عرض أثقلته حركة الممثلة وسقوط مشاهد في الواقعية
«خلخال الحتاوي» بمعالجة شبابية
رغم أن نص مسرحية «خلخال» للكاتب الإماراتي الراحل، سالم الحتاوي، يقدم للمرة الثالثة، إلا أنه في كل مرة يقدم فيها يظهر هذا النص بمعالجة مغايرة تماماً عن سابقتها، بحسب المخرج المشتغل على هذا النص. وقدم المخرج الشاب، فيصل حسن الرشيد، معالجة جديدة للنص مسرحية «خلخال» عن فرقة قطر المسرحية، ممزوجة بروح الشباب والمعاصرة، حيث حفز النص المخرج الشاب من أجل إعادة الحياة إلى شخصيات استحضرها الكاتب من الحياة، وحاول قد المستطاع أن يدفع الدماء في عروقها فوق خشبة المسرح، عبر وسيط هو الأهم «الممثل» سيد اللعبة.
النص ليس جديداً، وكما هو معروف عن نصوص وكتابات الحتاوي التي تفرض واقعيتها وتمسكها بثيمة تراثية ليبني عليها نصاً متكاملاً ومتمكناً يجعل أي مخرج يرغب في معالجته والتعاطي معه بجدية واحترافية، وهذا ما حصل مع المخرج الشاب الرشيد الذي لم يجد أمامه إلا نصاً قوياً يحتاج إلى رؤية إخراجية بعيده عن التعالي والابتذال والسطحية.
العمل كان أشبه ببصمة تركها فريق العمل، الممثل والمخرج الرشيد والممثلة غادة الزدجالي، إذ ربط العمل معاصرة الشكل العصري مع حكاية قديمة جداً مبنية على موروث شعبي، فحكاية الشاعر السكير (سهيل) والراقصة (غاية)، قدمت صراع التناقضات بين الشاعر الذي تخلى عنه الجميع ورفضوه ونبذوا قصائده بعد أن أصبح رفيقاً لزجاجه الخمر التي تسبقه في كل مكان يذهب إليه، والغانية (غاية) تلك التي رفضها المجتمع ووضعها في خانة العهر كونها راقصة وسلعة تهز وسطها في الأعراس. فلكل لاعب دوره في هذه اللعبة المسرحية، ما بين تحدٍّ وفشل وقوة ووهن، تتصارع الشخصيتان للوصول إلى غايتيهما، فهو عشق خلخالها لأن صوته أشبه بقرع أجراس خلخال حبيبته «مريوم» ابنة الجيران التي عشقها قبل أن يراها، أما هي فوجدت فيه الملاذ والمنقذ من احتقار المجتمع لها وتصنيفها في الخانة السفلى من المجتمع.
وبتصاعد الأحداث يتزوج سهيل من غاية، لتتكشف جوانب أخرى من اللعبة، فهو لم يتمكن من الوفاء بوعده عبر انتشالها من السحق الذي جاءت منه، فالقصور التي وعدها بها والأموال الطائلة التي كان يجنيها من قصائده ما عادت تفي بالغرض، خصوصاً أن قصائده لم تعد مرغوبة، وهو ذاته لم يعد مرغوباً فيه، أما هي فكان ماضيها يلاحقها حتى عادت إلى المستنقع الذي تمنت أن تغادره، فلم يكن أمامها إلا العودة وبقوه إلى جوها وحفلاتها الراقصة التي تنهشها عيون الرجال قبل أيديهم التي تمتد لتلامس شعرها وأجزاء من جسدها أثناء رقصها وتمايلها على أنغام السهر والمجون.
كانت هناك إشادة جماعية بثراء النص وكثافته، فقد دخل في نفسيات الراقصة والسكران، لكن المخرج تمكن أثناء العرض من الحفاظ على إيقاع العمل برؤية شبابية وفكر معاصر، لكن تأرجح العمل بين الواقعية والمعاصرة، إذ وقع في جزء واقعي مبتذل من خلال سقوطه في الواقعية الطبيعية وتحديداً بعد مشهد العرس، فكانت (غاية) تتصرف كأنها راقصة واقعية على عكس ما كانت عليه في المشاهد الأخرى.
رغم أن أداء الممثلة غادة الزدجالي كان جيداً، إلا أن أداءها الحركي، وتحديداً أثناء أدائها الرقصات، كان ثقيلاً على خشبة المسرح، ورغم أن القصة قائمة على رنين الخلخال اختفى ذك الصوت (قرع الخلخال) الذي كان لابد أن يستمر باستمرار العرض.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news