نوري الجراح: الجائزة تشجع الكتاب على تدوين رحلاتهم

المغرب يحصد الحصة الكبرى في «ابن بطوطة»

خلال الإعلان عن الفائزين بالجوائز. من المصدر

أقام المركز العربي للأدب الجغرافي، ارتياد الآفاق، أمس، ندوة حول أدب الرحلات، أعلن من خلالها عن الفائزين بجائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي. وكان للمغرب العربي الحصة الأكبر في الجائزة لهذا العام، حيث حصل ثلاثة من المغرب على الجائزة، وهم مليكة نجيب، وعبدالعزيز الراشدي، ونورالدين شوبد، وذهبت جائزتان إلى العراقيين باسم فرات وشاكر نوري، وجائزة للفلسطيني تيسير خلف. وتكشف الأعمال الفائزة في هذا العام عن رحلة فريدة تنتمي إلى القرن العاشر الميلادي.

وتألفت لجنة التحكيم التي حضرت اللقاء الذي عقد في فندق جميرا بيتش، من خمسة أعضاء من الأكاديميين والأدباء والباحثين في الحقل الجغرافي، وهم الدكتور طايع الحداوي، والدكتور خلدون الشمعة، والناقد مفيد نجم، والدكتور عبدالنبي ذاكر، ومدير المركز العربي للأدب الجغرافي، الشاعر نوري الجراح. وكان لكل من المتحدثين كلمة عن أدب الرحلات منذ نشأته وأهميته وموقعه في العالم العربي.

واستعرض الجراح تاريخ الجائزة، مبيناً أنها تأسست في عام 2003، في إطار مشروع ارتياد الآفاق، الذي أطلقه المركز العربي للأدب الجغرافي، ومقرها في أبوظبي ولندن. ولفت إلى أن الجائزة التي يشرف عليها شخصياً، يرعاها رئيس المركز، الشاعر محمد أحمد السويدي.

وقال عبدالنبي ذاكر إن الجائزة تكشف بشكل أساسي عن أن هناك أدباً ينتظر من ينفض الغبار عنه، فهناك الكثير من المواهب التي تحتاج إلى الكشف عنها. واعتبر أن أدب الرحلة من الموضوعات التي تستند إلى الكثير من الصور، وفي العالم العربي يوجد الكثير من الكتاب في أدب الرحلات ولكن الظروف السياسية في العالم العربي قد أضعفت عدد المشاركين، ورأى أن العبرة بالكيف وليست بالكم.

في المقابل أكد الدكتور طايع الحداوي أن الجائزة التي قدمت في حقل أدب الرحلة هي جوائز مهمة، وقد تميزت النصوص بكونها جديدة ومميزة، وقد أصدرت ثلاث دراسات، كما أن هناك الرحلة المعاصرة كانت حاضرة ضمن الجائزة، إلى جانب النصوص التركيبية لنصوص قديمة. ولفت مفيد نجم إلى أن الدراسات تقوم على أفراد معدودين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة.

أما الأعمال الفائزة فهي «رحلات البطريرك ديونيسيوس التلمحري في عهد الخليفتين المأمون والمعتصم»، لتيسير خليفة من فلسطين. وعرض الفائز محتوى دراسته، قائلاً «هذا النص الذي تركه البطريرك لأربعة خلفاء وهم هارون الرشيد، ومحمد الأمين، وعبدالله المأمون، وأبوإسحاق محمد المعتصم، يعرض بعض الروايات التي نقلت عن روايات شفهية». كما يتضمن أخبار البطريرك عن رحلاته في تاريخه الذي وضعه في جزأين عارضاً أخبار الدولتين العربية والبيزنطية.

«الرحلة الحجازية» للمغربي نورالدين شوبة، تعد واحدة من الرحلات للحج في القرن الـ18، لعلامة من اللاحقين على الرحالة والمتصوف المغربي أبوسالم العياشي، وتصور النشاط الثقافي الذي عرفته بلدان شمال إفريقيا والحجاز خلال القرن 18 الهجري. بينما قدمت المغربية مليكة نجيبومن خلال «المرأة في الرحلة السفارية» حضور المرأة في كتب الرحالة، لاسيما التي توجهت إلى أوروبا بين القرنين 18 و19.

في المقابل، عرض عبدالعزيز الراشدي دراسته «سندباد الصحراء»، وقدمها بالقول تحمل الكثير من اللغة الشعرية وجذابة، يدون من خلالها أسفاره من جنيف إلى باريس ومن دمشق إلى بيروت إلى القاهرة إلى عمان والمنامة في البحرين ومدن أخرى. أما باسم فرات فقدم في «مسافر مقيم»، رحلته من الأردن إلى نيوزيلندا، واليابان وثم كمبوديا والإكوادور، ويذهب العراقي بعيداً عن العالم الواقعي ليسرد يوميات في تلك البلدان في فضاءات غير معهودة.

تويتر