حمادي الهاشمي يوثق فكرة عمرها 10 سنوات في «اتحاد الكُتّاب»

«الماء وأبوظبي».. قصة ترويها لوحة واحدة

إلى جانب هذه اللوحة عرض الهاشمي 24 صورة فوتوغرافية تعكس مراحل عمله على إنجاز اللوحة الكبيرة.من المصدر

لوحة واحدة.. هي محور معرض الفنان حمادي الهاشمي، الذي افتتح مساء الإثنين الماضي في مقر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ـــ فرع أبوظبي، بمقره في المسرح الوطني. وتقدم اللوحة، التي احتلّت صدارة المكان، مشهداً لأعماق البحر، تتصدره أسماك الهامور بأحجام مختلفة، وفي الأعلى سمكة هامور تقف في بؤرة الضوء الآتي من أعلى فتبدو معتمة، بينما ينعكس الضوء ذاته على مجموعة من الأسماك الصغيرة الحجم تحيط بها فتبدو مثل نقاط مشعة في اللوحة، كما تضم اللوحة أسماكاً متعددة رسمت كعوائل أو مفردة، منها: الزيدي والكنعد وبنت النوخذة وغيرها.

إلى جانب هذه اللوحة، عرض الهاشمي 24 صورة فوتوغرافية تعكس مراحل عمله على إنجاز اللوحة الكبيرة التي يبلغ حجمها (208×315) سم. بحسب ما أوضح لـ(الإمارات اليوم)، مشيراً إلى أن فكرة العمل تعود إلى 10 أعوام سابقة، عندما أقام أول معرض فني له في أبوظبي، وكان في المجمع الثقافي، وتناول فيه الأسماك والمياه.

وأضاف: «تمثل هذه اللوحة نوعاً من الاحتفاء بالفكرة التي تمتد إلى 10 سنوات مضت، وهي أيضاً احتفاء بمعجزة الماء الذي هو رمز للحياة، وأعجوبة أبوظبي المدينة الصحراوية التي حولها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ىل نهيان، رحمه الله، إلى جنة يوجد فيها الماء في كل مكان، وعلينا أن نحافظ على هذا الماء، وندافع عن نقائه وبقائه»، موضحاً أن «اللوحة الجديدة جاءت باقتراح من صديقه خالد صديق المطوع، صاحب «غاليري الاتحاد» في أبوظبي، برسم لوحة عن الخليج وأسماكه، في حين وفّر اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات ـــ فرع أبوظبي، المكان المناسب لرسم اللوحة، التي تحتاج إلى مكان متسع، نظراً إلى كبر حجمها». وأشار الفنان إلى أن تنفيذ اللوحة تضمن أربع مراحل رئيسة، قام في الأولى بوضع لون الأرضية، ثم مرحلة التخطيط، تلتها مرحلة تلوين أخرى باللون الأرضي (الذي يشكل لون أسماك الهامور)، وأخيراً مرحلة وضع اللمسات النهائية على اللوحة، لافتاً إلى أن اختياره أسلوباً كلاسيكياً في تنفيذ العمل يرجع إلى طبيعة العمل الكلاسيكية، لكنه في الوقت نفسه قام بإدخال تقنيات حديثة في تفاصيل اللوحة، كما لفت إلى حرصه على استخدام نوع خاص من القماش لرسم اللوحة عليه، أحضره خصيصاً من بلجيكا، وهو قماش يتم تحضيره وفقاً للطرق المتوارثة التي كانت تستخدم في عصر أساتذة الفن الأوروبي الكبار، ويخلو تماماً من الألياف الصناعية (البلاستيك)، أيضاً قام بإحضار المواد والألوان المستخدمة في اللوحة من أوروبا، بعد أن وجد أن كثيراً من الخامات الموجودة في المنطقة ليست جيدة.


سيرة

حمادي الهاشمي فنان بلجيكي من أصل عراقي، تخرّج في أكاديمية الفنون الجميلة ببروكسل، ودرس في جامعة كَنت في بلجيكا باختصاص تأريخ الفن، ويركز في دراساته على تكنيك الأساتذة الكبار في الفن الأوروبي، خصوصاً فناني القرن الـ17 مثل: روبنز ورامبرنت وفان دايك وآخرين

4 أشهر

قال حمادي الهاشمي: «إن رسم اللوحة استغرق أربعة أشهر، واتبع في تنفيذها تقنية تتبع فيها أسلوب أساتذة الفن الكبار في أوروبا والعالم، وهي تعتمد على تراكم طبقات اللون»، معتبراً أن هذه الطريقة غير شائعة في العالم العربي والشرق الأوسط، بسبب ضعف علاقة الفنان باللوحة الأوروبية.

تويتر