«الإمارات لـلآداب» ينطلق بـ «نشيد»
استعار مهرجان طيران الإمارات للآداب إبهار مهرجانات السينما، وبعض تفاصيلها لإضفاء أجواء خاصة على حفل افتتاح دورته السادسة، الذي استضافته مساء أول من أمس، ندوة الثقافة والعلوم بدبي، ويستمر حتى الثامن من شهر مارس الجاري في فندق إنتركونتننتال بدبي فيستفال سيتي.
وجاءت افتتاحية المهرجان الذي يقام برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بمثابة عرس ثقافي شهد حضور المئات من المثقفين والفعاليات المحلية والعربية والعالمية، وقدم خلاله مجموعة من الصغار «نشيد المهرجان»، ورسموا بوجودهم على المسرح لوحة طفولية بديعة.
وحضر انطلاق الفعاليات رئيس المجلس الوطني الاتحادي، محمد أحمد المر، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، ووزير الصحة، عبدالرحمن بن محمد العويس، ورئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، سلطان صقر السويدي، وعدد كبير من المهتمين بالشأن الثقافي.
الفلكلور كان المحطة الأولى لاستقبال ضيوف المهرجان عقب مرورهم على سجادته الحمراء، على نحو يدفعهم للدخول مباشرة في سياق العرس الافتتاحي.
الفترة الزمنية وانتظار الضيوف لبدء مراسم حفل الافتتاح في مسرح الندوة، أحالت أيضاً إلى الفترة الموازية التي يقضيها ضيوف مهرجانات السينما، ترقباً لعرض فيلم الافتتاح، وهي الموازاة التي عقدها تلقائياً مصورو وسائل الإعلام فراحوا يلتقطون صور «الكواليس»، فيما وجدت المذيعات الفرصة سانحة، لعقد لقاءات مع «نجوم» الثقافة.
وحرصت إدارة المهرجان كعادتها على الاستعانة بمئات من طلبة المدارس في مرحلة الدراسة الابتدائية للمشاركة في أداء «نشيد المهرجان»، الذين رسموا بوجودهم على المسرح لوحة طفولية بديعة، اتسمت في بعض الأحيان بالتلقائية، حينما سعوا جميعاً لمصافحة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، فور صعوده إلى منصة المسرح.
«احلم.. اكتشف.. بدل.. جدد، أبدع، تقلب، كن شخصاً أفضل، طبّق ما تعرف، سل، تطور، إنه التحول، إنه الحياة»، تلك هي الكلمات التي رددها «صناع المستقبل»، وفق شعار الدورة الحالية للمهرجان «التحول»، وهي الكلمات التي صاغها ولحنها، الأوركسترا يوسف خان.
وجاءت كلمة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، لتعلن انطلاقة الدورة الجديدة للمهرجان، وأكد أنه «برؤية ودعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وعبر حب الكلمة التي ستترك أثرها في الأجيال المقبلة، وبالنوايا الطيبة والعلاقات الإنسانية تتحقق القدرات الاستثنائية للتطور الذي يشهده المهرجان والحركة الثقافية والأدبية».
وأضاف أن المهرجان أصبح خلال ست سنوات علامة بارزة في الإمارات، وطرح في كلمته جملة من التساؤلات حول مستقبل الكتاب والكلمة المقروءة، فيما استشهد بالعديد من الشعراء والمفكرين والأفذاذ الذين خلدهم التاريخ بفضل إبداعهم ونتاجهم الأدبي والفكري الاستثنائي. وقال إن «الآداب قادرة على أن تجمع وتؤلف بين الثقافات البشرية، على اختلافها، وهي النتيجة التي تجعلها دوماً أكثر قدرة على الديمومة مادامت الحضارات الإنسانية».
من جانبها، وعدت مديرة المهرجان، إيزابيل بالهول، أن «يسعى (طيران الإمارات للآداب) ويمضي قدماً في تحقيق كامل الأهداف والتطلعات المرسومة له بتوجيهات ورؤية راعي المهرجان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أكبر الداعمين للأدب والشعر والثقافة».
المادة الفيلمية بأسلوب السينما حضرت أيضاً في الحفل الافتتاحي من خلال الوثائقي «دبي»، الذي سعى إلى تتبع لمحات من تطور الإمارة وتحوّلها، في غضون مساحة زمنية وجيزة في مجال تاريخ الأمم والشعوب، لكنها كانت كافية مع توافر الرؤية والإرادة والقدرة على تحدي الصعاب.
ضيوف
انتقل مقدّما الحفل المذيعة في قناة دبي الفضائية، نوفر رمول، والإعلامي البريطاني توم أوركهارت، إلى فقرة الاستضافات التي بدأت بالشاعرة الإنجليزية الساخرة بام آيرز، التي ألقت قصيدتين. الإعلامي البريطاني ريز خان كان طرف حوارات عدة ، أولها مع المؤلف ورئيس الحزب الديمقراطي البريطاني، بادي أشدوان، قبل أن يؤكد الأخير أن الكتابة أبقى وأهم بالنسبة له من السياسة.
التحول في صيغة الحروب مع اختلاف الحقب التاريخية، كان محور أسئلة خان للإعلامي الانجليزي المعروفعلى شبكة قنوات «سي إن إن» الإخبارية.
بعيداً عن «السياسة»
ظهرت المذيعة نوفر رمول بعيداً عن المساحة التي يعرفها فيها مشاهدو قناة دبي الفضائية، عبر البحث في الملفات السياسية والاقتصادية في برنامج قابل للنقاش، وحاورت بلغة رصينة ضيوفها في حقول الثقافة والإبداع.
وطرحت رمول على الروائي المغربي محمد الشعري تحديداً عدداً من الأسئلة التي دفعته للولوج في بوح ذاتي، كشف فيه عن أنه يتعمد أحياناً إبراز فكرة أن الحياة أقوى حتى من الموت، بدافع التغلب على إحباطات متراكمة للقارئ العربي،
واستدعت نوفر فقرة من رواية الأشعري «القوس والفراشة»، قال فيها: «كلنا ننهزم أمام الموت، لكن لا شيء أفظع من الهزيمة أمام الحياة»، قبل أن يختم الأشعري بدعوة عالمية لوقف «اغتيال الطفولة».
شاعر الـ «هايد بارك»
لفت الأنظار انشغال شاعر إنجليزي بإلقاء مجموعة من قصائده في بهو ندوة الثقافة والعلوم، رغم انشغال الضيوف الذين وقفوا انتظاراً للسماح بدخول قاعة المسرح، ورغم أن صوت الشاعر وسط جلبة الاستقبال لم يكن مسموعاً، إلا أن كثيرين كانوا يراقبونه من بعيد، دون أن ينبئ هو عن أي ردة فعل تجاه مراقبيه.
بعض الحضور شبّه هذا المشهد بمناظر له بحديقة الـ«هايد بارك» ولم يكفّ «الشاعر» عن الإلقاء، إلا عندما بدأت مراسم الافتتاح.
الأشعري
الوصول إلى محطة استضافة نوفر رمول للروائي المغربي محمد الأشعري، كان يعني ملامسة حالة خاصة بالرجل الذي شغل منصب وزير الثقافة ببلاده لفترة، لكنه لا يرى أنه اشتغل بالسياسة، وهو ما حدا بالمذيعة إلى التأكد منه عن صحة المعلومة، قبل أن يبرر قبوله المنصب بتحقيق مشروع ثقافي لبلده.