«محمد بن راشــد آل مكتوم» تؤرشف «أخبــار دبي»

أعلنت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، بالتعاون مع هيئة دبي للثقافة والفنون، دعمها لمشروع «أرشفة مجلة أخبار دبي إلكترونياً»، الذي أطلقته مكتبة ومجلس جمال بن حويرب للتراث والتاريخ، بالشراكة مع بلدية دبي، وغرفة صناعة وتجارة دبي، وصحيفة البيان، وندوة الثقافة والعلوم. ومن خلال هذا المشروع ستقوم «المكتبة» بعملية الأرشفة، وإصدار قرص مدمج يوثق كل أعداد المجلة إلكترونياً.

جاء الإعلان عن هذا الدعم، أول من أمس، بحضور المدير العام لبلدية دبي، حسين ناصر لوتاه، ورئيس ندوة الثقافة والعلوم في دبي، بلال البدور، والمدير العام بالإنابة لهيئة دبي للثقافة والفنون، سعيد النابودة، والمدير التنفيذي لقطاع النشر في مؤسسة دبي للإعلام ورئيس تحرير صحيفة البيان، ظاعن شاهين، ونائب رئيس أول قطاع الدعم المؤسسي في غرفة تجارة وصناعة دبي عيسى الزعابي.

وتعتبر مجلة أخبار دبي من الثوابت في تاريخ الصحافة لإمارة دبي، فهي أول مجلة تصدر عن الإمارة قبل 49 عاماً حين شهد عام 1965 ظهور الطبعة الأولى، لتواصل المجلة منذ ذلك الحين مسيرتها التنويرية التي امتدت على مدار 15 عاماً، كانت خلالها منبراً حراً ينقل أحدث الأخبار المحلية والإقليمية والدولية، ويعكس وجه دبي الحضاري والاقتصادي والاجتماعي. وفي عام 1980 أصدرت حكومة دبي مرسوماً بوقف إصدار المجلة، واستبدالها بجريدة البيان اليومية.

وتأتي قصة تطور مجلة أخبار دبي لتؤكد دور دبي في ترسيخ وتأصيل الصحافة المقروءة. فقد جاء الوميض الأول لفكرة المجلة من بلدية دبي، وذلك حين فكر أمين صقر في إصدار نشرة من صفحتين، تصدر كل شهر، لتضم التقرير الشهري للبلدية، ليسهم بعد ذلك كمال حمزة، الذي كان يعمل مديراً لبلدية دبي حينذاك، ليسهم في تطويرها، وانضم بعد ذلك إبراهيم أحمد، ليساعد في جمع موادها التحريرية، ثم توسعت النشرة، وتجاوزت أخبار البلدية إلى أخبار الإمارة، وأخبار المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، ونشر المراسيم التي يصدرها ديوان الحاكم، ثم انضم إلى أسرة تحريرها ربحي جمعة حلوم. وشهدت المجلة قفزة نوعية مع تولي عبدالغفار حسين مسؤوليتها حين عمل نائباً لمدير بلدية دبي، فوصِفت المبادرات التي أطلقها في سبيل تطوير المجلة بالثورة الصحافية، فقام بتحويل المجلة إلى نسخة أسبوعية، وأخذت الشكل الرسمي للمجلة المطبوعة، مستخدمة الورق المصقول الملون، وسميت «أخبار دبي». وجاء تشكيل دائرة الإعلام التابعة لبلدية دبي، برئاسة الشيخ حشر آل مكتوم، ليلعب دوراً محورياً في تعزيز مكانة «أخبار دبي»، وتثبيت إصدارها الأسبوعي، لتتجاوز تغطيتها الإخبارية دبي والإمارات الأخرى، وشملت تغطية أخبار المنطقة العربية والعالم.

وأكد جمال بن حويرب أن فكرة توثيق المجلة تأتي من منطلق الحفاظ على التراث الثقافي، وبهدف تسليط الضوء على الصحافة المكتوبة في دبي آنذاك، ووضعها بين أيدي الباحثين والمهتمين كمصدر معلوماتي في خدمة جهودهم البحثية، توثيقاً لبواكير الصحافة المكتوبة.

وقال بن حويرب: «إن وجود أعداد المجلة كاملة على قرص مدمج سيتيح الفرصة للأجيال اللاحقة للاطلاع عليها، والتعرف إلى تاريخ الإمارة بطريقة سهلة وميسرة، تتماشى مع تقنيات العصر الحديث».

وأضاف جمال بن حويرب: «لقد شكلت مجلة أخبار دبي، ولفترة طويلة، ذاكرة نشطة لإمارة دبي من حيث الأخبار والصور والوثائق، فضلاً عن القامات الأدبية، وقادة الرأي والفكر، الذين كتبوا في المجلة على مدار تاريخها، ومن هنا جاء دعمنا لهذا المشروع الكبير، الذي سيجد صداه لدى قطاعات واسعة داخل وخارج الإمارات، ليعكس إيمان مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم بأهمية وقيمة بناء الشراكات المعرفية، وتوطيد العلاقات الثقافية، وعقد التحالفات بين المؤسسات الثقافية المحلية ومنابع الفكر والأدب، لما لذلك من دور مهم في تعزيز العمل الوطني على الصعيدين المعرفي والثقافي». وقال حسين ناصر لوتاه: «يأتي هذا المشروع ليؤكد عراقة بلدية دبي، ودورها التاريخي في دعم الحراك الثقافي في الإمارة، إذ تعتبر البلدية أول مؤسسة رسمية في دبي، ولعبت منذ نشأتها في الخمسينات دوراً حيوياً في كل القطاعات التي تخدم المجتمع، فنحن نفتخر بإصدارنا مجلة أخبار دبي التي تعد أول مطبوعة ورقية في دبي، ويسعدنا أن نرى هذا التكاتف المؤسسي، وبدورنا سنحرص على تقديم كل أوجه الدعم اللازم من أجل تخليد هذا التراث الثقافي والأدبي».

وأعرب بلال البدور عن سعادته ببدء مشروع أرشفة مجلة أخبار دبي، قائلاً: «هناك العديد من الهيئات والمؤسسات وحتى الأفراد الذين يمتلكون مجموعة من الأعداد السابقة للمجلة، لكن لا توجد نسخة كاملة تشمل كل الإصدارات، وهنا تكمن أهمية مشروع الأرشفة الإلكترونية الذي سيوثق تاريخ إحدى أهم المطبوعات التي أثرت الحياة الثقافية والأدبية في دبي، فقد عاصرت مجلة أخبار دبي بدايات الكثير من رواد الشعر والأدب في الإمارة».

وقال سعيد النابودة: «نثمن جهود كل المشاركين من هيئات ومؤسسات متعاونة في هذه المبادرة الداعمة للحركة الثقافية في الدولة، فلاشك أن أرشفة مجلة أخبار دبي ستكون بوابة لنقل المعرفة إلى شبابنا والأجيال القادمة، ومرآة عاكسة لتاريخ نهضة دبي. ويجسد هذا المشروع المهم قيمة العمل الجماعي وأهميته في دعم مسيرة التطور».

ووصف ظاعن شاهين مجلة أخبار دبي بالمرجع الثقافي والأدبي، قائلاً «رغم أن مجلة دبي تعود إلى زمن الستينات، إلا أنها امتلكت عناصر الصحافة الحديثة من حيث الشكل والمضمون، فقد استخدمت المجلة تقنية (الإنفوجرافيك)، التي أصبحت اليوم عنصراً رئيساً في الإعلام المطبوع، كما اعتمد الحرف الطباعي على الخط اليدوي والرسم، وهو ما بدأت الصحافة الحديثة باتباعه مجدداً، لكن بتقنية حديثة. إن أرشفة المجلة توثيق لمسيرة وتاريخ الصحافة في دبي».

وقال عيسى الزعابي: «أتوجه بالشكر إلى مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، وجميع الشركاء في هذا العمل الثقافي المهم الموثِق لأهم صروح الصحافة الورقية في دبي. لقد كانت مجلة أخبار دبي، التي صادف أن تزامن تاريخ إصدارها مع نشأة غرفة دبي، نافذة للمواهب الكتابية المبدعة، وصدّرت إلى عالم الصحافة المقروءة رواداً في الكتابة والتحليل والسرد».

قفزة نوعية

شهدت المجلة قفزة نوعية مع تولي عبدالغفار حسين مسؤوليتها حين عمل نائباً لمدير بلدية دبي، فوصِفت المبادرات التي أطلقها في سبيل تطوير المجلة بالثورة الصحافية، فقام بتحويل المجلة إلى نسخة أسبوعية، وأخذت الشكل الرسمي للمجلة المطبوعة، مستخدمة الورق المصقول الملون، وسميت «أخبار دبي». وجاء تشكيل دائرة الإعلام التابعة لبلدية دبي، برئاسة الشيخ حشر آل مكتوم، ليلعب دوراً محورياً في تعزيز مكانة «أخبار دبي» وتثبيت إصدارها الأسبوعي.

ثوابت

تعتبر مجلة أخبار دبي من الثوابت في تاريخ الصحافة لإمارة دبي، فهي أول مجلة تصدر عن الإمارة قبل 49 عاماً حين شهد عام 1965 ظهور الطبعة الأولى. لتواصل المجلة مسيرتها التي امتدت على مدار 15 عاماً، كانت خلالها منبراً ينقل أحدث الأخبار المحلية الدولية، ويعكس وجه دبي الحضاري، وفي عام 1980 أصدرت حكومة دبي مرسوماً بوقف إصدار المجلة، واستبدالها بجريدة البيان اليومية.

وتأتي قصة تطور مجلة أخبار دبي لتؤكد دور دبي في ترسيخ وتأصيل الصحافة المقروءة. فقد جاء الوميض الأول لفكرة المجلة من بلدية دبي، وذلك حين فكر أمين صقر في إصدار نشرة من صفحتين، تصدر كل شهر، لتضم التقرير الشهري للبلدية، ليسهم بعد ذلك كمال حمزة، الذي كان يعمل مديراً لبلدية دبي حينذاك، ليسهم في تطويرها، وانضم بعد ذلك إبراهيم أحمد، ليساعد في جمع موادها التحريرية، ثم توسعت النشرة، وتجاوزت أخبار البلدية إلى أخبار الإمارة، وأخبار المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، ونشر المراسيم التي يصدرها ديوان الحاكم، ثم انضم إلى أسرة تحريرها ربحي جمعة حلوم.

في سطور

انطلقت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم بمبادرة شخصية من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي خصص للمبادرة وقفاً قدره 37 مليار درهم (10 مليارات دولار).

جاء الإعلان عن تأسيسها في كلمة سموّه أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت - الأردن في مايو 2007.

وتسعى المؤسسة لتطوير القدرات المعرفية والبشرية في العالم العربي، من خلال التركيز على ثلاثة قطاعات استراتيجية هي: الثقافة والمعرفة والتعليم، إضافة إلى دعم الأعمال الخاصة والتوظيف.

وتشمل القيم الثلاث الرئيسة للمؤسسة: تنمية الموارد البشرية في المنطقة من خلال خلق قاعدة عريضة من الخبرات البشرية التي تتمتع بمعارف ومواهب واسعة، وتوفير المزيد من الفرص للأجيال الشابة للحصول على المعرفة وضمان مستقبل أفضل، وتشجيع المهارات القيادية في أوساط الجيل الشاب لتحسين مستوى ونوعية حياتهم.

الأكثر مشاركة