«شاعر المليون».. ارتفاع حدة المنافسة على «البيرق»

مع اقتراب وصول السباق للفوز باللقب الأشهر في العالم العربي «شاعر المليون»، تتزايد المنافسة بين الشعراء، ويزداد تمسكهم بحلم الفوز، خصوصاً أنه مع انتهاء المرحلة الثالثة من المسابقة، مساء أول من أمس، بات لا يفصل الشعراء عن الجائزة الكبرى سوى أسبوعين. واستطاع الشاعر الإماراتي سيف سالم المنصوري أن ينضم إلى الشعراء المتأهلين للمرحلة قبل النهائية في الحلقة التي أذيعت مساء أول من أمس، على قناة «أبوظبي الإمارات» من مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي، بعد حصوله على بطاقة التأهل من لجنة التحكيم التي تضم الدكتور غسان الحسن، وسلطان العميمي، وحمد السعيد، كما تأهل الشاعر البحريني محمد العرجاني بعد حصوله على أعلى نسبة من تصويت الجمهور بين شعراء الحلقة الماضية.

6 شعراء

من المقرر أن تشهد الحلقة المقبلة مشاركة الشعراء الستة وهم: سيف المنصوري، وعلي القحطاني، وكامل البطحري، ومحمد العرجاني، ومستور الذويبي، إضافة إلى شاعر من الشعراء الأربعة الذين هم بانتظار نتائج تصويت الجمهور عن الحلقة 13، ومنهم سيتأهل خمسة فقط ليكونوا على موعد مع آخر فرصة لكل واحد منهم للتنافس على البيرق ولقب شاعر المليون، وخمسة ملايين درهم، في تلك المسابقة التي تنظمها وتنتجها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، بغية الحفاظ على الإرث الثقافي للإمارات، ولكل الدول العربية المعنية بالشعر الشعبي، والنبطي منه تحديداً، إلى جانب التأسيس لحضور جماهيري كبير لذلك الإرث الثقافي الذي تتشارك فيه جميع الدول العربية.

معايير جديدة

بنهاية المرحلة الثالثة من «شاعر المليون»، تشهد الحلقة المقبلة معايير مختلفة. وأشار سلطان العميمي إلى أن كل شاعر من الشعراء الواصلين إلى دور الستة سيقدم قصيدة حرة الموضوع والوزن والقافية، تراوح أبياتها بين 10و15 بيتاً، وهذا مطلوب أيضاً من الشعراء الذين عليهم انتظار تصويت الجمهور، وهم: الحجاجي، والغنبوصي، والبدري، والبلوشي، أما المعيار الثاني فستعلن عنه اللجنة في الحلقة المقبلة.

وجاء تأهل سيف المنصوري عقب تقديمه قصيدة بعنوان «طلع الخفوق»، التي تناول فيها وصف الطير، وحضرت فيها البيئة بوضوح بلهجتها وبعناصرها المحيطة بالشاعر الذي يبقى تصويره عجيباً لعالم الطير، بحسب ما ذكر سلطان العميمي، لافتاً إلى أن المفردات ذات دلالة حركية تتلاءم مع الموضوع، ما أضاف الحيوية للنص الذي وردت فيه أبيات ذات ابتكارات رائعة. وركز حمد السعيد على التصوير والتشبيه اللذين بديا واضحين من خلال المفردات الخاصة بالطير، وعلى الترابط في النص. بينما توقف د.غسان الحسن أمام تماسك النص ودقه التصوير فيه، وقد استطاع الشاعر وصف خفقان قلبه ومشاعره من خلال حركات الطير.

أما الشاعر الإماراتي حمد البلوشي فقدم قصيدة «بنات اللغة»، التي وصفها د.الحسن بالنص المثقف.

وأشار سلطان العميمي إلى غرابة الموضوع الذي طرز عليه الشاعر إبداعه بمفردات ذكية جاءت لتبرز ثقافة الشاعر، وأيضاً قدرته على صياغة نص نبطي عن موضوع شائك، من خلال تصوير شعري جميل، وشاعرية عالية. ورأى حمد السعيد ان النص متفرد في الجمال والكتابة، ويتميز بوجود قدرٍ من الثقافة فيه لا يستوعبها المتلقي العادي.

وألقى الشاعر العماني علي الغنبوصي التمامي التميمي قصيدة «صهيل المرتجز»، التي تحدثت عن الإسلام والرسول الكريم وحصانه المرتجز، مستعيداً أمجاد الماضي. وأشادت لجنة التحكيم بالقصيدة وموضوعها وبنيانها المتماسك.

من جانبه، قدم الشاعر العراقي فلاح البدري قصيدة تحدث فيها عما يعانيه أهل العراق، سنة وشيعة، من الإرهاب وتفجيرات لا تفرق بين هذا أو ذاك مخلفة وراءها الكثير من الأرامل والثكالى.

واللافت أن اختلاف اللهجة أو نطق الكلمات في الشعر النبطي كان سببا في التوتر الذي أصاب البدري عقب إشارة د.الحسن إلى كسر في وزن أحد أبيات قصيدته، بينما وجد حمد السعيد أن البيت سليم وفقاً للهجة العراقية. بينما اتجه الشاعر محمد الحجاجي إلى الشعر ليكون موضوعاً وعنواناً لقصيدته «حصاد الشعر» التي أثنت عليها لجنة التحكيم، على خلوه من الحشو، وما تضمنه من الصياغات والقوالب غير المتداولة والتقليدية، والسعي من قبل الشاعر لابتكار صور جديدة، فلم يكن الحجاجي تقليدياً في علاقته بالشعر. في الجزء الثاني من الحلقة، ألقى الشعراء الخمسة أبيات الفخر التي كان قد طلبها د.غسان منهم، وقد كشفت عن إبداعهم، خصوصاً أنهم تجنبوا الفخر بالذات، وذهبوا إلى الوطن والدين والكرم، كما كان الجانب الإنساني حاضراً في أبياتهم.

 

 

الأكثر مشاركة