«دبي للثقافة» تستعد لإطلاق «دبي قادمة» بفــرنسا
تستعد هيئة دبي للثقافة والفنون «دبي للثقافة»، المعنية بشؤون الثقافة والفنون والتراث في الإمارة لإطلاق النسخة الثانية من معرض «دبي قادمة»؛ المنصة التي تهدف إلى تسليط الضوء على المشهد الثقافي والفني المزدهر في دبي، وذلك في جناح «الفن المتحرك» الذي صممته زها حديد في معهد العالم العربي بباريس، في الفترة من 26 إلى 28 سبتمبر 2013.
ويقام معرض «دبي قادمة» تحت رعاية سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة الثقافة والفنون بدبي، ويروي حكاية مدينة دبي من خلال التشكيلات الفنية التي تعبر عن مسيرة التطور الاستثنائية التي قطعتها الإمارة على مر السنين.
ومن خلال استلهام رؤى وتراث الشعب الإماراتي وسعيه المستمر نحو تعزيز التعاون العالمي ومد جسور الحوار الحضاري البناء بين الثقافات، يمثل المعرض منطلقاً نموذجياً للتعريف بمواهب وإمكانات الفنانين الإماراتيين والمحليين أمام جمهور عالمي عريض.
وقال سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم بهذه المناسبة «تعمل (دبي للثقافة) انطلاقاً من رسالتها التي تسعى إلى تعزيز روح التعاون العالمي والحوار الثقافي ورعاية المواهب الفنية الواعدة، وتتجلى في الدورة الثانية من معرض (دبي قادمة) رؤية دبي الرامية إلى إثراء الحركة الفنية التي تجمع الناس من مختلف الخلفيات الثقافية والاجتماعية، كما تعكس هذه الخطوة عمق التزامنا بترسيخ مكانة مدينتنا وجهة ثقافية عالمية رائدة، بما ينسجم في المضمون والأهداف مع رؤيتنا الاستراتيجية لعام 2020».
وأضاف سموه أن فرنسا والإمارات «ارتبطتا بعلاقات وثيقة على مدى العقود الأربعة الماضية، تمثلت في التعاون المستمر والبناء ضمن القطاع الفني والثقافي أيضاً.. ونحن على ثقة بأن معرض (دبي قادمة) سيعزز تعاوننا الاستراتيجي مع فرنسا، وسيسهم بدور جوهري في حفز التبادل الإبداعي والفني بين البلدين».
وتحت شعار «دبي قادمة: وجوه الغد» الذي يعبر عن مكانة دبي منطلقاً للتعاون والإبداع تستعرض «دبي للثقافة» مجموعة متميزة من أعمال الفنانين الإماراتيين والعالميين.
وفي ضوء الدعم الذي تقدمه فرنسا لملف دولة الإمارات لاستضافة معرض «إكسبو» الدولي 2020 في دبي تأتي مبادرة «دبي قادمة» في باريس لتؤكد عمق العلاقات الوثيقة التي تربط البلدين.
ويغطي البرنامج، الذي يستمر ثلاثة أيام، المعارض الفنية وعروض الأفلام والجلسات النقاشية والحوارية، إضافة إلى جلسة إشرافية تقدم لطلاب الفنون والسينما الواعدين فرصة اكتساب معارف وخبرات جديدة من قبل نخبة من ألمع الوجوه الفنية والثقافية في الإمارات، وستكون الفعاليات المقامة يومي 27 و28 سبتمبر مفتوحة للجمهور.
ومن المتوقع أن يشهد معرض «دبي قادمة» حضور مجموعة من الشخصيات الثقافية الإماراتية البارزة، من بينهم رئيس المجلس الوطني الاتحادي محمد أحمد المر، ووكيل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع المساعد لشؤون الثقافة والفنون بلال البدور، ومدير عام قطاع النشر في مؤسسة دبي للإعلام ورئيس تحرير صحيفة البيان ظاعن شاهين، ومؤسس «السركال أفينيو» أحمد عيسى السركال، والفنان عبدالقادر الريس، ومستشار هيئة دبي للثقافة والفنون، الدكتور صلاح القاسم.
ويتضمن قسم المعرض الفني في «دبي قادمة» أعمالاً للمصور الفوتوغرافي التشيكي مارتن بيكا الذي يسكن ويعمل في باريس، وتربطه صلات عاطفية قوية بإمارة دبي، ويستكشف بيكا من خلال أعماله حاضر دبي وتطلعاتها المستقبلية الطموحة، من خلال صور تسلط الضوء على التصاميم المعمارية الاستثنائية في المدينة ومواقعها التاريخية العريقة والعناصر الجمالية المبهرة في دبي الجديدة بألوان الأسود والأبيض والسيبيا، ليشعر الناظر بأنه يراقب قصة نمو المدينة من المستقبل.
ويشهد معرض «دبي قادمة» أيضاً مشاركة الفنان البرازيلي إدجار سالمن الذي يعمل على إنتاج الأعمال الصوتية والبصرية منذ ثماني سنوات، وكان من بين الفنانين المكلفين المشاركة في معرض «سكة» الفني لعام 2013، وله حضور قوي في مجال الإنتاج الصوتي والبصري ضمن أبرز المهرجانات في العالم.
ويشارك في المعرض إضافة إلى مارتن بيكا وإدجار سالمن ستة فنانين من الإمارات، تم اختيار أعمالهم من قبل القيّمين إيلي دوميت وجوناس تيبيب بناء على توافقها مع شعار المعرض «وجوه المستقبل».
وكان جوناس تيبيب، القيّم على معرض مارتن بيكا، قد أدار عدداً كبيراً من معارض التصوير الفوتوغرافي في الشرق الأوسط، ويركز حالياً على القطاع الفني مقدماً النصح والمساعدة حول الاستحواذ على المجموعات الخاصة في مختلف أنحاء العالم.
أما إيلي دوميت مدير «ايست وينج» المنصة الخاصة بالتصوير الفوتوغرافي في العاصمة القطرية الدوحة فيشرف على مشروعات التصوير العالمية، ويقوم بتكليفها ليتم تقديمها في المعارض الفنية والفعاليات التعليمية وضمن المنشورات.
فن وأفلام.. ثمرة تعاون وتنسيق بين دبي وباريس
المعرض يعد منطلقاً نموذجياً للتعريف بمواهب الفنانين الإماراتيين والمحليين أمام جمهور عالمي عريض. تصوير: تشاندرا بالان |
يشارك في المعرض كل من المصممة الغرافيكية علياء المالك والفنانة علياء حسين لوتاه التي تركز في أعمالها على اللوحات التجريدية والوسائط المتعددة، وعلياء زعل لوتاه الفنانة والقيمة التي تتطلع باستمرار نحو المساهمة بدور إيجابي في حفز نمو الحركة الثقافية والفنية في دولة الإمارات، ولطيفة بنت مكتوم إحدى ألمع الشخصيات الفنية في المدينة التي أسست وتدير ستوديو «تشكيل» الأول من نوعه لدعم الفنانين والمصممين، وميثاء دميثان المتخصصة في الفنون البصرية والتي تعمل ضمن أساليب متنوعة تشمل التصوير الفوتوغرافي والسينوغرافيا والرسم وتحويل الصور، والفنان المعروف مطر بن لاحج الشهير بأعماله الفنية في مجالات الرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي.
وفي فئة الأفلام يمكن للجمهور متابعة ثمرة التعاون السينمائي بين الإمارات وفرنسا من خلال مقاطع من الفيلم القصير «الفيلسوف» للمخرج الإماراتي عبدالله الكعبي، الذي قام ببطولته النجم الفرنص سي جان رينو في حين تستحضر الشيف الإماراتية المعروفة شيخة العلي نكهات الشرق الأوسط إلى باريس، من خلال باقة من المأكولات التقليدية المفعمة باللمسات العصرية التي تضفي عليها مذاقاً خاصاً.
قطاع التصميم العصري في دبي اليوم
|
تقام أيضاً جلسة بعنوان «الابتكار والتطور: قطاع التصميم العصري في دبي اليوم» مع سيريل زاميت مدير معرض «أيام التصميم- دبي» بمشاركة المصمم خالد شعفار ومارتين بيكا والمهندس المعماري طارق الزهرانة والمهندس والمصمم مارك أوريل.
أما الجلسة الثالثة فتحمل عنوان «المحاور الثقافية والجهات الحاضنة والفضاءات الفنية البديلة» مع راشد بن شبيب، وتتضمن معلومات قيمة يقدمها غيسيب موسكاتيلو مدير مركز مرايا للفنون وماندي ميرزبان القيم والمدير في مؤسسة بارجيل للفنون وألكسندر ماكغليب القيم المستقل الذي شارك سابقاً في برنامج الفنان المقيم في دبي.
«مواهب إماراتية واعدة»
من خلال برنامج مميز يقدم صوراً موسعة عن تطوير الحركة الفنية في الإمارات خصوصاً والمنطقة عموماً، بإشراف وتقديم الفنانة سارة رضا القيم المشارك في مركز مرايا للفنون بالشارقة.
وتشــــــــتمل النسخة الثانية من معرض «دبي قادمة» الذي ينظم في العاصمة باريس على كلمة رئيسة يلقيها سلطان القاسمي حول «المواهب الإماراتية الواعدة» التي تجمع أربعة من المبدعين الشباب مع نخبة من رواد الحركة الثقافية، وهم راشد وأحمد بن شبيب والفنانة والقيمة نور السويدي وعبدالله الكعبي.