الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين. أرشيفية

محمد شمس الدين: ديوان جديد بملامح صوفية

يطل الشاعر اللبناني المعروف محمد علي شمس الدين، من خلال مجموعته «النازلون على الريح» بنضج وعراقة في المشاعر والتعبير، وبلمحات يختلط فيها الصوفي بلون كأشعة الغروب. ففي قصائد الشاعر رصد فني مؤثر لحركة الزمن وفعله وتقدم العمر واختمار التجارب والآلام والآمال ولسيرورة حتمية نحو نهايات حزينة للإنسان.

وقد جاءت المجموعة في 181 صفحة متوسطة القطع وصدرت عن «دار الآداب» في بيروت، واشتملت على نحو 70 قصيدة بعضها طويل من صفحات، والآخر قصير من أبيات قليلة.

إلى أبي حامد الغزالي

استهل الشاعر المجموعة بقصيدة طويلة اسمها «آلات الفجر»، وقد تبع العنوان إهداء الى الغزالي في محنته الفكرية والمعرفية وسيطرة الحيرة عليه الى فترة. قال محمد علي شمس الدين «يوم الأحد الواقع فيه صمتي. الى أبي حامد الغزالي في محنته».

من القصائد القصيرة قصيدة بعنوان «الحلاج» الصوفي الشهير، وقد قال فيها بسطرين «سمعت مرة مناديا /يصيح يا أحبتي اقتلوني». واستهل الشاعر المجموعة بقصيدة طويلة اسمها «آلات الفجر»، وقد تبع العنوان إهداء الى الغزالي في محنته الفكرية والمعرفية وسيطرة الحيرة عليه الى فترة. قال محمد علي شمس الدين «يوم الأحد الواقع فيه صمتي. الى أبي حامد الغزالي في محنته».

وابتدأ الشاعر القصيدة بالقول «ماذا بيدي /ماذا أفعل/ هل يومي بيدي /وغدي.. /يومياتي نافلة وقديمة /من خولني /ان افصل /بين اللحظات المعدومة /واللامعدومة /مادامت أيامي هلكى /سفني غرقى في البحر وساريتي في القاع /ماذا سيكون اذن بيدي /سيان أكنت النائم/ أم كنت الصاحي /خذلتني الرؤيا وصباحي /أفلت من كف الليل /فلا خرج من بين سيوف النوم قليلا /وأحدق في وجه الويل».

«في الجهة الشرقية من غرفة أحوالي /(حيث صنوبرة تنعق فيها الغربان)/وفي الجهة الغربية (حيث الشطآن يعذبها سوط الموج) /أحدق بين هنا وهناك /لأعرف سر البحر /وسر الشجرة /دق الباب /الوقت سراب/ يوم الأحد الواقع تقريبا فيه صمتي /آليت باني /منتقما من هذا العالم /لن أخرج من بيتي /فليبق الخارج في الخارج /والداخل يبقى في الداخل /وأنا بينهما اتأرجح كالمرتاب/ هل أدخل في النوم أم اليقظة... هذي كلماتي /حضرت عند الفجر /تماما مثل صلاة الفجر/ كنت وقفت على شرفة بيتي /من جهة الغرب وكنت سألت البحر /اذا ما كان سيسمح لي /ان اسمع صوت الموج /وأن اصغي لصراخ طيور البحر /وأنات الغرقى ...».

ويختم القصيدة الطويلة بتتابع صور من الماضي والمخيلة فيقول «... طفل يحبو /ظبيان وسيدة /وفتى مذعور القلب /بعيد مدى الرؤية يشبهني /وأنا اتقدم في زحمة ايامي».

وفي قصيدة (أبعد من غيم ايلول)، يقول الشاعر «الطيور تحلق مزهوة كالشعاع /وتنشر بهجتها في سماء الجنوب /على حافة الأفق /ايلول حرك/ فوق الشجر /قليلاُ من الورق الأصفر المتداعي /سقطت من شعور القمر/خصلة في تراب الحديقة /ثم نام الذهب /على رسله في البلاد العتيقة...».

الأكثر مشاركة