«البيت» و«اللوحة الخفية» في ثاني أيام «المسرح الجامعي»
واصل مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي، الذي تنظمه وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، بالتعاون مع جمعية المسرحيين، عروضه وفعالياته في اليوم الثاني من الدورة الثالثة على خشبة مسرح جامعة الشارقة، ويستمر حتى الجمعة الموافق الثاني من من مايو المقبل، ويسعى المهرجان لتقديم محتوى فني مسرحي متنوع بهدف تشجيع الطلبة على التقدم بالفن المسرحي داخل الجامعات، وتقديم عروض مميزة خلال المهرجان.
حضر العروض المسرحية المشاركة في اليوم الثاني من المهرجان كل من أعضاء لجنة التحكيم ومدير عام المهرجان، الدكتور حبيب غلوم العطار، وعدد كبير من النقاد المسرحيين والفنانين والمخرجين، بالإضافة إلى طلاب الجامعة الحضور.
ولادة جديدة قال حبيب غلوم العطار إن «الدورة الثالثة من المهرجان تشهد ولادة جيل من الشباب الفنانين المسرحيين الجدد، بالإضافة إلى الأعمال المسرحية الجيدة، وطلب من طلاب الجامعات أن يتم الإعداد للدورة المقبلة من الآن، والتدريب على الأعمال بشكل صحيح، حتى ينافس العام المقبل جميع الجامعات المشاركة في وليس الحصول على جائزة فقط.
حبيب غلوم العطار. أرشيفية |
بدأت العروض بمسرحية «البيت» لطلاب جامعة الشارقة، وذلك على خشبة مسرح الجامعة «بنين»، من تأليف فرحان هادي وإخراج باسم أبودود ، دارت أحداث المسرحية حول قصة ثلاثة أشقاء يغادرون بلدهم لأكثر من ثلاثة عقود، ثم يعودون فيرون ما لم يروه سابقاً، مصدومين بالواقع المزيف، ما يجعلهم يغادرون الوطن مرة أخرى رغم رفضهم الغربة ومعاناتها، لكن هذه المرة يجدون كل الأبواب المفتوحة سابقاً قد غُلّقت.
وجاء العرض الثاني لجامعة «خليفة» في أبوظبي على مسرح جامعة الشارقة للبنات، بعنوان «اللوحة الخفية»، من تأليف عبدالله الشحي وعبدالرحمن الحميري وإخراج عبدالرحمن الحميري، وتناولت المسرحية قضية مهمة في المجتمع، وهي« يقظة الضمير» عند الإنسان وأصحاب العمل، حيث تدور أحداث المسرحية حول مدير شركة يتعامل بأسلوب غير مهذب مع موظفيه، ولا يتحدث معهم بالكلمة الطيبة، إلى أن تظهر لوحة خفية يخرج منها ضميره الذي يبدأ مساعدته لتحسين علاقته مع الموظفين. وأشار مدير إدارة التراث والفنون ومنسق عام المهرجان، وليد راشد الزعابي، إلى أن بداية المهرجان القوية تؤكد أن المهرجان نجح في تحقيق أهم أهدافه وهو احتضان وتشجيع المواهب المسرحية الجامعية الشابة وتنميتها ودعمها، من خلال وضع اليد على مكامن الخلل في المسرح الجامعي، ومعالجة الإشكاليات التي تعوق من تطوره وتقدمه، ما سيعود بالنفع والفائدة على المسرح الإماراتي بشكل عام لرفد الساحة المسرحية بجيل شاب جديد قادر على إكمال المسيرة المسرحية لمن سبق من مبدعي المسرح الإماراتي، وتأسيس قاعدة جماهيرية مسرحية تنطلق من الجامعة، بالإضافة إلى تكريم المسرحيين الإماراتيين المتميزين، ممن كان لهم الأثر الواضح في دعم وتطوير الحركة المسرحية في الجامعات.
دعامة للمسرح
قال وليد راشد الزعابي إن المهرجانات الفرعية تشكل دعامة للمسرح الذي يبقى أولاً وأخيراً أحد أوجه الثقافة لأي بلــــد حضــــاري، وإن كان المســــرح يعاني أزمــــات على مستوى العالم بســبب العصر المعلوماتي وتدفق الصورة، وغيرهما، ما يبعد المتلقي عن تلك الساحة التي هي بمثابة المــرآة الــــحbقيقيـــة للحياة، لكونـــه فناً راهــناً وعلى تماس مباشـــر مع النــاس، لذا حرصـــت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع على دعمه بالأساليب والأنشطة المختلفة، وزج الإمكانات المختلفة لخدمته، وقد رأينا كيف جسد مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي بطاقاته الإبداعية حالات فكرية عديدة، بما يبلور فعل المسرح كأداة ثقافية تقدم الفكر ضمن أساليب متنوعة من الرؤى الثقافية التي تشكل بمجملها رافداً للمسرح الذي يسهم بدفع الذائقة الجمالية والارتقاء بالفكر الخلاق.