خولة الحديد: الإلمام بالنقد لا يفقد القارئ متعة الأدب
قالت الدكتورة خولة حسن الحديد، إن «الإلمام بالمناهج النقدية لا يفقد القارئ متعه تذوق الأدب الذي يقرأه، بل يقدم له مزيداً من القدرة على الإدراك، والاستمتاع بالنصوص بمنظار أكثر دقة وتنوعاً»، مضيفة خلال محاضرة بعنوان «الدراسات التجريبية للأدب»، استضافها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، فرع أبوظبي، في مقره بالمسرح الوطني بأبوظبي، بعنوان «الدراسات التجريبية للأدب»، أول من أمس: «نتيجة لما قدم من بحوث عديدة كعلم النفس اللغوي، وعلم السيميولوجيا، ونظرية المعلومات، تطورت مجموعة من الفروع العلمية المتصلة بالقراءة، أهمها سيكولوجية القراءة وسيكولوجية القارئ، وجماليات التلقي، وبروز أهمية اجتماعية للأدب في عالمنا المعاصر، أدت إلى ظهور عدد كبير من البحوث والدراسات في بلدان أوروبا وأميركا بشكل خاص». وتناولت الحديد أهم المناهج النقدية التي استندت إلى الأدوات المعرفية العلمية، وأبرز المصادر العلمية التي تحاول أن تُعَقْلِن أدوات النقد الأدبي والثقافي ومناهجه ومقولاته، والدراسات التجريبية على العقل والدماغ والمدركات الحسية، وقراءة المشاعر والعواطف التي تتصل بسيكولوجية الكتابة ومناخات التلقي.
وخلال المحاضرة، التي قدمت لها الكاتبة إيمان محمد، أشارت خولة الحديد إلى ما ذهب إليه رموز منهج النقد التاريخي الذي استند على الفلسفة الوضعية (أرنست دنيان، وسانت بيف، وهيبوليت تين) من إنكار التذوق الأدبي والشخصي، وكل ما يتصل بالذوق وأحكامه في مجال دراسة الأدب، واتجاههم في المقابل نحو وضع قوانين ثابتة للأدب، وميلهم نحو القول بثبات قوانين العلوم الطبيعية، ووجود قوانين تطبق على كل الأدباء، كما تطبق قوانين الطبيعة على كل العناصر.
كما تطرقت المحاضرة إلى المنهج السوسيولوجي (النقد الاجتماعي) الذي يدرس علاقة العمل الأدبي بالعالم الذي شهد ولادته، وكذلك اللسانيات «السيميولوجيا»، الذي بدأه دي سوسير منذ بداية القرن الـ20، إضافة إلى النقد النفسي للأدب الذي يستمد معالمه من النظريات النفسية التي يعتمد عليها، وأبرز هذه النظريات هي نظريات التحليل النفسي وعلم النفس التحليلي، ومدرسة الجشطالت، وغيرها من الوظيفية والبنيوية ونظريات الذات، إضافة إلى الأدوات المعرفية التي أنتجها علم الاخبارات النفسية وأساليب تقدير الشخصية.
ولفتت إلى أن التحليل النفسي الأبرز والأكثر شهرة في هذا المجال هو الذي انطلق من أطروحات سيغموند فرويد، وغوستاف يونغ، وآدلر، وصولاً إلى الفرويديين الجدد وجاك لاكان ودراساته اللغوية عميقة الأثر. كما استعرضت النظرية البنيوية وعلمية الأدب التي تعد النتاج الأدبي نصاً لغوياً أولاً وقبل كل شيء.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news