«هروب» باسم شاهين.. مسيرة اغتراب مفتوحة

رواية «هروب» العمل الثالث لباسم شاهين. من المصدر

عن دار روافد للنشر والتوزيع بالقاهرة، صدرت رواية «هروب» للكاتب د.باسم شاهين، التي ترصد مسيرة اغتراب أراد لها صاحبها أن تكون سيرة مفتوحة على مضامين ورسائل إنسانية عميقة، وربما صادمة أحياناً. تحكي الرواية قصة عزّت البنا (أبوالعز) الذي طار على أجنحة الأحلام نحو أمكنة بعيدة لكي يخوض معركة الحياة هناك، شأنه شأن ملايين البشر من كل أنحاء هذا العالم. تلحظ الرواية كيف يتناهى الحنين وتكبر الألفة، وتتطور علاقة ملتبسة ومعقدة بين الإنسان والمكان الجديد؛ إذ يكبر الاعتياد فيصير تعلّقاً قهرياً، ثم يتبدى عشقاً من طرف واحد. يحدث هذا بالتزامن مع امتحانات عسيرة يتعرض لها أولئك الذين يخوضون معاركهم في ساحات دفعوا أثماناً باهظة للوصول إليها. «هروب» ليست قصة شخص اسمه عزت أتقن لعبة الهروب العبثي من دون أن يفلح في بلوغ الأجوبة المنشودة لأسئلته المزمنة؛ إنها سيرة كثيرين ممن حملوا أسمالهم وأسماءهم نحو المطارات والموانئ، ثم سرعان ما بدلوا أسمالهم وربما أسماءهم، وشيئاً فشيئاً سلموا أنفسهم طواعية لأمواج دغدغت أشواقهم للانعتاق، وداعبتهم كثيراً فاطمأنوا لها، ثم جرفتهم إلى حيث لم يحتسبوا، وأطاحت بهم. تقع الرواية في 270 صفحة، وهي الكتاب الثالث للمؤلف، إلا أنها أول عمل أدبي متكامل، إذ كان الكتاب الأول عملاً بحثياً في مشكلات المحتوى العربي على الإنترنت وآفاق تطويره، أما الكتاب الثاني فكان عن إدارة المواقع الإلكترونية، استناداً إلى تجربة واقعية عملية للكاتب نفسه الذي عمل سنين طويلة في الصحافة الإلكترونية.

تويتر