باحث يقرأ في أبوظبي شخصيات الشعراء فلكياً
ما الرابط بين الشاعرين محمد مهدي الجواهري وأنسي الحاج؟ ومن المرأة التي أحبها الشاعر نزار قباني؟ وهل هناك اختلاف بين الشكل والمضمون لدى الشاعر سلطان العميمي؟ هذه التساؤلات وغيرها طرحها الباحث العراقي ياسين الزبيدي في حديثه عن «علم الفلك السيكولوجي»، وعلاقة الكواكب والأجرام السماوية بالإنسان وتركيبته الشخصية، موضحاً أن لكل إنسان في الكون «خارطة ميلاد»، تتضمن مواقع الكواكب والنجوم في لحظة ميلاد هذا الشخص، وهي خريطة متفردة لا تتكرر من إنسان لآخر مثل بصمة الابهام، بحسب ما ذكر الزبيدي.
وأوضح الزبيدي خلال الأمسية التي نظمها، أول من أمس، اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي، في قاعة الدكتور عبدالله عمران تريم، في المقر الجديد للاتحاد بمعسكر آل نهيان، بعنوان «قراءات فلكية في أعلام الشعر العربي الحديث»، وقدمت لها هيفاء الأمين، أن ليس له علاقة بتوقع الأحداث في المستقبل، لكنه يعمل على دراسة البعد السيكولوجي في الشخصية، ومعرفة تأثير الأجرام السماوية في شخصية الإنسان، خصوصاً موقع الشمس والقمر من الأرض.
وفي قراءته الفلكية لشخصيات بعض الشعراء العرب؛ أشار الزبيدي إلى أن الشاعر نزار قباني ولد في 21 مارس، وهو يوافق بداية السنة الفلكية ودخول الشمس نطاق برج الحمل، وهي منطقة مرتبطة بالتحدي والبدايات، وشخصية مواليد هذه المنطقة تتسم بالريادة والانا المرتفعة. أما المرأة التي يحبها نزار فهي التي تكون له نداً ولا تسير في فلكه.
على العكس من قباني؛ الشاعر العراقي عبدالوهاب البياتي، الذي ولد في توقيت نهاية السنة الفلكية، أي في منطقة برج الحوت، حيث تكون الشمس مع الأرض في زاوية تعارض، ويقع عطارد وهو كوكب التفكير في منطقة الحمل في زاوية سلبية، وهي منطقة ترتبط بالمتاعب والشجن والصعاب، لذا كان البياتي، بحسب ما ذكر ياسين الزبيدي، متشائماً ومتقلب المزاج، وتظهر السوداوية بوضوح في أشعاره.
وأشار الزبيدي إلى أن مواليد برج الجوزاء الهوائي تكون أقدامهم على الأرض وأفكارهم في السماء، مثل الشاعر المصري أحمد عبدالمعطي حجازي الذي جاء إلى القاهرة من قريته حاملاً أحلاماً وردية، وعندما تجاهلته العاصمة كتب قصيدته «مدينة بلا قلب». في المقابل عرف مواطنه الشاعر أحمد رامي بقدرته على إخضاع القصيدة لغرض محدد، وهو ما يرجع إلى أن لحظة ولادته كان عطارد في منطقة الابراج الترابية وهي منطقة عقلانية.
أما صفات الجرأة والاندفاع التي اتسمت بها شخصية الشاعر اللبناني أنسي الحاج، فأرجعها الزبيدي إلى ولادة الحاج في لحظة وجود عطارد المسؤول عن الفكر في منطقة نارية، وهو ما ينطبق أيضاً على الشاعر الجواهري الذي ولد في لحظة وجود عطارد في منطقة الأسد النارية، وأصحاب هذه المنطقة يتسمون بالجرأة والاعتزاز بالنفس، في حين كان الشاعر محمود درويش يعيش صراعاً بين العقل والعاطفة، نتيجة ولادته في لحظة تعاكس الشمس فيها القمر، وهي زاوية صراع بين القمر الذي يمثل العاطفة، والشمس المرتبطة بالإدراك. في حين أدى وجود المريخ في منطقة الجدي الهادئة إلى أن ينصب اهتمام الشاعر الاول على طموحه وشعره، وتأتي العاطفة في ما بعد في مرتبة متأخرة.
ومن شعراء الإمارات؛ تحدث الزبيدي عن شخصية الشاعر سيف المري، التي تتسم بالواقعية والصبر، بما يمكنها من تحقيق طموحاتها وأحلامها، وتفضيل صاحب الشخصية الوقوف على أرض صلبة، لذا اختار المري شعر التفعيلة الذي وجد فيه هذه الصلابة. أما في ما يتعلق بالعاطفة فهو بمثابة صندوق مغلق لا يبوح بأسرار الحبيبة ولا يتطرق إليها في شعره.
في حين وجد الزبيدي، بحسب علم الفلك السيكولوجي، أن الشاعر سلطان العميمي يمتلك شخصية عاطفية وخيالاً خصباً إلى جانب ارتباطه بأسرته ارتباطاً شديداً، ويمتد هذا الارتباط ليشمل الوطن والتراث، نتيجة لوجود الشمس مقترنة بزحل في منطقة السرطان، كما يؤدي وجود عطارد كوكب الفكر والإبداع في منطقة السرطان إلى كره العميمي للمدارس التقليدية، ويعتمد مشاهداته للواقع باعتبارها المدرسة الاهم التي يتعلم منها، وهو ما يتميز به الكاتب المغربي محمد شكري، صاحب «الخبز الحافي».
اقتران الشمس مع كوكب الزهرة في لحظة ميلاد الدكتور علي بن تميم، منحه شخصية محبة للجمال بكل أنواعه، وصانعة للسعادة في مكان وجودها. وشبه الزبيدي شخصية الكاتبة نورة السويدي بالأرض البركانية، ظاهرها الهدوء وباطنها الغليان، نتيجة وجود الشمس في برج العذراء.
يذكر أن الباحث ياسين الزبيدي حاصل على الماجستير في تحليل ومعالجة صور الأقمار الاصطناعية، وأستاذ مادة تقنية المعلومات في كلية الإمارات للتكنولوجيا، وهو متخصص أيضاً في مجال معالجة الصور الرقمية، وفي علم الفلك السيكولوجي منذ أكثر من 20 عاما، وللمحاضر الزبيدي مؤلفات عدة، منها «أكاديمية الحب» أسرار التفوق العاطفي من منظور الفلك والأبراج.