أحلام مؤجلة فـي كواليس المهرجانات المحلية
لا يخلو مهرجان من المهرجانات الإماراتية الدولية في السينما والمسرح من تواجد نسبة كبيرة من الشباب، الذين يحرصون على استثمار هذه المناسبات المهمة، للالتقاء برموز الدراما بأنواعها المختلفة، سواء في السينما أو التلفزيون أو المسرح، والاستفادة عن قرب من تجاربهم.
وعلى عكس دورات البدايات فإن رؤساء ومديري تلك المهرجانات ابدوا في المرحلة الماضية استجابة لضرورة السماح لنسبة أكبر من الفنانين الإماراتيين عموماً، بما فيهم الشباب، لحضور الفعاليات المختلفة، بعد أن تحولت مشكلة عدم توجيه الدعوة إلى الفنانين الإماراتيين، إلى شكاوى متكررة، تفرض نفسها للطرح بشكل مستمر، وسط تبادل الاتهامات.
ويأتي الحضور الشبابي رغم ذلك خجولاً، ومن خلال مجموعات منغلقة على أنفسها، يظل أفرادها يتحينون الفرصة لالتقاط صورة للذكرى مع فنانين كبار، دون أن تتيح لهم تلك المهرجانات فرصاً حقيقية للاستفادة من تجارب الأسماء اللامعة.
ولا يختلف الأمر في مهرجانات السينما مثل مهرجاني دبي وأبوظبي الدوليين، عن مهرجانات المسرح، مثل أيام الشارقة المسرحية، ومهرجان المونودراما بالفجيرة، فالمشهد المتخم بالنجوم، لا يستوعب الفنانين الإماراتيين الشباب في دائرة اهتماماته. ورغم أن بعض المهرجانات خصصت مسابقات أو لجأت إلى صيغة تعلن من خلالها انحيازها للمواهب محلية، إلا أن هذه المحاولات ظلت مهمشة،ونظرية أومرتبطة بأسماء بعينها، دون أن تتحول إلى ظاهرة قادرة على دعم طموحات جيل لا يزال يتحسس طريقه.
وطالب عدد من الفنانين الشباب بأن تضمن إدارات المهرجانات المختلفة آلية منظمة، لتعريف ضيوفها بالفنانين الإماراتيين عموماً، والسماح لهم بالاحتكاك بهم، بدلاً عن اقتصار علاقة ضيوف المهرجان من نجوم عرب وعالميين على إدارات المهرجان، مشيرين إلى أن معظم الفنانين الضيوف رغم تعاقب استضفتهم لا يمتلكون تصوراً ناضجاً عن النشاط الفني السينمائي والتلفزيوني والمسرحي في الإمارات.
ورصدت «الإمارات اليوم» في كواليس «دبي السينمائي» اجتهاداً للفنان الإماراتي الشاب حسن يوسف الذي حصد جائزة أفضل ممثل في عدد من دورات مهرجان دبي لمسرح الشباب، من أجل اقناع الفنان المصري الشهير حسن يوسفن بأنه فنان وله أدوار معروفة في الدراما الإماراتية، وأن اسمه الحقيقي لم يأت بالمصادفة متماثلاً معه، بل تيمناً به.
وقال الإماراتي حسن يوسف : « المصريون لا يعرفوننا، فنحن غير متواجدين على ساحة القنوات الفضائية المصرية، كما أن السوريين كذلك لا يشاهدوننا».وطالب يوسف بوجود آلية تنظم استقبال الفنانين الضيوف، لا يغيب فيها الفنانون الإماراتيون الشباب، مضيفاً : «إلى متى سيبقى الفنان الإماراتي عاجزاً عن تحقيق الانتشار في محيطه العربي».
ورغم أن لقبها هو صائدة الجوائز في المسرح الإماراتي، فإن الفنانة بدور الساعي لا تشاهد تقريباً في المهرجانات الدولية التي تنظم في الإمارات، وهو ما ينطبق أيضاً على قائمة طويلة من الفنانين الشباب منهم حميد فارس.
الفنان الشاب مروان عبدالله، يختلف عن نظيريه الساعي وفارس، حيث يصر على حضور المهرجانات الدولية التي تنظم في الإمارات، لكنه لا ينفي أن رحلة الحصول على بطاقة الدعوة لا تخلو من الصعوبة بالنسبة لمعظم زملائه.
أكد رئيس جمعية الفنانين الإماراتيين إسماعيل عبدالله، بأن الجمعية تسعى إلى تعظيم فرص الاستفادة للفنان الإماراتي عموماً، والشباب بصفة خاصة، ليس فقط في المهرجانات التي تحتضنها الدولة، بل ايضاً بتلك التي تقام سواء في دول خليجية أو عربية، او حتى اجنبية.وتطرق عبدالله إلى نماذج كثيرة تكفلت فيها الجمعية، او سعت إلى توفير ميزانية تغطي نفقات سفر فنانين الإمارتيين، لحضور مهرجانات لا يمثلون فيها الدولة بشكل رسمي، بغرض الاحتكاك وإثراء وصقل تجاربهم.
وأضاف عبدالله : «تضيع فرص ذهبية لتسويق الفنان الإماراتي عربياً من خلال تجاهله في تلك المهرجانات،ما يشكل وأداً مبكراً لأي مشروع تعاون فني مستقبلي».
بلال عبدالله: إثراء لـ «فيس بوك»
اعتبر الفنان بلال عبدالله، ساخراً، أن الفائدة الوحيدة التي يحققها الفنان الإماراتي من حضوره معظم المهرجانات الفنية التي تحتضنها الدولة، هو التقاط بعض الصور التي يثري بها صفحته على «فيس بوك».
واستغرب عبدالله غياب أي آلية واضحة تحرص من خلالها اللجان المنظمة لتلك المهرجانات على إفادة الفنان الإماراتي والتسويق له، وتوفير فرص احتكاك حقيقية.
وأضاف: «يتحسس بعض زملائي الفنانين من أن نظراءهم المصريين والسوريين لا يعرفوننا، والحقيقة هي أن البعض يعتقد أن موقع الفنان الإماراتي يجب أن يظل دائماً في كواليس الحدث»
إسماعيل عبدالله: فرص ضائعة
اعتبر رئيس جمعية المسرحيين الإماراتيين، الفنان إسماعيل عبدالله، أن غياب الفنان الإماراتي عن محافل ومناسبات فنية مهمة تستضيفها الدولة، هو تفويت غير مقبول لفرص إثراء احتكاكه، وتسويقه إعلامياً. واكد عبدالله أن الجمعية تؤمن بأهمية هذه الملتقيات التي تبقى بوابة أيضاً لاستقطاب الفنان الإماراتي في أعمال غير محلية، خصوصاً في ما يتعلق بالفنانين الشباب الذين هم في أمسّ الحاجة إلى مزيد من الفرص. ورأى عبدالله أن تداخل نشاط الفنانين بين النشاط السينمائي والتلفزيوني والمسرحي، يفرض مزيداً من التعاون بين المهرجانات المختلفة التي تنظم سنوياً في الدولة، وبين جمعية المسرحيين التي تبقى المظلة التي تحتضن الفنان الإماراتي.
حسن يوسف: «على اسمك»
لم يجد الفنان الإماراتي الشاب، حسن يوسف، من يعرّفه على أحد أكثر الفنانين العرب تعلقاً به، وهو الفنان المصري القدير حسن يوسف، قبل أن يعرف نفسه له بأنه فنان إماراتي، مضيفاً: «سُميت على اسمك تيمناً وليس مصادفة».
لم تشفع مشاركات يوسف الإماراتي المتعددة ليكون له موقع قريب من نجمه المفضل، في سهرة أقيمت على هامش مهرجان دبي السينمائي، حيث كان يتمنى أن يتعرف بشكل اكبر عن قرب إلى تجربة الممثل القدير، لكن الوقت المتاح للقاء بينهما كان فقط زمن التقاط الصورة عبر هاتفه النقال.
نتاج
كشف إسماعيل عبدالله عن أن هناك نتاجاً فعلياً لهذا الاحتكاك خلال المهرجانات، أتى ثماره بالفعل من خلال أعمال شارك فيها فنانون إماراتيون، لكنه أكد في الوقت نفسه، أن دوائر الالتقاء المتسعة وامتداد تجارب الفنانين الإماراتيين الشباب لتمزج بين السينما والتلفزيون والمسرح، بحاجة إلى مزيد من التكاتف من أجل مصلحة الدراما الإماراتية.