ألوان «فخر النساء» تز يـن «كريستيز دبي»
كشف مزاد كريستيز دبي، أن نسخته الـ15 ستضم أكثر من 195 عملاً، ستعرض للمزايدة خلال اليومين المقبلين، ضمن قسمين، يشمل الأول 30 عملاً نادراً لمجموعة من رواد الفن المعاصر والحديث في العالم العربي وتركيا وإيران، بينما يشمل القسم الثاني مجموعة من الأعمال للرواد، إلى جانب مجموعة لفنانين حققوا مكانة في الساحة التشكيلية، ليتوجهوا من خلال هذا القسم الى فئات مختلفة من المقتنين، أبرزها الشباب.
ساعات متميزة التصميم يضم مزاد كريستيز المقبل مجموعة من الساعات الثمينة التي ستعرض للمزايدة غداً بعد الانتهاء من مزاد اللوحات . ويضم القسم المخصص بالساعات مجموعة من الساعات المميزة في تصاميمها غير المتكررة. وأكد المسؤول في «كريستيز دبي» فريدريك واترلوت أن المجموعة تضم 48 ساعة، تراوح أسعارها بين 1000 و80 ألف دولار، لافتاً إلى أن الساعات النسائية لا تتجاوز 20 قطعة، بينما تغلب الساعات الرجالية على المجموعة . وشدد واترلوت على أن المزاد الخاص بالساعات في الشرق الأوسط بدأ يحقق مكانة لدى المقتنين في الشرق الأوسط، قياساً بحداثته في المنطقة. فنانة مشرقية حفرت اسمها عالمياً أنجزت الأميرة فخر النساء زيد عملها المتميز الذي يعرضه مزاد كريستيز دبي عام 1962 في أوج إبداعها، وتراوح قيمته التقديرية الأولية بين ثلاثة إلى أربعة ملايين دولار. وتُعَدُّ فخر النساء زيد الفنانة المشرقية الوحيدة التي حفرت اسمها في الحركة التجريدية العالمية. |
ويعد عمل الأميرة الفنانة الأردنية - التركية فخر النساء زيد (1901 - 1991)، من أكثر الأعمال اللافتة في هذه الدورة من مزاد كريستيز الذي كشفت الدار تفاصيله، أمس، في «أبراج الامارات»، إذ تراوح القيمة التقديرية لعمل فخر النساء بين ثلاثة وأربعة ملايين دولار، ويتميز بالضخامة، وينقسم ضمن تقاطيع لونية متباينة تبرز من خلالها الفنانة الحالات النفسية الخاصة التي عاشتها، والتي كانت تتأرجح بين الفرح والاكتئاب.
وتعد اللوحة من أبرز أعمال فخر النساء، بسبب إبرازها الشغف التجريدي الهندسي لدى الفنانة المشرقية، إذ تتسلل الألوان الى بعضها بعضاً للتآلف رغم الاختلاف الكبير بينها، علاوة على أن فخر النساء تعد الفنانة المشرقية الوحيدة التي كرست اسمها في الحركة التجريدية العالمية.
وضمن فئة الأعمال النادرة التي يضمها مزاد كريستيز دبي لوحة اللبناني بول غوراغسيان، الذي يعد من أكبر الأعمال التي يمكن الحصول عليها من السوق الفنية في الوقت الراهن، إضافة إلى عملين لضياء العزاوي، وشفيق عبود.
وتضم المجموعة أيضاً عمل «حلم» للفنان السوري صفوان داحول، الذي رسمه في الفترة الأخيرة بعد انتقاله للعيش في دبي، إذ يعبر من خلاله عن الوضع السوري الراهن من خلال العيون التي يبرز الأمل والضياع في نظرتها الحادة أو المكسورة، مع عدم غياب نزعة الحنين إلى الأصل، والبلد الذي شهد ولادة كل لوحاته.
أما بين الأعمال الإيرانية فيبرز عمل فرهاد مشيري الذي يجمع بين التشكيل والكريستال، وكذلك الرسم على طريقة وضع كريمة الحلويات.
الجزء الثاني من المزاد يشمل أعمالاً لمجموعة من الرواد، ومنهم محمود سعيد ولؤي كيالي وفاتح المدرس وعمر النجدي، إلى جانب مجموعة من المخضرمين في العالم العربي وتركيا وإيران، كما تحظى الأعمال التصويرية بحيز مهم في المزاد، بدءاً من المغربية لالا السعيدي، وصولاً إلى أعمال العراقي حليم الكريم، الذي يعمل على الظلال في تصوير الوجوه.
وقالت مديرة المزاد لدى «كريستيز» في الشرق الأوسط هالة خياط لـ«الإمارات اليوم» إن «ما يميز هذه الدورة أننا نقدم، للمرة الأولى، عملاً للأميرة فخر النساء زيد، الذي رسمته وهي في الستينات من عمرها، معتمدة على الثقافة الإسلامية والموزاييك والهندسة، إلى جانب أعمال لكبار اعتاد الجمهور وجودهم، كلؤي كيالي، ومحمود سعيد وصليبا دويهي، ومحمد مليحي، الذي من الصعب أن تغادر أعماله المغرب».
واعتبرت خياط عمل «القبة» لعبدالناصر غارم من الأعمال المميزة والمهمة في المزاد، معتبرة أن أهميته لا تنطلق من ضخامته فحسب، بل البناء الهندسي والجمع بين فنون عدة. ورأت أن اللوحات والأعمال العربية تغادر الوطن العربي من خلال المزادات، بسبب ضعف الاقتناء من قبل العرب، إذ إن نسبة الأجانب الذين يستثمرون الفن العربي عالية، وفي «كريستيز» تقدر نسبتهم ضمن المقتنين بـ50%.
من جهتها، قالت المسؤولة عن الفنون في الجزء الثاني من مزاد كريستيز دبي بيبي زافييه، إن «ما يتميز به القسم الثاني من المزاد هو مجموعة من الأعمال لرواد وفنانين مخضرمين وشباب، ومنهم لؤي كيالي وشفيق عبود ومحمود سعيد، وكذلك العراقي ضياء العزاوي». وأكدت أن الأعمال المعاصرة التركية والإيرانية لها حصتها التي باتت تكرس مع بعض الأسماء أيضاً، منوهة بوجود بعض التحولات في الاقتناء، إذ إنه في البداية ومع الدورات الأولى كان الاقتناء يتبع الجنسية في بعض الأحيان، فنجد أن العرب يقتنون الأعمال العربية، والأتراك التركية، وهكذا، بينما اليوم تبدلت العلاقة بين المقتني والفنان، وبات الاقتناء عابراً لمنطق اتباع جنسية صاحب العمل.
حماية الأعمال الفنية
قال الرئيس التنفيذي للتأمين العام لدى «زيوريخ الشرق الأوسط»، برايان رايلي، إن «سوق الأعمال الفنية وصناعة التأمين الداعمة لها في ازدهار مستمر بمنطقة الشرق الأوسط، ونحن فخورون بأن التعاون الوثيق بين زيوريخ وكريستيز قد أثمر نشر التوعية بأهمية حماية الأعمال الفنية بمنطقة الشرق الأوسط، بعد أن كان التأمين على الأعمال الفنية، حتى عهد قريب، شيئاً في آخر أولويات المقتنين، ونحن حريصون على إبراز أهمية تأمين المُقتنين على مقتنياتهم من الأعمال الفنية، لحمايتها من الأخطار».
تركة إبداعية
أشار المدير التنفيذي لدى كريستيز الشرق الأوسط، مايكل جيها، إلى أن من أهم ما يميز هذا الموسم من المزاد هو مشاركة أعمال مأخوذة مباشرة من التركة الإبداعية لفنانين شرق أوسطيين معاصرين، إذ يواصل طاقم «كريستيز» بدبي انتقاء نخبة النخبة من الأعمال الفنية التي تحظى باهتمام المقتنين المخضرمين والجُدد.
أهداف خيرية
يعد الجديد الذي تحمله الدورة الـ15 من «كريستيز دبي» المزاد الإلكتروني الذي يضم مجموعة كبيرة من الأعمال التي ستباع عبر الإنترنت، وسيستمر حتى 11 من الشهر المقبل، بينما يخصص ريع أعمال لأهداف خيرية، إذ سيبيع المزاد حقائب لويس فيتون، عليها حروف عربية بأسلوب الغرافيكي.