مارسيل خليفة: يجب أن نعيد لبنان حلواً
على مدى أكثر من ساعة ونصف الساعة، تأبط الفنان اللبناني مارسيل خليفة عوده، أول من أمس، وقدم باقة من أغنياته القديمة التي كتب معظمها الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، على مسرح معمل خان الحرير التراثي في الضاحية الشمالية لبيروت، حيث انتقلت فعاليات مهرجانات بعلبك الدولية استثنائياً هذا العام بسبب التوترات الأمنية في البلاد. كما قدم خليفة، الذي أكد ضرورة إعادة لبنان كما كان حلواً، أغنيات جديدة لجمهور تحدى كل الأوضاع الأمنية المتدهورة والمخاوف من حصول تفجيرات. وجاء الحفل بعد يوم واحد من حصول تفجيرين في مدينة طرابلس الشمالية أسفرا عن سقوط 42 قتيلاً ومئات الجرحى. وكانت منطقة بعلبك في شرق البلاد قد تعرضت لإطلاق صواريخ من الأراضي السورية بسبب القتال الدائر في سورية، ما استدعى نقلاً لمهرجانات هذا العام إلى منطقة جديدة في ضواحي بيروت. وشهد حفل مارسيل إجراءات أمنية مكثفة منعت سيارات الزوار من الوقوف في محيط الاحتفال، وأغلقت المفارق التي توصل إلى مدخل الحفل تحسباً لأي أحداث أمنية طارئة.
لكن كل المخاوف من وقوع تفجيرات بالبلاد لم تمنع محبي خليفة من حضور حفله. ومع دخوله حاملاً عوده طلب من الجمهور أن يقف دقيقة حداداً على أرواح الشهداء الذين سقطوا في طرابلس وفي الضاحية. وردد خليفة أمام الحضور كلمات الشاعرمحمود درويش «عندما يذهب الشهداء إلى النوم أصحو وأحرسهم من هواة الرثاء، أقول لهم تصبحون على وطن من سحاب، ومن شجر من سراب وماء». كما قدم أغنية جديدة من كلمات درويش أيضاً تحت عنوان «فكربغيرك»، يقول مطلعها «وأنت تعد فطورك فكر بغيرك لا تنس قوت الحمام. وأنت تخوض حروبك فكر بغيرك لا تنس من يطلبون السلام. وأنت تسدد فاتورة الماء فكر بغيرك لا تنس من يرضعون الغمام. وأنت تعود إلى البيت بيتك فكر بغيرك لا تنس شعب الخيام».
وقال خليفة إن «زمن الأبيض والأسود كان أنقى وأحلى. اليوم الزمن ملون بالحروب والوحشية والدمار. نحن خسرنا بكل شيء، بالحياة خسرنا، بالسياسة خسرنا، بالوطن خسرنا، بالكثير من المعارك، ولكن الذي بقي هو هذا الحلم الموجود بالقصيدة، الموجود بالأغنية، الموجود بالموسيقى، هذا الحلم نتمسك به». وأضاف «يجب أن نعزز الرؤية الثقافية في هذا الوطن المشتعل بالحروب والنزاعات والوحشية.. الثقافة ضرورية.. عندما ينتفي وجود الثقافة ينتفي وجود الوطن. يجب أن نعمل لنبقى موجودين ونغني ونصرخ ونحب ونفرح». وتابع خليفة «لبنان كان حلواً، الآن بشعاً، يجب أن نعيده حلواً، ولا أحد يمكن أن يعيده إلا نحن المواطنين.. انا لست خائفاً على لبنان وحده، وإنما خائف على المنطقة كلها التي هي على فوهة بركان، أو نحن في قلب البركان، ولكن طالما نحن موجودون ونقيم الحفلات إذن هناك أمل، والحياة مازالت مستمرة».