الشيباني يعيد قراءة موروث 3 شعراء إماراتيين

الكتب تتناول 3 من رموز الثقافة الإماراتية. من المصدر

عن دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، صدرت ثلاثة كتب للشاعر والإعلامي مؤيد الشيباني، يقدم فيها قراءة جديدة لسيرة وموروث شعراء كبار من الإمارات. يحمل الكتاب الأول عنوان «راشد الخَضر.. قصيدة اللهجة ورموزها المكانية»، والكتاب الثاني بعنوان «أحمد بن علي الكندي المرر.. صورة المكان وسيرة القصيدة»، أما الكتاب الثالث فبعنوان «حمد خليفة أبوشهاب.. الشعر والتوثيق والموقف».

وقال المدير التنفيذي لقطاع المكتبة الوطنية في الهيئة، جمعة القبيسي «تعد الإصدارات الثلاثة الجديدة استمرارا للنهج الذي تتبعه الهيئة، للبحث والتوثيق في الموروث الأدبي المحلي، فالشعراء الثلاثة الذين يعيد قراءة سيرتهم وأدبهم الشاعر مؤيد الشيباني، هم رموز من الواقع الثقافي المحلي، لكل منهم سيرته وتجربته الخاصة، وكل منهم ترك بصمة مميزة على المشهد الثقافي في فترات زمنية مختلفة»، مشيرا إلى أن هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة جادة في مسعاها، لإثراء الحياة الثقافية بقراءات معمقة، تضيء على النتاجات الأدبية لأبناء الوطن، وهو نهج ليس بجديد على الهيئة التي تدعم باستمرار مثقفي الإمارات ومبدعيها، وتشجع الباحثين والنقاد على تقديم قراءات نقدية وبحثية في النتاج الأدبي عموما.

وفي تقديمه لكتاب «راشد الخَضر»، يقول المؤلف «إن من حق الخَضر (1905 - 1980)، على الأجيال اللاحقة، أن يخرجوه إلى حيز واسع في مجال التراكم القرائي العربي، بحيث لم يعد مجرد شاعر عامي، خاص ببقعة جغرافية محدودة، إنه لائق بكل هذا الحضور الواسع في المشهد الشعري العامي العربي.. عند راشد الخَضر قيمة إبداعية عالية، باشتغاله التلقائي على تجديد المضامين في ذلك الوقت، وابتكاره القوافي الصعبة، والاشتقاقات اللغوية، واستخدام الرموز بكل أبعادها التاريخية والمكانية والاسطورية والدينية».

ويصف الشيباني في كتابه الأبعاد التجديدية في شعر الخَضر العامي، عبر تعريفه القصيدة الشعبية في الإمارات، التي يعتبرها حاضنا لفكر أهل البحر والصحراء، ثم يستعرض قصائد الشاعر من مدن الاغتراب العديدة التي تنقل بينها، من مدن خليجية وإفريقية وآسيوية، إلى جانب موطنه الأصلي بعجمان والمدن الأخرى في بلاده، ويخصص المؤلف قسما من الكتاب يتناول فيه الأساطير والأحداث والرموز التاريخية، التي استلهمها الشاعر في قصائده، ويتتبع خصوصية المكان كما تظهر في قصيدة الخَضر، الذي عمل على بلورة لهجته الشعرية الخاصة، بمزجه بين المفردات العامية والفصيحة.  أما كتاب «أحمد بن علي الكندي المرر»، فيكشف فيه المؤلف عن طبيعة الحياة في محاضر ليوا بالمنطقة الغربية من أبوظبي، في أربعينات القرن الماضي، عبر سرد سيرة الشاعر الذي ولد عام 1940، حيث عاش حياة صعبة، تزامنت مع ما قبل وأثناء التحول التاريخي للمنطقة، وعاش يتيم الأب ودخل السجن لوفاة رجل كان معه في حادث سيارة، وعمل في شركات التنقيب عن النفط، فانعكس ذلك على بناء قصيدته وتميز بتجربة مختلفة، فكان ممن أسهم بوضوح في انتشار الأغنية الإماراتية، من خلال نصوصه المفعمة بالبساطة، وأسلوبه السهل الممتنع، وشكل ثنائيا فنيا مع الفنان الراحل جابر جاسم في منتصف السبعينات، لاسيما في الأغنية الأكثر شهرة «سيدي يا سيد ساداتي»، كما أنه من أبرز العازفين على آلة الربابة.

وفي كتاب «حمد خليفة أبوشهاب»، يتناول المؤلف حياة الشاعر والباحث والمحقق المولود في عجمان عام 1932، الذي بدأ كتابة الشعر وهو في التاسعة، وظل محافظا على القصيدة العمودية طوال عمره، سواء في شعره النبطي أو الفصيح.

وينتمي أبوشهاب إلى جيل الثلاثينات، الذي كان قريبا في ثقافته من جيل المثقفين الأوائل، ممن اهتموا بالتاريخ العربي، ودأب حتى رحيله في 2002، على المزيد من العطاء الثقافي، وترك نتاجا جليلا ومتعددا.

تويتر