فزاع ليولة الكبار تعود بالطرب والشعر والإثارة

على الرغم من أنها دشنت، أمس، بداية موسمها الثالث عشر، في متوالية من البطولات لم تتوقف، منذ أمر بإطلاقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، فإن بطولة فزاع لليولة تثبت دوماً قدرتها على التجدد، واجتذاب جمهورها، الذي حرص على الحضور، في مقرها التقليدي بالقرية العالمية، بعد أسابيع من تأجيل انطلاقتها.

سعاد إبراهيم: مصنع الرجال

وصفت مديرة إدارة البطولات، في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سعاد إبراهيم، بطولات فزاع لليولة، بأنها «مصنع للرجال»، مضيفة في تصريح، لـ«الإمارات اليوم»، «لا نعتمد في آلية تقديم المتسابقين على مهارات اليولة فقط، بل إن المشاركة الفاعلة للمتسابق، وتحمل المسؤولية أمام الجمهور ولجنة التحكيم، تبقى بمثابة محطة في مصنع لرجال الغد، تستحضره مختلف بطولات فزاع التراثية». وأضافت أن المشاركة في البطولة ليست فردية على الإطلاق، فهناك حالة تناغم بين المتسابق وعناصر كثيرة أخرى، منها مفردات قلعة الميدان، وموسيقى الأغنية المصاحبة، ولجنة التحكيم/ والجمهور».

محمد المنهالي: محطة جديدة

المنهالي..ضيف دائم الحضور على الفقرات الفنية للبطولة

وصف المطرب الإماراتي الشاب، محمد المنهالي، اختياره لإحياء الفقرة الفنية في افتتاحية الموسم الجديد للبطولة، بأنه بمثابة محطة جديدة في مشواره الفني، وتتويج لمشاركاته الست في بطولتي الناشئين والكبار.

وأضاف المنهالي: أصبحت أكثر شغفاً بفنيات اليولة، وعلى منصة قلعة الميدان تعلمت مزيداً من الفنون، وأصبحت أكثر قرباً لأشهر الأسماء التي مارست فن اليولة الإماراتية.

المنهالي قدم أغنية خاصة بالبطولة، هي «حلو المعاني»، قبل أن يختتم بأغنيته المعروفة «متلف أعصابي».

أحمد عبدالله: مديح صادف أهله

برر مذيع برنامج الميدان، الذي ينقل تفاصيل بطولة فزاع لليولة لجمهور قناة «سما دبي»، أحمد عبدالله، مدحه لأداء المتسابق عبدالرحمن السراح بشكل خاص، إلى أنه مديح مستند إلى أسس فنية يحققها المتسابق في أدائه، نافياً انحيازه إلى أي من المتسابقين بشكل شخصي.

وأوضح عبدالله «الانطلاقة المتجددة لـ(الميدان) دائماً لا تشبه سابقتها، فحتى مع وجود بعض الوجوه التي تتكرر أحيانا، إلا أن تحديات المتسابقين وأدواتهم ومهاراتهم تكتسب مزيداً من التجدد، ومن كان يطمح منهم إلى عبور التصفيات، أصبح الوصول للمربع الذهبي هدفه، والأهم أن مطمح المركز الأول بات يداعب الأكثرية منهم، حسب ما لمسته في الكواليس».

وتجيء دورة هذا العام، لأول مرة، بتنظيم من مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، وبرعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وضمن أنشطة المركز الذي خصص قسماً لإدارة البطولات التراثية، منها الصيد بالصقور، والصيد بالسلق، والرماية.

وأدخلت اللجنة المنظمة للبطولة تعديلات جوهرية على النظام الرئيس للتصفيات النهائية هذا العام، لكن ثلاثة عناوين رئيسة ظلت في صدارة المشهد الرئيس، هي بالإضافة إلى الطرب والشعر، الإثارة التي كانت حاضرة، سواء فنياً بفنيات وصيف حامل لقب النسخة الماضية من البطولة، المتسابق عبدالرحمن السراح، أو بمفاجأة أقدم عليها متسابق ارتأى أن يفاجئ جمهوره ببندقية أصلية، قام بتبديلها بسلاح اليولة التراثي، في واقعة هي الأولى من نوعها على مدار تنظيم بطولات اليولة.

وقامت وحدة خاصة للنقل المباشر من مؤسسة دبي للإعلام، بنقل فعاليات البطولة التي اعتاد أن ينقل تفاصيلها برنامج «الميدان» على قناة سما دبي، حيث يقدم البرنامج للعام الثالث على التوالي المذيع الشاب أحمد عبدالله، بعد أن تلقف مسؤولية التقديم من سعود الكعبي، الذي ارتبط اسمه بـ«الميدان» على مدار خمس سنوات متتالية.

وتابع فعاليات الانطلاقة، إلى جانب الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث عبدالله حمدان بن دلموك، ومدير قناة سما دبي خليفة حمد بوشهاب، ومديرإدارة البطولات في المركز سعاد إبراهيم، ومدير إدارة الفعاليات إبراهيم عبدالرحيم.

وحافظت اللجنة المنظمة للبطولات على هوية أعضاء لجنة التحكيم الثلاثية، المكونة من راشد حارب الخاصوني، وخليفة بن سبعين المحرمي، ومسلم العامري، حيث يلعب تصويت الجمهور من خلال الرسائل النصية القصيرة الدور الرئيس في حسم هوية صاحب بطاقة التأهل الوحيدة، عن كل مجموعة تضم خمسة متسابقين مختلفين.

وشهدت الجولة مشاركة أربعة متسابقين فقط، بسبب تغيب أحد المتسابقين الخمسة، حيث كانت البداية مع المتسابق فهد سعيد الرميثي من مدينة العين، الذي قدم استعراضاً متميزاً بعد تجاوزه ارتباك البداية، لكنه خالف قواعد السلامة المنصوص عليها في لوائح المسابقة، بمشاركته بسلاح أصلي، وليس البندقية التراثية التقليدية المعروفة في اليولة، لذلك قررت لجنة التحكيم منحه الدرجة الدنيا وهي «صفر» من الدرجات.

وكعادته في تقديم فقراته، جاءت مشاركة المتسابق عبدالرحمن السراح من مدينة الشارقة، ووصيف بطل العام الماضي وبطل الناشئين السابق، واحدة من أروع الفقرات وفق المعايير الفنية، حيث مزج السراح ببراعة بين فنون اليولة الأرضية والعلوية، وقدم استعراضا انتزع من خلاله آهات الجمهور الموجود في قلعة الميدان، ورغم أن السلاح قد سقط منه في الرمية الثانية، إلا أنه نجح وبجدارة في قرع الجرس، وحصل على 1500 صوت إضافية، ما جعله جديرا بثناء لجنة التحكيم التي منحته 48 درجة، مستبعدة فقط درجتين من المجموع الكلي للدرجات بسبب سقوط السلاح، الذي جاء مغايراً للتوقعات، ويعرض المتسابق لعقوبة خصم 500 صوت من أصوات الجمهور المفترضة.

إشكالية سقوط السلاح والغترة تكررت أيضاً مع المتسابق الثالث مبخوت سالم العامري من مدينة العين، حيث منحته لجنة التحكيم 47 درجة، إذ حاول أكثر من مرة قرع الجرس، لكنه لم ينجح في ذلك، ووجهت له لجنة التحكيم ملاحظة كانت واضحة على الجميع، وهي الارتباك في اليوم الأول من بطولة هذا العام.

وقدم آخر متسابقي الجولة الأولى مبخوت جبر السويدي من أبوظبي، استعراضاً متوسطاً من حيث المستوى الفني، وحظي بإشادة لجنة التحكيم التي منحته 45 درجة، وحاول مبخوت عبر محاولات متكررة قرع الجرس دون أن يتمكن من ذلك.

وحل الفنان محمد المنهالي ضيف الفقرة الفنية للجولة للمرة السادسة في فعاليات البطولة، حيث قدم المنهالي أغنيتين، الأولى «حلو المعاني» كلمات العالية وألحان وتوزيع إبراهيم السويدي، وهي أغنية تم إعدادها لهذه المناسبة، أما الاغنية الثانية فكانت بعنوان «متلف اعصابي»، كلمات العصري بن كراز المهيري وألحان محمد المنهالي، حيث شارك معه المشاركين الـ40، والمتأهلين للتصفيات النهائية من البطولة.

كما استضافت الجولة الأولى من البطولة الشاعر الإماراتي، محمد خليفة بن حماد، الذي يشارك للمرة الرابعة منذ انطلاق البطولة، حيث قدم قصيدة بعنوان «رمز الشموخ»، وقام بإهدائها إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حيث شهد تجاوب جمهور الميدان مع الصور الشعرية، التي حملتها «رمز الشيوخ» بشكل واضح، وراح يكرر كلماتها عقب انتهاء الجولة.

الأكثر مشاركة