أسدل ستاره بأمسية لـ 5 شعراء وكلمة وداعية وتكريم وصور تذكارية

«الشارقة للشعر» يختتم على «بحر كلباء»

هيثم بن صقر ومحمد البريكي يتوسّطان الشعراء والنقاد ومديري الجلسات وفريق عمل المهرجان والنشرة اليومية بعد تكريمهم. من المصدر

اختتمت فعاليات الدورة الـ12 من مهرجان الشارقة للشعر العربي، أول من أمس، في مدينة كلباء، بأمسية شعرية وكلمة مؤثرة وتكريم المشاركين وصور تذكارية. حضر الاختتام الشيخ هيثم بن صقر القاسمي، الذي كرّم الشعراء والنقاد والمساهمين في إدارة الجلسات، وفريق المهرجان، وهيئة تحرير النشرة اليومية للمهرجان (ديوان العرب).

وفي المركز الثقافي بكلباء، كان البحر يصغي إلى قصائد خمسة شعراء، شاركوا في الأمسية الختامية، هم: عارف الساعدي من العراق، وعبدالواحد عمران من اليمن، وأحمد محمد عبيد من الإمارات، ومراد السوداني من فلسطين، وعيسى جرابا من السعودية، وأدار اللقاء الشاعر عبدالرزاق الدرباس من سورية. وحضر الأمسية عدد من أهالي مدينة كلباء، وضيوف المهرجان.

وكانت أمسيات المهرجان أقيمت ـــ منذ افتتاحه في الخامس من يناير الجاري ـــ في قصر الثقافة بالشارقة، بمشاركة 17 شاعرا من 13 دولة عربية، في حين أقيم المنتدى الفكري صباح الثلاثاء الماضي، في بيت الشعر بالشارقة. ووفق رؤية المهرجان لإيصال فعالياته إلى مدن أخرى، كان الختام في كلباء، بعد رحلة في الحافلة ذهابا وعودة.

وكان مدير بيت الشعر، الشاعر محمد البريكي، أكد أن المهرجان في دورته الـ12 يذهب إلى كلباء، لتعزيز تفاعل جمهور المدينة مع مختلف الفعاليات الثقافية، التي تنظمها دائرة الثقافة والإعلام، بتوجيه من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، من أجل تعميم الثقافة والمعرفة في مختلف مناطق الإمارة.

صديق

حافلة المحبة

انطلقت حافلة المشاركين من شعراء ونقاد من فندق «هوليداي الشارقة»، الذي يقيم فيه ضيوف مهرجان الشعر العربي، الساعة الخامسة والنصف مساء أول من أمس، باتجاه مدينة كلباء. وفي الذهاب والعودة، كانت حافلة المحبة تضج بالحياة، وكشفت الرحلة ـــ برفقة مدير بيت الشعر في الشارقة، الشاعر محمد البريكي ـــ عن مواهب غنائية لبعض المشاركين والصحافيين. وعلى طول الطريق كانت الأصوات تشدو بأغنيات عدة، وكان نجم تلك الرحلة الزميل الصحافي أمجد عرار، الذي قاد رحلة العودة إلى الشارقة، عبر أدائه لمجموعة من الأغاني الوطنية، وإلى جانبه مدير بيت الشعر في فلسطين الشاعر مراد السوداني، الذي قاد جوقة المرددين.

واكتشف المشاركون أن لدى أمجد قدرة مذهلة على ارتجال الحداء الفلسطيني، إذ إنه تدرّب في مدرسة الفنان الشهير «أبوعرب»، الذي يقيم في مدينة الشارقة. وحيا أمجد كل الشعوب العربية في حداء يولد لحظة بلحظة. وتفاعل الحضور مع أمجد، وكان مراد يلوح بمسبحته، التي قال إنها نادرة، وإنها تسمى «حب الرمان» نسبة إلى لون حبيبات الرمان.وصلت الحافلة إلى الشارقة، والبهجة ظلت ترفرف في قلوب المشاركين.

افتتح الأمسية الختامية الشاعر عارف الساعدي، بقصيدة بعنوان «آدم»، تأمل فيها صورة الإنسان منذ البدء، حينما كان وحيدا في برية الخلق، وجاءت القصيدة بلغة مكثفة الومض. كما قرأ الساعدي قصيدة بعنوان «الطوفان»، وهو بذلك يستند إلى مرجعيات في الثقافة العربية وبعدها الإنساني، معيداً صياغة الرموز الإنسانية، وكذلك الأسطورية وفق منظور جديد، خصوصا أنه من بلاد الرافدين التي على أرضها تشكلت أساطير متعددة، تعبّر عن مراحل التطور الفكري والجمالي لدى الانسان.

وقرأ الشاعر العراقي قصيدة إلى ابنه، معتبرا إياه صديقه الوحيد، بعدما غادر الأصدقاء، كلٌّ إلى جهة. وكانت القصيدة تشف عن حزن، وهو يتحدث عن تفاصيل عن ابنه، الذي يبلغ الرابعة من عمره، ويصور المشاوير اليومية لهما في الأسواق والبيت، متمنيا أن يبقى ابنه طفلا، ولكنه سيكبر رغم تلك الأمنية ويواصل سيرته في الحياة. وهو بذلك يذكر بما قاله قيس بن الملوح «مجنون ليلى»، الذي قال في قصيدة له عن معشوقته ليلى: «صغيرين نرعى البَهمَ يا ليت أننا/ إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البَهمُ».

وقال الساعدي في قصيدة «آدم»:

«أبتي يا أبتي آدم

ماذا أحسست وأنت تفتح عينيك لأول يوم

كي تكتشف العالم

وبماذا كنت تفكر يا أبتي».

إلى أن يختم القصيدة بقوله:

«أحلم أن أدخل قلبك هذا اليوم».

 

نخلة

من اليمن، شارك الشاعر عبدالواحد عمران بقصائد عدة، من بينها «حضور»، و«الراحلون»، واختتم بقصيدة «امرأة برائحة القرية». ويفتح الشاعر أفقا في القصيدة العمودية، عبر لغة شعرية تمتح من البيئة المحلية للشاعر. ومن قصائد عمران، التي شارك بها في أمسية بالشارقة، قصيدة: «أحزان خضر»، التي قال فيها:

«هزوا بنخلة حزنه فأضاءوا

ومضوا لهم من طلعها أسماءُ

لاذوا بمعناه غداة نفتهم الدنيا وضلت فيهم البيداء

وامتد مُتسعاً لكل جراحِهم

وهو الذي ما آزرته سماء

من نصه ولدوا، ولكن حينما

اشتدت أصابعهم، إليه أساؤوا».

 

الأم

الشاعر الإماراتي أحمد محمد عبيد، قرأ أربع قصائد، هي: «أمي» وهي قصيدة مطولة، و«وطني»، و«زيت النار»، و«نهاية حب لم يبدأ بعد». وكان الجمهور طلب القصيدة الأولى التي ألقاها في افتتاح المهرجان بالشارقة، والتي يتحدث فيها عن أمه التي بقيت تعتبره طفلها الرجل، على الرغم من مغادرته زمن الطفولة. وبلغة مؤثرة استقطبت القصيدة حب الجمهور في سماعها مجددا. ويقول الشاعر في قصيدة «أمي»:

«أمّي الهواء الذي ينسابُ في رِئتي

أمّي النوارُ الذي منه سأكتحِلُ

أمّي حكايةُ نجوى أينَعتْ بدَمي

وأزهرتْ وجناني كلها خضَلُ

أمّي.. أرددُ: أمّي.. هل هناك صدًى

للذكرياتِ إذا سالتْ لها المُقَل».

ويختتم أحمد عبيد قصيدته الوجدانية عن أمه بقوله:

«أمّي، ويورِقُ بي الحب الذي زرعَتْ

يداكِ، وانطلَقَتْ ما بيننا رُسُلُ

حب قديمٌ سيبقى بعد موجِدَةٍ

وزفرةٌ في ضلوعي منكِ تشتعلُ

تمضينَ في سالِف الذكرى فتوقظني

ظلالُ روحكِ والأضلاعُ تبتهِلُ».

 

عشبة

من فلسطين، قرأ الشاعر مراد السوداني قصائد تفعيلة، منها: «عشبة الحلم»، التي تتداخل فيها الذات مع الحال العربية، معبرا بلغة شعرية جديدة عن معنى الوحشة وغبار المتعبين والفقراء والشجر المحترق. يقول مدير بيت الشعر في فلسطين، الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، في قصيدته التي اختارها من مجموعته الشعرية «السراج عالياً»:

«مقمورا أتبعك الآن بقلب أمير عربي

دهمته الوحشة

ورمته الغربة بالطير وزجل الجن

وعشب الحلم الطائش».

ويواصل في قصيدته رصد تفاصيل الروح، وهي تعارك الأسى الخاص والعام معاً، ويقول:

«مقموراً أتبعك الآن يكللني الشرر المائي

وعتم الطرقات

باغتني النجم غويّاً

والشجر المحترق

وصلاة ديوك الصبح على الريق

وجرح صديق».

 

مرآة

جاء في ختام الأمسية الأخيرة في مهرجان الشارقة للشعر العربي، الشاعر عيسى جرابا من السعودية، الذي قرأ قصائد من أجواء بين الزهد والغزل. وقال في قصيدة «المرآة»:

«تُبْدي ليَ الـمرآةُ مَا أَخْشاهُ

هذا أَنا…؟! رُحْماكَ… يا اللهُ!

في غفلةٍ عبَرَ الزَّمانُ مسافراً

منْ أَربعيـنَ وما تزالُ خُطاهُ

فَتّشْتُ عَنّي لم يَعُدْ منِّي سوى

ذكرى تئِنُّ فتستفيقُ الآهُ».

 

عائلة الإبداع

بعد اختتام القراءات الشعرية، أبلغ مدير بيت الشعر محمد البريكي الضيوف بتحية تقدير من رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، عبدالله العويس، وألقى كلمة وداعية مؤثرة، تحدّث فيها عن أيام المهرجان، التي جمعت كوكبة من الشعراء والنقاد، وقال في كلمته، خلال حفل الختام بمدينة كلباء «وقفوا أمام بوابة قصر الثقافة يقرأون ما كتبه القلب قبل الختام، وقفوا يقرأون ابتسامتنا في الحروف، لكن مع الوقت خفت أن يتساقط مطرُ الختام ليبللَ مشاعرَنا الباكية على وداع نبضهم وحرفهم وتحليقهم وتشريفهم لنا في مهرجان الشعر والشارقة». وأضاف عن لحظة الوداع، حيث يعود المشاركون إلى بلادهم «كم كان مؤلما، أن تعيش أجملَ اللحظات مع أصدقاء وأحبة الشعر، ثم تشعر أنهم بعد ساعات سيغادرون، تشعر أنهم سيأخذون قلبك معهم»، مشيراً إلى أنه كلما كانت بداية المهرجانات محفوفةً بالألفة والمودة، كلما كانت لحظاتُ الوداع أشدَّ حرقةً»، موضحا أن العلاقات الإنسانية العميقة تترك أثراً يزيد الحياة جمالاً. وأكد البريكي أن المبدعين يمثلون عائلة واحدة، تلتقي على المحبة والجمال، وتنثر الطيب والطيبة في كل القلوب والأمكنة. وقال مخاطبا الشعراء المشاركين في المهرجان «بذلنا في بيت الشعر جهداً من أجلكم أيها الأحبة، ومن أجل الشعر والأدب، وحاولنا تقديم الأفضل في هذا المهرجان، لكن الكمال ليس للإنسان، ولا يخلو أيُّ عملٍ من سلبيات، فاحملوا لنا الذكرى الجميلة، أما ما عداها فنعدكم بمعالجتها». وختم بقوله «إلى لقاء يا رفاق الحرف، إلى تواصل مستمر».


المصوّر الصغير

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/01/765887%20(1).jpg

لفت انتباه الجمهور والشعراء المشاركين، طفل يحمل آلة تصوير، ويتحرك مثل مصور محترف يلتقط الصور للشعراء على المنصة والضيوف. وكان الطفل شادي أحمد ريان نجماً جديداً في قاعة المركز الثقافي بمدينة كلباء، وتسلم شهادة تكريم والده من الشيخ هيثم بن صقر القاسمي، ومدير بيت الشعر محمد البريكي. يبلغ شادي من العمر سبع سنوات، وكان يرافق والده المصور المحترف أحمد ريان، الذي أدخله عالم التصوير، بعدما اكتشف موهبته في هذا المجال. وقال والد شادي «منذ كان عمره خمسة أعوام، وهو يحمل آلة تصوير، فقد لاحظت شغفه بالتقاط الصور»، مشيراً إلى أنه يشجعه على إتقان فن التصوير، كما أنه يرافقه في جولات ومناسبات وفعاليات للتصوير منذ سنتين، كلما سنحت الفرصة لذلك، خصوصا أن شادي يدرس في الصف الثاني الابتدائي بمدرسة الشعلة الخاصة في الشارقة.

128 مجموعة شعرية

 

رصدت نشرة «ديوان العرب» إصدار قسم الدراسات والبحوث في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة 128 مجموعة شعرية، و79 كتابا نقديا وبحثيا، خلال 16 عاماً.

ومن بين الإصدارات مجموعات شعرية للأطفال، وأخرى مترجمة عن اللغتين الهندية واليابانية.

زيارة مركز جمعة الماجد

 http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/01/765887%20(2).jpg

زار ضيوف مهرجان الشارقة للشعر العربي، من شعراء ونقاد، مركز جمعة الماجد، يوم الخميس الماضي، بالتنسيق بين بيت الشعر ورئيسة قسم التراث الوطني في المركز، الشاعرة شيخة المطيري. واطلع الضيوف خلال جولة في أقسام المركز، على دوره في خدمة الباحثين وطلبة العلم.

تويتر