدم بصورة إبداعية ترفع من مستوى العمل على أن يتناسب هذا الاقتباس مع الفئة العمرية والمرحلة الدراسية، كذلك الحال بالنسبة للفكرة التي يجب أن تقدم بصورة مبسطة قريبة للطفل ومستواه التفكيري.
ملاحظات مهمة
برزت خلال الدورة الحالية سلبيات رصدتها لجان التحكيم، من أهمها خضوع الطالب الممثل لأداء المشرف، إذ أوصت اللجان المشرفين على العمل المسرحي بمنح الطالب الحرية في الأداء وعدم إخضاعه لأداء المشرف، وذلك حتى يكتشف مواهبه ويظهر قدراته التمثيلية، من خلال تفجير الطاقات الكامنة لديه، التي هي أحد أهداف المهرجان، الذي يصب في تطوير وتنمية مهارات وقدرات الطالب.
وفي السياق نفسه، أوصت اللجان الأساتذة والمشرفين بعدم تقديم ملاحظات أو أي نوع من التنبيه إلى الطالب أثناء العرض المسرحي وهو على خشبة المسرح، إذ يلجأ بعض المشرفين إلى تقديم ملاحظات للطلبة من خلف الكواليس بصورة واضحة ليس فقط للممثل ولكن للجمهور كذلك، الأمر الذي يتسبب في تشتيت انتباه الممثل الذي قد ينسى الحوار أو الدور بشكل عام، ما يضعف من مستوى العرض المقدم.
ووجهت لجان التحكيم في توصياتها بأهمية أن ترعى وزارة التربية والتعليم ودائرة الثقافة والإعلام، الطلاب الموهوبين وكل المشاركين في هذا المهرجان، خصوصاً أن المتابعة والتحفيز يبدآن من هذه المراحل المبكرة، إذ يمكن من خلال هذا الاهتمام أن نضمن مستقبلاً مسرحياً قائماً على الابداع والابتكار، فعلى الرغم من أن المسرح المدرسي يعد تمهيداً للمسرح الاحترافي لما يضمه من مواهب وطاقات، إلا أن الكثير من إدارات المدارس لاتزال لا تعير اهتماماً لهذا النشاط، وإن أظهرت الدراسات أن المسرح يعد أحد أهم الأنشطة التي تهذب الطالب وتنمي التحصيل العلمي لديه، من خلال امتصاص الطاقة الفائضة لديه وتفريغها في حصة النشاط المسرحي.
فيما رصد فريق المنشطين المسرحيين الذي أسهم في الإشراف على المدارس، الكثير من الصعوبات التي حالت دون نقل الكثير من خبراتهم المسرحية للمشرفين وطلبة المدارس، كل بحسب المدارس المناطة إليه، إذ أجمع معظم المنشطين أن ضيق الحصة المسرحية، وعدم تخصيص مسارح المدارس للنشاط المسرحي، كما أن المنشط لا يجد المكان المناسب في المدرسة ليتمكن من الإشراف على المسرحيات ومراجعة البروفات، لأن المسرح إذا توافر في المدرسة فإنه غالباً ما يرتبط بجميع الأنشطة الأخرى، وليس في خدمة النشاط المسرحي وحده، لذلك يجب أن يكون هناك اهتمام من قبل إدارات المدارس بأهمية المسرح.
عروض فائزة
جاءت نتائج لجنة تحكيم مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي للمراحل الدراسية، حيادية على عكس ما يحصل في بعض المهرجانات الاحترافية، إذ كرّم الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي، مدير مكتب حاكم الشارقة، المدارس الفائزة بجوائز المهرجان، وحصلت مسرحية «جثمان جلجامش» على أفضل عرض مسرحي للمرحلة الثانوية، فيما ذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لمسرحية «العام الجديد»، ونالت مسرحية «بائعة الفرص» جائزة أفضل أداء جماعي متميز.
أما جوائز أفضل تمثيل للمرحلة الثانوية فذهبت إلى كل من: الطالبة فاطمة المرزوقي عن دورها في مسرحية «بائعة الفرص»، والطالبة شما راشد عن دورها في مسرحية «العام الجديد» والطالبة مريم درويش عن دورها في مسرحية «صفحة من الزمن»، فيما حصل الطالب محمد عبدالله على جائزة أفضل ممثل عن دوره في مسرحية «طلعة البر فيها العبر»، والطالب عبدالفتاح محمد عن دوره في مسرحية «الرسالة»، والطالب هزاع سعيد عن دوره في مسرحية «جثمان جلجامش».