الإمارات والكويت تعززان حضورهما في «شاعر المليون»
عزّزت الإمارات والكويت حضورهما في المرحلة الثانية من مسابقة «شاعر المليون»، بعد أن تأهل الشاعران الإماراتي سيف سالم المنصوري، والكويتي عبدالله الحيلان، في الحلقة التي عرضت، مساء أول من أمس، على الهواء مباشرة من مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي، عبر قناة أبوظبي ـ الإمارات، وأعيدت على قناة «بينونة»، بعد أن حصلا على بطاقتي التأهل من لجنة التحكيم المكونة من د.غسان الحسن، سلطان العميمي، حمد السعيد. كما تأهل من شعراء الحلقة الماضية الشاعر مجلاد الفعم والشاعر طلال بن عون بعد حصولهما على أعلى نسبة من تصويت الجمهور، في حين قررت لجنة التحكيم الاحتفاظ بالبطاقة الذهبية للحلقات المقبلة.
جمعت الحلقة، التي بدأت بعرض تقرير مصور عن تاريخ قلعة الجاهلي ومكانتها السياسية والتاريخية في الماضي، وأهميتها الثقافية والسياحية في الحاضر، بين ثمانية متسابقين، هم الشاذلي المبارك جودات من السودان، وأسامة محمد السردي الزواهي من الأردن، وخالد صالح القحطاني وسعود البلوي وعبدالله الرشيدي من السعودية، سيف سالم المنصوري من الإمارات، وعبدالله الحيلان من الكويت، وكامل البطحري من سلطنة عمان.
5 مراحل هذا الموسم يتكوّن من خمس مراحل، حيث المرحلة الأولى ست حلقات، وكل حلقة يشارك فيها ثمانية شعراء، يتأهل منهم في النهاية 28 شاعراً، وهؤلاء يتنافسون على مدى أربع حلقات ليتأهل منهم 12 شاعراً، وفي المرحلة الثالثة ثلاث حلقات يتأهل منهم ستة شعراء إلى المرحلة قبل النهائية، وبخروج أحدهم من المسابقة يستمر التنافس بين خمسة شعراء في الحلقة النهائية، وبناء على تقييم لجنة التحكيم، التي تملك 60% من الدرجات، والجمهور الذي لديه 40%، يتم اختيار «شاعر المليون» للموسم السادس. وتشهد المسابقة منافسة ملموسة بين الشعراء الذين تميز حضورهم هذا العام بالقوة والجودة والقدرات الأدبية الواضحة التي يشير إليها أعضاء لجنة التحكيم. |
«قنوف الرجع» كان عنوان القصيدة التي ألقاها سيف سالم المنصوري، والتي اعتبرها سلطان العميمي إحدى أجمل القصائد التي أُلقيت في المسابقة، ما تميزت به من سلاسة ومعالجة ذكية للفكرة، وصياغات مصدرها البيئة البدوية الإماراتية. واتفق معه حمد السعيد لافتاً إلى ترابط فكرة النص، وحضور المنصوري المسرحي. كذلك عبر د.غسان الحسن عن دهشته من نص المنصوري، الذي حملت أبياته مفردات محلية كثيرة يعرفها الشاعر.
واتجه الشاعر عبدالله برجس الحيلان إلى الغزل من خلال قصيدة تحدث فيها عن بعد الحبيب وفراقه، ووصف د.غسان الحسن النص بأنه مفعم بالشاعرية على الرغم من تجربة الشاعر المبكرة في الشعر، والانسياب الواضح في النص، وكأنه كتب دفقة واحدة، وكتلة واحدة من الجمال. وأثنى سلطان العميمي على النص الذي تمكن الشاعر فيه من ابتكار صور شعرية وصياغات جميلة طرحها بأسلوب متنوع غني تضمّن أساليب عدة. وأشار حمد السعيد إلى أنه رغم صغر سن الشاعر إلا أنه قدم نصاً جميلاً بمدخل عفوي، وبإحساس عاشق، حيث كان الشعر حاضراً في جميع الأبيات من أول بيت وحتى آخر بيت.
بينما قام الشاعر أسامة محمد السردي باستبدال قصيدته التي كان من المفترض أن يلقيها بقصيدة جديدة، لم تلقَ إعجاب لجنة التحكيم التي اتفقت على أن الشاعر لم يكن من المفروض أن يستبدل نصه الأول، وجل ما تميز به أسامة كان في بعض مقاطع الإلقاء فقط.
في المقابل، استطاع الشاعر الشاذلي المبارك الحصول على إعجاب اللجنة لأنه تمكّن من دخول مسابقة الشعر النبطي، علماً بأنه ليس شاعراً نبطياً في الأصل. وألقى الشاعر كامل البطحري قصيدة بعنوان «صوت البر» عن والده الذي توفي قبل بدء «شاعر المليون» بشهور، كما عرج فيها على بلده سلطنة عمان. وتميز النص بالحس الإنساني العالي فيه، والصدق والشعرية العالية لدى الشاعر، بحسب ما ذكر سلطان العميمي، وقال حمد السعيد إن النص مليء بالشجن، وجزالة الشعر فيها حاضرة منذ مطلع النص وحتى خاتمته، ما يدل على مقدرة الشاعر. ورأي د.الحسن أن النص جميل وبُنِي بوعي تام.
وتغنى عبدالله الرشيدي في قصيدته بمسابقة «شاعر المليون» كما تغنى بدولة الإمارات، والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وفي تعليقه، أشاد حمد السعيد بحضور الشاعر المتميز، وبالطَرْق الجميل الذي استخدمه في نصه، بالإضافة إلى القافية بما يخدم التغني بالمسابقة، كما لمس تجانساً بين المفردات، وجمالاً في الصور الشعرية وتوظيفها بمهارة. وأشار د.غسان الحسن إلى أن الوزن الذي استخدمه الشاعر موجود في الفصحى والنبطي، وهو نادر الاستخدام في كلتا الحالتين. وتوقف العميمي أمام الصوت والحركة والرائحة التي وردت في النص ذي المطلع المتميز، والمفردات التي أضافت إليه خصوصية معينة.
وقدم الشاعر خالد القحطاني قصيدة بعنوان «سلعة لسان»، ويقصد به الشعر. وأشار السعيد إلى تماسك النص من أوله وحتى آخره، ورأى أنه كان بإمكان الشاعر الاستغناء عن البيت الثالث، إلى جانب ذلك ورد في النص بيت مغلف بالإبهام. ورأى العميمي أن النص جاء محكماً، وقام الشاعر بتوظيف المفردات الدالة على الموضوع بشكل متميز.
وألقى الشاعر سعود البلوي قصيدة «السابحة»، وأشار سلطان العميمي إلى أن القصيدة اشتملت على أكثر من موضوع، وما لفت انتباهه المفردات بكل ما فيها من حركة وعلو، أما حضور الشاعر فكان جميلاً، وكذلك التفاعل معه. وأشاد حمد السعيد بالنص الشامخ، كما وصفه، وبما فيه من صور، وقافية متجانسة، وجرس موسيقي بديع، إلى جانب الإلقاء المتميز. وقال د.غسان الحسن إن النص بدأ بصورة ممتدة ومتسعة، إذ ذهب الشاعر إلى المهرة ووصفها، وهو ما يسمى بالاستقصاء في الصورة.