الدورة الخامسة أعادت تعريف مفهوم المعارض وسجلت أرقام مبيعات كبيرة

«فن أبوظبي 2013».. خارج النمطية

الحدث شكّل منصة عالمية لعرض تشكيلة من أبرز الأعمال الفنية التي راوحت بين الأعمال الضخمة والإبداعات الصغيرة والمعارض. من المصدر

أسدلت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أخيراً الستار على فعاليات الدورة الخامسة من «فن أبوظبي»، الحدث الذي شكّل على مدى أيامه الأربعة منصة عالمية لعرض تشكيلة من أبرز الأعمال الفنية التي راوحت بين الأعمال الضخمة والإبداعات الصغيرة، والمعارض المنسقة والعروض الفردية. وتخلل المعرض الفني مجموعة واسعة من جلسات النقاش والحوار بمشاركة عدد من نجوم عالم الفن، إضافة إلى برنامج عام متنوع شمل عروضاً فنية وموسيقية وشعرية وعروض فيديو.

وقال الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة «تتجاوز رؤية (فن أبوظبي) فكرة المعرض التقليدي النمطي لتقديم منصة تتيح للزوار التواصل والاندماج في أجواء حافلة بمختلف الأشكال الفنية التي يقدمها فنانون من مختلف المدارس والاتجاهات.

سوق المنطقة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/11/54716.jpg

أكدت مشاركة صالات العرض الفنية الآسيوية التي قدمت أعمالاً لكبار الفنانين الصينيين والكوريين، ومشاركة أعمال مهمة لبعض من أبرز الفنانين الأميركيين في جاليري تشيم أند ربد الذي شارك في «فن أبوظبي» للمرة الأولى، وأعمال فنانين من أميركا الجنوبية في غاليري آرت سوا، إضافة إلى المبيعات التي حققها «الفنان.. والإبداع»، القسم الجديد في «فن أبوظبي»، على مدى توسع سوق الفن في المنطقة.

وشكل إطلاق برنامج عروض الأداء الفنية «دروب الطوايا»، الذي أشرف على تنسيقه طارق أبوالفتوح، نقلة جديدة للمعرض خارج حدود جزيرة السعديات إلى مدينة أبوظبي، انطلقت عبر مسارات مخصصة إلى الفعاليات الثقافية في أماكن متعددة حول المدينة.


حضور إماراتي

شهدت الدورة الخامسة من «فن أبوظبي» حضوراً لافتاً للفنانين والمصممين وصانعي الأفلام الإماراتيين والإقليميين. وكان حسن شريف وعبدالقادر الريس والدكتورة نجاة مكّي من ضمن المشاركين في جلسات الحوار والنقاش حول تاريخ ومستقبل الفن الإماراتي، إلى جانب ستة فنانين عرضت أعمالهم في معرض «تعابير إماراتية: رؤية تتحقق»، هم: ابتسام عبدالعزيز، وعبدالله السعدي، وليلى جمعة، ومحمد أحمد إبراهيم، ومحمد كاظم، ومحمد المزروعي.

لقد أسهمت جودة الأعمال الفنية التي عرضتها كبرى صالات العرض الفنية العالمية، والحضور القوي لمقتني الأعمال والزوار من حول العالم، إضافة إلى مشاركة كبار الفنانين والمنسقين الفنيين والمختصين من مؤسسات فنية مرموقة عالمية وإقليمية في فعاليات البرنامج العام، وتنوع العروض الأدائية، والردود الإيجابية التي تلقيناها من المجتمع، في إنجاح دورة فن أبوظبي 2013».

وأضاف «قدم الحدث فرصة مثالية لإجراء حوارات ثقافية عميقة، أسهمت في إثراء المشهد الفني، ونشطت حركة السوق الإقليمية، وعزّزت في الوقت ذاته المكانة التي باتت أبوظبي والإمارات تشغلها على خريطة الفن العالمية».

وشهدت دورة هذا العام مشاركة 50 من أشهر صالات العرض الفنية من مختلف أنحاء العالم، التي قدمت أعمالاً فنية لأكثر من 400 فنان في منارة السعديات في جزيرة السعديات. ونجح الحدث في استقطاب اهتمام أعداد متزايدة من مقتني الأعمال الفنية والشخصيات المرموقة في عالم الفن، مثل المصمم ريك أوينز، ورئيسة مجلس إدارة فيراري لورا دي مونتيزيمولو، ومقتني الأعمال الفنية جاي ألينز، إضافة إلى ممثلين عن أكثر من 30 مؤسسة فنية مرموقة، مثل المتحف البريطاني، ومتحف اللوفر، ومتحف رودان، ومؤسسة سولمون آر. غوغنهايم، ومتحف أورسيه، وتيت مودرن، ومتحف لورانجيريه، ومتحف غيميه، ومتحف كاي برانلي، والمتحف الحديث في السويد، ومتحف كلوني، وهيئة متاحف قطر، ومؤسسة الشارقة للفنون، ومركز جورج بومبيدو، الأمر الذي يؤكد مكانة أبوظبي مركزاً ثقافياً وفنياً مهماً على الساحة العالمية.

وكانت الدورة الخامسة قد شهدت إطلاق قسم جديد بعنوان «الفنان.. والإبداع»، بهدف اكتشاف وإعادة اكتشاف الفنانين الذين اختيروا للمشاركة فيه من قبل المنسق الفني المشرف بدلاً من صالات العرض الفنية. وجاء هذا القسم ليعكس دينامية الحركات الفنية الجديدة، وشكّل نقلة في التصورات الفنية. وتضمَّن مجلساً على طريقة «الصالون»، وفر فرصة مبتكرة لتواصل الزوار مع الصالات الفنية التي تمثل الفنانين المشاركين، والتفاعل معهم، واكتشاف الفنانين الجدد.

ومن العناصر الجديدة التي قدمت هذا العام معرض جديد بعنوان «البساطة سر الجمال»، أقيم كجزء من برنامج «فن وحوارات». وركز المعرض، الذي أشرف على تنسيقه فابريس بوستو، على الأعمال الفنية الصغيرة لفنانين من أمثال جان ميشال باسكيات، وإيروين فورم، وسوبود غوبتا. ويوصف المعرض بأنه الأصغر من نوعه في العالم، حيث قدم بوستو هذه الأعمال الفنية الصغيرة على طاولات متجاورة، وسلط عليها أضواء وسط قاعة مظلمة لتشكّل تجربة بصرية جديدة للزوار. وفي الجهة الأخرى، عرض قسم «آفاق»11 عملاً فنياً ضخماً، منها عمل تركيبي بعنوان «حلم أرابيسك» للفنان جوكي كوون، وعمل آخر بعنوان «حديد 5» للفنان حسن شريف.

وقدمت صالات العرض الفنية المشاركة في «فن أبوظبي» تشكيلة واسعة من الأعمال الفنية التي راوحت من أعمال فنية تضاهي في جودتها الأعمال المتحفية إلى أعمال صغيرة الحجم على الورق، ومن أعمال متميزة لعمالقة الفن إلى تجارب فنية مصنوعة من المواد الجديدة لعدد من الفنانين الناشئين. ونجح المعرض في جذب مشترين من مختلف أنحاء المنطقة، فضلاً عن مقتني الأعمال الفنية والمتاحف العالمية، لتلبي جميع احتياجات وميزانيات مقتني الأعمال. وعلى الرغم من توقف المعرض بضع ساعات في يومه الثاني، نظراً للظروف الجوية، فقد حققت صالات العرض الفنية مبيعات قوية.

تويتر