مشروعات نسوية جسورة لتخطّي الحصار
إذاعات غزة.. المرأة تخاطب العالم
لم تعد المرأة الفلسطينية مجرد أداة لتنفيذ كل ما يطلب منها في منزلها أو داخل المجتمع، بل باتت عنصراً فعالاً على الساحة الفلسطينية، فبعد أن تحملت كل الآلام والجراح وواجهت الأزمات إلى جانب الرجال، نجدها اليوم تخوض الميادين والمجالات المختلفة والأعمال الريادية بإبداع منقطع النظير، مسجلة حضوراً لافتاً، وبصمة مميزة يصعب تجاهلها.
من بين المجالات التي خاضتها المرأة بجهود ذاتية وفردية، مجال العمل الإذاعي، مخترقة كل الحدود الجغرافية، وجدار الحصار المطبق لتخاطب جميع دول العالم، وليس المجتمع المحلي فقط، فقد أنشأت مجموعة من الفتيات في قطاع غزة إذاعة محلية حملت اسم «حواء أون لاين» وهي أول إذاعة متخصصة للمرأة في الوطن العربي تبث بنحو مباشر وبدعم ذاتي.
وكانت مجموعة من الفتيات قد أطلقن إذاعة «صوت نساء غزة»، وهي إذاعة إلكترونية نسوية في فلسطين، تهتم بقضايا المرأة المعاصرة والمختلفة.
«الإمارات اليوم» زارت مقر إذاعة «حواء أون لاين» في غزة، حيث العمل الدؤوب، فداخل الاستوديو فتيات يجلسن خلف الميكروفون، وأخريات يتابعن الهندسة الصوتية والبث الخارجي إلى العالم، بينما يعكف عدد من النساء على إعداد وصياغة البرامج المختلفة، التي تعالج كل القضايا المتعلقة بالمرأة.
مقدمة برنامج «نهار جديد» في إذاعة «حواء أون لاين» ابتسام شامية، عملت في العديد وسائل الإعلام المختلفة، متنقلة من مكان إلى لآخر، حتى استقر عملها في إذاعة حواء المتخصصة في قضايا المرأة، لأهميتها وخصوصية الرسالة والأهداف التي تحملها. وتقول ابتسام، بينما كانت تجلس خلف ميكروفون الإذاعة، إن «إذاعة حواء أون لاين ناطقة بصوت المرأة، وتلامس همومها ومشكلاتها، من أجل إيجاد حلول شافية لها، كما تسلط الضوء على الجانب المشرق والإيجابي للمرأة الخلاقة والمبدعة، حيث نركز على إبداعها وقدراتها وإنجازها». وتضيف «إن جميع هذه العناصر والأهداف اجتمعت في غزة من خلال إذاعة حواء، لتصل إلى المرأة في العالم أينما وجدت».
ومن بين البرامج التي تهتم بإبداعات النساء، برنامج «فكرة» الذي تقدمه المذيعة أسماء نصار، والذي يستضيف الإبداعات الشابة في كل مجالات الحياة، ويسلط الضوء على إنجازاتهن وما يتميزن به عن غيرهن، ولا يقتصر برنامج «فكرة» الذي تقدمه نصار فقط على الفتيات من فلسطين، بل يستضيف بنات من الدول العربية والخليجية للاستفادة من إبداعهن.
وتقول المذيعة نصار «أنا أشعر بهموم البنات وكل القضايا التي تحظى باهتمامهن، لذلك أطرح ما هو قريب منهن ويلامس ما يجول في خواطرهن، وما أعرضه في برامجي الإذاعية يستفيد منه جميع الفتيات وينال إعجابهن». وتوضح أن التفاعل مع الإذاعة زاد بشكل كبير، وذلك كونها إلكترونية متخصصة بالمرأة، وهو ما أدى إلى انتشار حجم التفاعل من النطاق المحلي إلى الخارج، خصوصاً الدول العربية والخليجية.
وتمثل إذاعة «حواء أون لاين» حديثة النشأة، بحسب نصار، صوت المرأة الفلسطينية المناضلة، كما تعد فكرة أصيلة لتعزيز مكانتها في المجتمع، إذ تخاطب النساء الفلسطينيات، بالإضافة إلى المعنفات أيضاً. وتقول مديرة إذاعة «نساء غزة» إسلام البربار، لـ«الإمارات اليوم»، إن إذاعة «صوت نساء غزة» أول إذاعة إلكترونية مجتمعية فلسطينية نسوية تعنى بقضايا المرأة، إذ تسعى جاهدة لإيجاد منطقة اجتماعية إنسانية لها من داخل ممرات وأزقة غزة الضيقة بنظرة وعيون نسوية على كل الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية للمرأة الغزية»، وتضيف «إن رسالة الإذاعة الاستراتيجية تكمن في الدور الإيجابي والريادي في تمكين النساء الغزيات، ومناصرتهن بمعرفة حقوقهن لتحقيق المساواة والعدالة الجندرية على النطاق المحلي لضمان التنمية المستدامة لها ولأجيالها».
وتحقق إذاعة «نساء غزة»، بحسب البربار، مجموعة من الأهداف السامية التي تسعى من خلالها إلى الارتقاء بدور السيدة الفلسطينية أينما وجدت، حيث تسعى لتعزيز الوعي لدى النساء في المناطق المهمشة في قطاع غزة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news