«الكتاب الأسود».. أزمات تتخطى حدود تونس
يبدو أن أزمات كتاب «منظومة الدعاية تحت حكم ابن علي - الكتاب الأسود» المتوقع توزيعه قريباً، لن تتوقف عند حدود تونس فحسب، إذ امتد الجدل حوله إلى العديد من البلدان العربية، ومن بينها مصر، إذ أورد الكتاب، حسب نسخ مسربة منه، أسماء كتاب ورؤساء تحرير صحف مصريين وعرب كتبوا بحوافز من نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي.
الكتاب الذي أصدرته دائرة الإعلام والتواصل في رئاسة الجمهورية التونسية، لكنه لم يوزع بعد رسمياً، يضم أسماء 376 بين تونسيين وعرب وأجانب «تورطوا في دعم الدكتاتورية، وتلقوا عمولات ومكافآت سخية».
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن «الكتاب الأسود تضمن كشفاً عن فساد مالي ضخم رصد لصحافيين ومؤسسات إعلامية تمتعت بمزايا واسعة من المال العام في النظام السابق، إلا أن المآخذ الموجهة للإصدار أنه أخذ العديد من الصحافيين بجريرة الفاسدين بمجرد ارتباطهم بخدمات هامشية مع وكالة الاتصال». وأضافت «أثار الكتاب قلقاً حقوقياً، كونه بات لدى العامة منطلقاً لإدانة أشخاص خارج أي تحقيق قضائي، ما يثير شكوكاً بوجود نوايا انتقامية، لاسيما أن العلاقة ليست في أفضل حالها بين الرئيس المنصف المرزوقي وعدد من وسائل الإعلام المستقلة بشكل عام. ومن الانتقادات التي وجهت للكتاب أنه غيّب أسماء كثيرة تواطأت مع نظام ابن علي، بينما تم تضمين أخرى عرفت بتاريخها النضالي ضد القمع، من بينهم أعضاء بنقابة الصحافيين زُجّ بهم في دائرة التخابر مع البوليس السياسي للنظام السابق».