رواية تنافس في «البوكر العربية 2014»

أحمد مراد يضرب بعيداً بـ «الفيل الأزرق»

صورة

ذهب بعيداً هذه المرة صاحب «فيرتيجو» و«تراب الماس»، أوغل الروائي أحمد مراد، محاولاً زيادة جرعة التشويق والغرابة، في جديده «الفيل الأزرق»، التي تنافس في لقب «البوكر العربية 2014»، إذ لم يكتف الكاتب المصري بعوالم بوليسية، وشبكات فساد، وجرائم يتورط فيها من لا ذنب لهم، بل اقتحم منطقة أكثر تعقيداً، فثمة «سرايا صفرا» (مستشفى الأمراض العقلية الشهيرة بالعباسية)، و«ممسوس» وطلاسم، و«تاتو»، ومصطلحات نفسية بالجملة، لا تنافسها سوى وصفات الشراب وحبوب المزاج، وقصة عشق مأساوية، ورحلة حافلة بالأحداث الغريبة، وفي النهاية، يكون «طوق النجاة» هو أن الرواي استغرق في كابوس طويل، على امتداد ما يقرب من 380 صفحة، وليس على أصحاب الكوابيس حرج، حتى لو كانت تلك الحيلة قد مضى زمنها في بناء الروايات منذ زمن بعيد.

كاتب ومصور

أحمد مراد كاتب ومصور ومصمم غرافيك، من مواليد القاهرة عام 1978، درس في معهد السينما، وحصل على جوائز عدة في التصوير السينمائي من مهرجانات أوروبية للأفلام القصيرة. وبالإضافة إلى رواية «الفيل الأزرق»، صدرت له «فيرتيجو» في عام 2007، وترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والإيطالية. ورواية «تراب الماس» في 2010، وترجمت هي الثانية إلى اللغة الإيطالية.

تتميز روايات أحمد مراد بأن عينها دوماً على قارئ ما، سيتحول إلى مشاهد ربما في ما بعد، حينما تتلقف الدراما التلفزيونية أو السينمائية هذه الأعمال، فـ«فرتيجو» حازت نجاحاً في أوساط القراء الشباب، وتحولت إلى مسلسل تلفزيوني عرض على العديد من الشاشات، خلال الموسم الرمضاني، أي في ذروة السباق الدرامي. وكذلك هناك مشروعان لتحويل «تراب الماس»، و«الفيل الأزرق» إلى عملين دراميين أيضاً، لأن صاحبهما يعرف الوصفة الجاذبة، التي تنال رضا البعض، إلا أنها في المقابل لا ترضي آخرين يبحثون في الفضاءات الروائية عما هو أعمق من التشويق والأجواء الغرائبية، من رؤية سردية خاصة، وإضافات جمالية تعلن عن بصمة مبدعها الخاصة.

في رواية «الفيل الأزرق»، التي صدرت عن دار الشروق المصرية، في أكثر من طبعة، إذ تصدرت قائمة الأكثر مبيعاً، سيجد القارئ عوالم غريبة، بطلها طبيب نفسي مكلوم، في أعز الناس إليه، زوجته وابنته، اللتين فقدهما في حادث مأساوي، كان هو نفسه سبباً فيه بسكره ومشاجرته مع زوجته التي اقترن بها بعدما فقد معشوقته الأولى، أخت أقرب صديق له.

ينقطع بطل الحكاية (يحيى) عن عمله في مستشفى الأمراض العقلية، طبيباً نفسياً، فترة طويلة، وحينما يعود بعد خمس سنوات، بعدما وصله خطاب من الإدارة يهدده بالفصل لانقطاعه الطويل عن العمل، بعدما قدرت مديرة المستشفى مأساته ومنحته الكثير كي يتعافى، إلا أنه يجد في انتظاره مفاجأة من العيار الثقيل في «عنبر 8 غرب»، حيث «المشتبه في قواهم العقلية إثر ارتكابهم جرائم، يحالون إلى ذمة التحقيق تحت حراسة مشددة ليودعوا ذلك القسم تمهيداً لاختبارهم نفسياً وعقلياً على مدار 45 يوماً، لتقييم مدى وعيهم عند ارتكاب الجريمة، إن كانوا لحظتها مسؤولين عن أفعالهم فيحاكموا محاكمة عادية، أو أنهم كانوا تحت ضغط مرض عقلي أو نفسي، هيأهم بلا وعي لتنفيذها». ويكون أحد هؤلاء المحجوزين، صديق يحيى (الدكتور النفسي شريف) وأيضاً شقيق حبيبته الأولى، الذي قتل زوجته في لحظة جنون وعبث، ستدور حولها أحداث الرواية التي تسافر إلى الوراء تاريخياً، لتستدعي حكاية مشابهة من كتاب المؤرخ عبدالرحمن الجبرتي، وتزيد التشويق بسرقة بعض متعلقات المتحف الإسلامي في القاهرة، وتحديداً قميص به تعاويذ وطلاسم خاصة في أجواء غريبة، سيطالعها قارئ الرواية التي حجزت لها مكاناً في القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر 2014)، كما حجز صاحبها لنفسه مكاناً، خصوصاً بين أوساط القراء الشباب الذين يتلقفون أعمال مراد وينتظرون جديده، لذا يحاول الكاتب أن تكون لغته وعوالمه متماسة مع هؤلاء، وقريبة منهم، حتى لو كان ذلك على حساب فنيات أخرى.

 

 

تويتر