كتاب جديد من جزأين مع «دبي الثقافية»
«طرب وعرب».. رحلة مع الغناء والموسيقى
صدر مع عدد شهر مارس الجاري من «مجلة دبي الثقافية» كتاب جديد بعنوان «طرب.. الطرب والعرب والأوبرا وشيفرات العقل والأذن والحنجرة»، من تأليف الدكتور معلا غانم، يقع في جزأين، الأول يضم 380 صفحة، والثاني 374 صفحة.
بمدخل عن «الطرب والعرب.. فرعا لغة العقل الباطن»، يستهل غانم كتابه، مشيراً إلى أن دافعه للتأليف في هذا الموضوع هو الأخطاء الشهيرة لمن حاولوا أن يلبسوا الموسيقى العربية ثوباً غريباً عنها، تحت دعاوى التحديث «بدلاً من أن يغوصوا في تحليل وتفسير موسيقانا، وفهم كنهها وكشف فلسفة هويتها، فحدث التشويه لها، وأخاف أن ندفنها بأيدي العاملين عليها. وهذا ما فعّل فضولي، وبدأت بمراجعة أفكاري معتمداً على دقة سمعي الموسيقى، كما أظن، لأنه وللأسف الشديد لا توجد مراجع علمية موسيقية في هذا الموضوع».
وأكد المؤلف أنه لم يلجأ إلى سماعه الخاص، إذ جعله بوصلته ومرجعه الرئيس في التحليل والتذوق وفك شيفرات الأنغام والطرب والعرب، لافتاً إلى نشأة الغناء في المعابد، وارتباطه في البداية بالتعبد.
في القسم الأول من الكتاب يكشف معلا غانم، من وجهة نظره، عن «شيفرة الطرب الأولى.. حروف الطرب»، ويقول: «أول مفتاح من مفاتيح الطرب الذي غفلت أذهان العاملين في الغناء الموسيقي عنه. يكمن سر الطرب (شيفرة الطرب) في حروف المد (ألف وواو وياء). ويكمن سر هذه الحروف في كونها مشتقة من الحركات: الفتحة، والضمة، والكسرة، وكل هذه الأسرار تأتي من عمل حركة السكون، لذلك الحرف المسكن بحركة السكون يصبح قابلاً للمد كبقية حروف المد».
أما شيفرة الطرب الثانية فهي الأداء أو التجسيد «أن نحس برؤية ما نسمع وإظهار ما يغنى، أي أن توافق العين الأذن، وأن يكون لما يقدمه أو يغنيه المطرب انطباعاً بصرياً عندنا نحن المستمعين، إذ تكتمل شروط هذه الشيفرة بالرؤية، وهي أيضاً بشقين: رؤية عينيه، ورؤية قلبية، فإن كنا نسمع نرى بالقلب، ونشعر بالأداء، لذلك يكفينا أن نسمع الغناء الطربي حتى نشعر بأداء المطرب له دون أن نراه.. فالطرب لا يحتاج فقط إلى مطرب مبدع بل يحتاج أكثر إلى مستمع مرهف مثقف».
أما شيفرة الطرب الثالثة فهي الارتجال الغريزي، والهروب من النوتة المكتوبة سلفاً.
كما يقدم الكاتب أفكاراً كثيرة للقارئ حول أنواع الإيقاعات الموسيقية، وكيف يفهمها المستمع العادي، ويقرؤها أيضاً.
ويحلل بعض الأغاني، ناصحاً القارئ بأن يستمع إلى تلك الأغنيات أولاً، ثم يقرأ التحليل، ويبدأ بأغنية «أسامينا» للسيدة فيروز، التي لحنها الراحل فيلمون وهبي، وتستغرق أغاني فيروز معظم التحليلات.
ولفن الأوبرا الراقي نصيب كبير من الجزء الثاني من كتاب «طرب.. الطرب والعرب والأوبرا وشيفرات العقل والأذن والحنجرة»، ويصف المؤلف الراحلة أسمهان بأنها «الصوت الذي قال لنا أنا أغني الأوبرا، أنا صوت أوبرالي، أنا الصوت الرنيني، أنا صوت الرأس، أنا صوت الأجواف، أنا صوت الحركة، أنا صوت الريح، أنا صوت العصافير، أنا صدى الطبيعة، أنا الصوت الذي لا يتكرر».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news