محمد كاظم: العمل الفني تجريب لا إلهام

كشف الفنان الإماراتي محمد كاظم، أن مشاركته في معرض «تعابير إماراتية»، هذا العام، ستتضمن عرض عمله «المشي على الماء» الذي عرضه في بينالي البندقية الدولي الـ55 - 2013، معتبراً أن المعرض يمثل فرصة جيدة لعرض «المشي على الماء» داخل الإمارات، بعد أن مثلها خارجياً.

بدايات

انطلقت الدورة الأولى من «تعابير إماراتية» في عام 2009، وشارك فيها آنذاك 64 فناناً إماراتياً بأكثر من 165عملاً فنياً تنوعت ما بين لوحات، ومنحوتات، وأعمال الخط العربي، وطبعات فنية، وصور فوتوغرافية، ومقاطع الفيديو، إضافة إلى أعمال الوسائط المختلطة والتركيبات الفنية. وتناولت الدورة الثانية (2011-2012) أهميّة التراث الثقافي الإماراتي عبر نظرة موضوعية تمثلت بـ«حِراك الأفكار»، وتضمّن المعرض صوراً فوتوغرافية لفنانين إماراتيين، إضافة إلى فنانين زائرين يمتلكون رؤية عالمية.

فعاليات

يتخلل معرض «تعابير إماراتية: رؤية تتحقق»، هذا العام، العديد من الفعاليات والأمسيات الفنية التي ستتضمن «آرت سكيب: التناغم بين الفن والشعر»، التي ستنطلق حواراتها من وحي الفكرة الأساسية للمعرض.

بينالي

تعود مشاركة الإمارات في بينالي البندقية إلى المعرضين الـ‬53 في ‬2009، والـ‬54 في ‬2011، ثم البينالي الحالي ‬2013 الذي افتتح في يونيو الماضي، وتستمر فعالياته حتى ‬24 نوفمبر المقبل. وأُسس الجناح الوطني للدولة من قبل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ويحظى بالدعم، للمرة الأولى هذا العام، من مؤسسة الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان. بينما أسندت إدارة الجناح الوطني للمرة الثالثة على التوالي إلى الدكتورة لميس حمدان.

ويشارك كاظم، الذي يرى أن العمل الفني تجريب واكتشاف من قبل مبدعه لا إلهام كما يظن البعض، في «تعابير إماراتية: رؤية تتحقق»، الذي يقام خلال الفترة من 30 الجاري وحتى 18 يناير المقبل، في منارة السعديات بجزيرة السعديات. ويحتفي المعرض هذا العام بأعمال ستة من الفنانين الإماراتيين المتمرسين، هم ابتسام عبدالعزيز، وعبدالله السعدي، وليلى جمعة، ومحمد أحمد إبراهيم، ومحمد كاظم، ومحمد المزروعي، الذين يمثلون الجيل الثاني من الروّاد في الإمارات.

ونوه محمد كاظم في حواره مع «الإمارات اليوم» إلى تميز «تعابير إماراتية»، وطرحه لفكرة جديدة على الساحة تعتمد على تقديم مشروعات لم تتحقق لدى الفنانين ليتم انجازها وعرضها للجمهور، موضحاً ان «المشي على الماء» سيعرض بالطريقة نفسها التي عرض بها في البندقية، مضيفاً أنه «عمل لا يمكن تغييره حسب الطبيعة المكان أو العرض، وربما ستكون هناك تغييرات طفيفة في تقنيات العرض، ولكن لن تكون هناك اختلافات جذرية، كما سيعرض العمل بمصاحبة بعض المخطوطات والوثائق، بعضها أخذ من أرشيفي الخاص، ومن الصحف والكتب، بمساعدة ميساء القاسمي، ليقدم المعرض في النهاية الصورة الفنية المعاصرة للفن الإماراتي».

وعن تجربته في بينالي البندقية، لاسيما أنه صاحب المشاركة الحصرية باسم الإمارات هناك؛ قال كاظم «لا شك أنها مسؤولية كبيرة، وبالفعل كان هناك ضغط كبير لإنجاز العمل الذي قدمته كـ(ماكيت) في 2005، وكنت قد بدأت العمل فيه منذ 2002، ولم أتمكن من تنفيذ الجزء الأخير منه، لأن مثل هذه المشروعات مؤسساتية لا يمكن أن ينفذها الفنان بمفرده»، مشيراً إلى أن اهتمام الإمارات بالفنان وتقديمه خارج الدولة أدى إلى تشجيع المبدعين على تقديم أعمال ميدانية ومشروعات فنية كبرى، مثل هذه الأعمال تتم بمساعدة قيّمين يعملون على تقييم الأعمال وصياغتها، كما تتولى شركات كبرى الإسهام في إنجازها.

وأوضح أن «المشي على الماء» يتضمن أيضاً إنجاز كتاب يتضمن محتويات نظرية نقدية، من بينها حوار مع إحدى المؤرخات، مدته 25 ساعة، وتم إنجاز هذا العمل بإشراف ريم فضة التي حددت صيغة العمل بما يتضمنه من أمور تفصيلية غائبة عن المتلقي.

قد يحتاج الفنان بعد قيامه بتمثيل بلده بعمل فردي في حدث بأهمية بينالي البندقية إلى استراحة لالتقاط الأنفاس، أو إعادة ترتيب الأوراق، لكن كاظم لا يرى أنه بحاجة إلى مثل هذه الاستراحة، مضيفاً: «حتى خلال مشاركتي في البينالي؛ كنت أعمل على مشروعات أخرى، من بينها معرض (مرآة في الواقع) الذي أقيم في البندقية أيضاً، ثم سافرت إلى ألمانيا لتنفيذ عمل يرتبط بمبنى أثري افتتح برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والمركز الاسلامي الذي انشأه هناك، كما شاركت في معرض أقيم في مدينة فلوسبورغ الألمانية. كما استعد لإقامة معرض شخصي جديد خلال الشهر المقبل، ولن يضم المعرض لوحات، ولكنه يتضمن عملاً تركيبياً يضم كل المواد الخام التي يضمّها جهاز GPS الخاص بي منذ بداية استخدامي له وحتى 2013، من أزمنة ومواقع مختلفة وتظهر في هيئة أرقام وحروف متحركة، مثل (انيميشن) تعرض في غرفة مظلمة يدخل إليها زائر المعرض».

وعن انشغاله في أعماله بقضايا، مثل الهوية والإحداثيات، قال كاظم إن «أعمال الفنان يرتبط بعضها ببعض، فهي متواصلة، وليست نتيجة إلهام كما يعتقد البعض، فالفنان عليه أن يجرّب، ومن خلال التجربة يكتشف أموراً جديدة، ويطور أدواته حتى لا يقف في مكان ثابت، وهو أمر مهم، خصوصاً في الفن المعاصر، إذ يعمل الفنان على استخدام كل الوسائل التي يرى أنها قد تخدم فكرته».

يشار إلى أن معرض «تعابير إماراتية» تشرف عليه ريم فضة، المنسق الفني المشارك في قسم فنون الشرق الأوسط، مشروع غوغنهايم أبوظبي، مؤسسة سولومون آر غوغنهايم، وتساعدها على تنسيق المعرض ميساء القاسمي، مديرة البرامج في إدارة المتاحف لدى هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.

 

الأكثر مشاركة