يعرض مجموعة «فاروس» من الأعمال المصرية الحـديثة ومقتنيات معاذ الألوسي
مجموعتان عــربيتان تتصدَّران «كريستيز دبــي»
أعلنت دار المزادات العالمية العريقة كريستيز أن موسم مزاداتها الـ16، الذي سينظم في دبي يوم الأربعاء 19 مارس الجاري، يتمحور حول مجموعتين شهيرتين وفارقتين من المقتنيات الفنية الشرق الأوسطية، أولاهما «مجموعة فاروس» من أشهر الأعمال الفنية المصرية الحديثة، حيث تتألف من 55 لوحة ومنحوتة، وثانيتهما مقتنيات المعماري والتشكيلي العراقي معاذ الألوسي، التي تضم أعمال نخبة من أشهر الرسامين العراقيين.
«تأملات» أهم لوحة ضمن مجموعة مقتنيات معاذ الألوسي لوحة «تأملات»، لشاكر حسن آل سعيد (1925 - 2004)، وتعود اللوحة إلى عام 1984، وتراوح قيمتها التقديرية الأولية بين 100 و150 ألف دولار أميركي. ويُعَدُّ شاكر حسن آل سعيد أحد رواد الحركة التشكيلية العراقية، والعربية عموما، وأسهم عام 1951 في تأسيس «جماعة بغداد للفن الحديث»، إلى جانب فؤاد سليم. وتُظهر اللوحة إيحاء تجريدياً لجدار صُلب مزيَّن بالغرافيتي وبدَفْق من الألوان، وتشير اللوحة بطريقة مؤثرة للدمار الذي ألحقته الحرب بوطنه. أعمال لافتة من الأعمال اللافتة أيضاً لوحة غير معنونة للفنان التشكيلي العراقي إسماعيل فتاح (1934 - 2004)، الذي ربطته صداقة وثيقة بمعاذ الألوسي. وزيَّنت هذه اللوحة أحد جدران «البيت المكعَّب»، حسب صورة التُقطت للبيت المكعب في السنة ذاتها التي رُسمت بها اللوحة، قبل أن ننتقل مع معاذ الألوسي إلى منزله في ليماسول بقبرص، حسب صورة لاحقة. وُلد إسماعيل فتاح الترك بمدينة البصرة، غير أنه انتقل إلى بغداد للدراسة، وهناك التقى وتأثر بمعاصريه من أمثال شاكر حسن آل سعيد، وكاظم حيدر، وفائق حسن، وجواد سليم. وسافر إلى روما للعمل هناك، غير أنه عاد إلى بغداد، للعمل أستاذاً لمادة الفن في المعهد الذي درس فيه. |
وقالت مديرة المزاد هالة خيّاط «تزداد أهمية وقيمة مزاداتنا، التي تتضمن مجموعة مقتنيات خاصة من الأعمال الفنية، لأن المقتنيات الخاصة تبرز جانباً من شخصية صاحبها وخبرته واهتماماته، لذا يسرنا أن يتضمن مزادنا الوشيك مجموعتين شهيرتين من المقتنيات الخاصة عُهِد إلينا ببيعهما، وتتضمن المجموعتان المشاركتان أعمال نخبة من أشهر الرسامين والنحاتين المصريين والعراقيين».
وتتصدَّر قائمة الأعمال الفنية المشاركة في مزاد الأعمال الفنية العربية والإيرانية والتركية الحديثة والمعاصرة «مجموعة فاروس»، التي جمعها عدد من المُقتنين المصريين. ومنذ عام 2006، دأب هؤلاء على جَمْع أعمال نخبة من الرسامين والنحاتين المصريين، ممَّن تركوا بصمة فارقة في مسيرة الفن الحديث والمعاصر، من أمثال محمود سعيد (1897- 1964)، محمود مختار (1891 - 1934)، عبدالهادي الجزار (1925 - 1965)، يوسف كامل (1895 -1971)، عفت ناجي (1905 -1994)، محمد ناجي (1888- 1956)، إنجي حسن أفلاطون (1924- 1989)، آدم حنين (وُلد 1929)، أدهم وانلي (1908-1959)، سيف وانلي (1906- 1979). يُذكر أن «مجموعة فاروس» عُرضت بالقاهرة عام 2009، خلال معرض عام ثم قرَّر مقتنوها بيعها بمزاد عام. ومن المتوقع أن تجمع اللوحات والمنحوتات، التي يزيد عددها على 50 أكثر من مليون دولار أميركي، حسب القيمة التقديرية الأولية.
ومن أبرز الأعمال المشاركة في المزاد البروفة الأولوية للوحة الضخمة المعروفة «حفر قناة السويس». وكان المتحف البحري بالإسكندرية قد كلَّف عبدالهادي الجزار (1925- 1965) بإنجاز اللوحة، تكريماً لمئات الآلاف من العمال الذين شاركوا في حفر قناة السويس، خلال الفترة بين 1859 و1869. وتُعرض اللوحة النهائية في «متحف الفن المصري الحديث»، فيما تعود اللوحة الأولية بالألوان المائية (70 x 35 سم) إلى عام 1965، وتبلغ قيمتها التقديرية الأولية 150 ألف دولار أميركي. ويظهر باللوحة عمال مثقلون بالصخور المستخرجة أثناء أعمال حفر قناة السويس.
وإلى جانب لوحة الجزار، تتضمن «مجموعة فاروس» لوحة «هاجر» لمحمود سعيد (1897-1964)، أحد رواد الحركة التشكيلية المصرية، وتُظهر اللوحة الخادمة «هاجر» وتبلغ قيمتها التقديرية الأولية 200 ألف دولار أميركي. ومن أعمال محمود سعيد الأخرى المشاركة لوحة بورتريه لحماته شريفة هانم راسم، وتبلغ قيمتها التقديرية الأولية 200 ألف دولار أميركي، وهناك لوحة «بيت في طلخا»، التي تُظهر غروب الشمس ، وتبلغ قيمتها التقديرية 60 ألف دولار أميركي، ولوحة «ترعة المحمودية» وتبلغ قيمتها التقديرية الأولية بين 80 ألف دولار أميركي.
ولا تقتصر «مجموعة فاروس» على اللوحات، فهناك العديد من المنحوتات، منها منحوتتان برونزيتان لمحمود مختار (1891-1934)، أحد أشهر النحاتين المصريين على الإطلاق وصاحب تمثال «نهضة مصر». وكما هي السمة الغالبة على أعمال محمود مختار، ترصد المنحوتتان لقطات خاطفة من نهضة مصر في عشرينات وثلاثينات القرن الـ20، حيث تظهر منحوتة «الفلاحة» امرأة تجلب الماء، فيما تظهر منحوتة «السيدة» امرأة واقفة، وتراوح القيمة التقديرية لكل منحوتة بين 80 و60 ألف دولار أميركي. وهناك أيضاً المنحوتة الشهيرة لسيدة الغناء العربي «أم كلثوم» للنحات آدم حنين (1929)، أحد أشهر النحاتين العرب، وهي منحوتة من بين ثمانٍ تعود إلى عام 2008 (القيمة التقديرية الأولية: 150 ألف دولار أميركي). وتشارك بالمزاد أيضاً منحوتة أخرى لحنين تعود إلى عام 1957.
وُلد الألوسي ببغداد في أواخر ثلاثينات القرن الـ20 وأظهر منذ الصغر شغفاً بالهندسة المعمارية في أنحاء مدينته. درس العمارة في تركيا قبل أن ينتقل لنيل درجة جامعية ثانية من لندن، ثم أسَّس شركة دولية تحمل اسمه تدير مكاتب في عدد من مدن العالم. من أشهر المباني التي تحمل بصمته الإبداعية البنك المركزي في صلالة بسلطنة عُمان، والبنك العربي، وسفارة الإمارات، وسفارة قطر، والمركز الثقافي في صلالة وجميعها بسلطنة عُمان، ومن بينها أيضاً السفارة الكويتية في البحرين. وفي عام 1984 نشر كتاباً مرجعياً مهماً بعنوان «يوميات بصرية لمعمار عربي». ووراء كل لوحة من مقتنياته الشخصية قصة صداقة مع مبدعها، ولم يكن الألوسي صديقاً لمبدعيها فحسب، بل داعماً لهم خلال مرحلة مبكرة من رحلتهم الإبداعية. وفي عام 1988،
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news