«الهوية والتواصل الثقافي» عنوان مؤتمر الترجمة الثالث
بن تميم: الأرقام عن النشر والترجمة العربية ليست محايدة
شكّك مدير إدارة برامج المكتبة الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، الدكتور علي بن تميم، في مدى حيادية الأرقام التي تعلن عن حال القراءة، وحجم الترجمة في العالم العربي ودقتها في التعبير عن الواقع الفعلي، كما يصعب تبرئتها من الأهداف السياسية، مشدداً على أهمية أن يسهم العرب أنفسهم في صناعة الأرقام التي تعبر عن حال الثقافة في وطنهم، وضرورة أن تكون هناك مؤسسات عربية تعمل على تقديم الأرقام والإحصاءات التي تعبر عن الحالة الثقافية في العالم العربي، ومحاولة استخدام هذه الأرقام في وضع استراتيجيات لتطوير الوضع القائم.
رغم ذلك لم ينفِ بن تميم أن هناك بطئاً في عمل الترجمة في العالم العربي، وعزا ذلك إلى أسباب مختلفة، من بينها الحرص على اختيار النصوص، والدقة في نقلها، إلى جانب التحديات التي واجهها المترجم ومؤسسات الترجمة بشكل عام. وذكر أن معظم مشروعات الترجمة في العالم العربي تعاني قلة الدعم، وتخلو من منظومة أهداف واضحة تحدد اختياراتها لأسلوب العمل والعناوين التي تقدمها، مشيراً إلى أن معظم الترجمات التي تتم في العالم العربي هي عمل فردي، بالإضافة إلى أن حال الترجمة تنقسم إلى نوعين: الأول ترجمات تقوم بها مشروعات غير ربحية، والثاني ترجمات لدور نشر ربحية، وفي ضوء هذا الوضع قد تنحرف أحياناً معايير اختيار الأعمال المترجمة نحو الطابع التجاري.
ورش عمل يقيم مؤتمر الترجمة هذا العام أربع ورش عمل تدريبية يشرف عليها أكاديميون متخصصون في الترجمة، إذ يناقشون مجموعة من النصوص المتنوعة، يبحثون من خلالها أفضل الأساليب لنقل النص من لغته الأصلية، مع الحفاظ على خصوصية اللغة والسياقات اللغوية والثقافية المتعلقة بها. ضيق الوقت قال الدكتور علي بن تميم إن مشروع «كلمة» يدرس ملاحظة ضيق وقت المؤتمر، التي أبداها المشاركون في الدورات السابقة، وعدم اتساعه لاستيفاء مناقشة كثير من المشروعات والأفكار التي تطرح، كما يدرس إمكانية عقد لقاءات متعددة والعمل على تطوير برامجها. |
وكشف علي بن تميم عن تنظيم هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة مؤتمر أبوظبي الثالث للترجمة تحت عنوان «الهوية والتواصل الثقافي»، خلال الفترة من الثاني إلى الخامس من مايو المقبل، بالتوازي مع الدورة الـ24 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، لافتاً خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح أمس في فندق «جميرا أبراج الاتحاد»، إلى أن المؤتمر الذي يقيمه مشروع «كلمة» للترجمة التابع للهيئة، سيناقش نصوصاً متخصصة من الإنجليزية والإسبانية والإيطالية، تتناول موضوعات تتعلق بالهوية والتواصل الثقافي، في مجموعة من ورش العمل الموجهة للمتخصصين من الشباب العرب.
وأوضح أن اختيار هذا العنوان الكبير لورش العمل جاء لأنه يفتح آفاق جديدة أمام المترجمين عند مقاربتهم للنصوص، ونقلها إلى العربية واللغات الأخرى، فلا يمكن إغفال الدور المحوري الذي تقوم به الترجمة لتعزيز الهويات، وفي الوقت نفسه الانفتاح على الآخر والتواصل معه، وهو دور يمكن أن يكون عائماً إذا غاب الوعي، وعندها قد يقود إلى إساءة فهم النصوص.
وعن التحديات التي تواجه اللغة العربية وعدم إتقان الأجيال الجديدة لها؛ أوضح بن تميم أن المترجم إذا لم يمتلك الأداة التي يعمل بها (لغته)، امتلاكاً كبيراً، فلن يستطيع النجاح في عمله. وأضاف «من خلال تجربتنا في مشروع (كلمة) للترجمة نلحظ الوتيرة البطيئة التي تسير عليها حركة الترجمة إلى العربية عموماً، وهو أمر يجعلنا في موقع متأخر مما وصلت إليه ثورة المعرفة الحديثة والتكنولوجيا في العالم، ورغم أننا في (كلمة) قد تمكنا من نقل معارف وعلوم متنوعة عن 13 لغة وترجمة أكثر من 700 كتاب، إلا أن الحاجة إلى تكثيف جهود المؤسسات الثقافية بهذا الصدد أصبحت أكثر إلحاحاً، خصوصاً مع ازدياد وتيرة الإنتاج المعرفي، كما أصبحت الحاجة ملحة إلى بلورة رؤية متكاملة تقود إلى توحيد الجهود من دون إهمال للتنوع في الأهداف والاستراتيجيات».
من جانبه؛ ذكر مدير برنامج «إصدارات» ومشروع «كلمة» للترجمة في الهيئة، الدكتور أحمد السقاف، أن جميع المشرفين على الورش محترفون في الترجمة، ولديهم أعمال مترجمة، ويتمتعون بخبرة علمية كبيرة؛ فيشرف على ورشة الترجمة من العربية إلى الإنجليزية الأستاذ الدكتور سعيد الشياب، من جامعة الإمارات العربية المتحدة، ويشرف على ورشة الترجمة من الإنجليزية إلى العربية الدكتور محمد عصفور، من جامعة فيلادلفيا الخاصة، أما ورشة الترجمة من العربية إلى الإيطالية فيتولى إدارتها الدكتور عزالدين عناية، من إيطاليا، وأخيراً ستقوم الدكتورة زينب بنياية بالإشراف على ورشة الترجمة من العربية إلى الإسبانية، وهي مترجمة معتمدة لدى وزارة العدل الإسبانية.
وأشار السقاف إلى أنه سيشارك في الورش 20 مترجماً شاباً من مختلف الدول العربية، تم اختيارهم من بعد إرسالهم لاستمارات المشاركة عبر الموقع الإلكتروني لمشروع «كلمة»، وقامت اللجنة المنظمة للمؤتمر بفرز المشاركات وفق شروط القبول المعلنة، وهي أن يكون عمر المشارك بين 28 و45 عاماً، وأن يكون من خريجي كليات الآداب أو الترجمة أو اللغات، وأن يتمتع بخبرة في الترجمة لا تقل عن خمس سنوات. كما يحضر ورش العمل الإنجليزية 20 طالباً وطالبة من الإمارات كمستمعين في خطوة لخلق كوادر مواطنة في هذا المجال.
وأضاف السقاف أن «الإقبال الكبير على المؤتمر من قبل المترجمين الشباب يعد مؤشراً مهماً لاتجاهات الشباب نحو الاحتراف في عالم الترجمة، وهو مؤشر مشجع لنا للمضي قدماً في مشروعنا لتأهيل وتدريب المترجمين الجدد، حمَلَة مشاعل التنوير والانفتاح الثقافي».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news