هيفاء الجابر: الغرب يربط بين الحجاب واضطهاد النساء وانتقاص حقوقهن في المجتمع
«هوية المرأة المسلمة» يثير جدلاً في «كتّاب أبوظبي»
«من يملك هوية المرأة المسلمة».. عنوان فتح المجال أمام كثير من التساؤلات المهمة، التي دارت في الأمسية التي نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات - فرع أبوظبي، مساء أول من أمس، في المسرح الوطني، وقدمتها هيفاء عبدالجابر، المدرس في جامعة زايد.
أهداف قالت الباحثة هيفاء عبدالجابر إن «النقاش العام في الإعلام الأميركي والغربي، يبذل كل جهده ليبقى الحوار عن المرأة في الإسلام، وعن (تقاليده الرجعية) تجاهها، وقضية تحرير المرأة من مجتمعها (الظالم)، حتى باتت هوية المرأة المسلمة طريقة مضمونة، تستخدم لتحقيق أهداف غربية إمبريالية وسياسية مستهدفة، لكن في الواقع نجد أن المرأة ليست كياناً معزولاً عن مجتمعها». في المقابل؛ شهدت الأمسية العديد من المداخلات من الحضور، وانصب جانب منها على ما تضمنته المحاضرة من خلط بين هوية المرأة المسلمة، وبين الصورة الذهنية التي يتم ترويجها واستخدامها، باعتبار أن هوية الإنسان لا يمكن أن يمتلكها شخص أو جهة ما. سيرة الباحثة هيفاء عبدالجابر تخرجت في جامعة هارفرد بالولايات المتحدة الأميركية، وركزت على دراسة الدين وعلاقته بالمجتمع والأسرة والمرأة والتعليم، وتقوم حاليا بالتدريس في جامعة زايد. |
وخلال الأمسية، التي قدمت لها الفنانة حنان عواد، ركزت هيفاء عبدالجابر على هوية المرأة المسلمة في الغرب، مشيرة إلى تركيز الغرب عليها، وعلى زيها وحجابها، ووضعها في المجتمع العربي والإسلامي، والربط بين الحجاب من جهة وبين اضطهاد المرأة وانتقاص حقوقها في المجتمع، وكدليل على عدم اكتمال هويتها.
وأشارت عبدالجابر إلى أن هذه النظرة للمرأة المسلمة ليست جديدة على الغرب، ففي القرن 19، كتب اللورد كرومر عن وضع المرأة المصرية في المجتمع، وما تعانيه من جهل وتبعية للرجل، مستخدما هذه الصورة السلبية للمرأة كوسيلة للهجوم على مصر، وتبرير وجود الاستعمار الإنجليزي هناك للمساعدة في النهوض بالمجتمع، بينما الواقع يشير إلى أن طوال فترة وجود كرومر في مصر، والتي استمرت 24 عاما، لم يحاول العمل على تحسين وضع المرأة أو المجتمع، فكان يرفض فتح مدارس للفتيات ومنعهن من دراسة الطب، بل قام بتقليص فرص التعليم المجاني لأبناء الشعب المصري، بحجة الحاجة الأيدي العاملة. وأوضحت المحاضرة أن استخدام أوضاع المرأة المسلمة، للهجوم على العالم الإسلامي، أو تبرير الهجوم عليه، ظهر بوضوح في أعقاب هجوم 11 سبتمبر 2001، عندما أعلن جورج بوش الابن الحرب على الإرهاب، وخرجت زوجته لورا تتحدث في الإذاعة عن المرأة في أفغانستان، وما تعانيه من قهر واستعباد وسوء أحوال، كما تحدثت زوجة رئيس الوزراء البريطاني، توني بلير، في الاتجاه نفسه، بهدف حشد تأييد المجتمعين الأميركي والبريطاني للحرب ضد الإرهاب.
وانتهت هيفاء عبدالجابر إلى أن انتقاد الغرب للمرأة، ووضعها الاجتماعي في مجتمعها، ما هو في الحقيقة ليس إلا وسيلة تستخدم لتخجيل المجتمع، وتضليل الموضوع الرئيس، وهو الاستعمار السياسي والاقتصادي، وغيرهما للمنطقة، بل أيضا أصبحت أقوى الوسائل وأكثرها فاعلية لانتقاد الإسلام والمسلمين عالميا، وحتى على المستوى الأكاديمي، كما تم استخدامها في تبرير الحروب التي شنتها الولايات المتحدة ضد العالم الإسلامي، من بعد الحادي عشر من سبتمبر، وحتى الآن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news