معرض يضم ستارة باب الكعبة ولوحات خط عربي

«مقدسات».. الموروث الإسلامي طبق الأصل

يحمل معرض «مقدسات»، الذي يقدمه غاليري «انتيك خان الشام» في دبي مول، موروث الثقافة الإسلامية التي يبرزها على مستويين، الأول مع القطع التي ترتبط بالأماكن الدينية، والثاني مع لوحات الخط العربي التي ترتكز على الآيات القرآنية. يجمع المعرض الذي سيستمر طيلة شهر رمضان المبارك، ستارة باب الكعبة، وغطاء مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام، إلى جانب قطع «الصرما»، ومجموعة من لوحات الخط لأبرز الخطاطين في الشام، ومنهم محمد بدوي الديراني، ومحمد سليم الحنفي، وأحمد باري.

يبلغ عمر طقم الكعبة المعروض 15 عاماً، وهو مؤلف من ستارة باب الكعبة، والأحزمة، وقنديل الكعبة. وتعد ستارة الكعبة نسخة طبق الأصل من الستارة التي تتبع الطراز الرابع في العصر العثماني والتي تمتاز بالزخرفة النباتية. أما المواد التي تصنع منها الستارة فهي الحرير الخالص، والخيوط المعدنية الملبسة بالنحاس. وتقسم الستارة إلى مربعات تحتوي على الكتابات القرآنية تتباين بين طولية وأخرى عرضية. أما ألوان أحزمة الستارة فتأتي بالأخضر والأحمر والأسود، وهي مطرزة بكتابة الآيات القرآنية. ويضم المعرض قنديل الكعبة الذي تكتب عليه أسماء الله الحسنى، وكذلك الصرما التي كانت تصنع على أشكال «بقجة» للعروس كي تنقل أغراضها بها، وتطرز بأيدي العائلة الشامية والفتيات. في المقابل يضم المعرض مجموعة من لوحات الخط التي تحمل آيات قرآنية، وفيها القليل من الآيات التي تحمل زخارف ومنها التي تكتفي بالنص. أما غطاء مقام سيدنا إبراهيم، عليه السلام، فهو من القطع القيمة في الثقافة الإسلامية، نظراً إلى أهميته، وينسج الغطاء بأسلوب ستارة الكعبة نفسه، وهو أيضاً يعود للطراز العثماني.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/07/1722309.jpg

يبلغ عمر طقم الكعبة المعروض 15 عاماً وهو مؤلف من ستارة باب الكعبة والأحزمة، وقنديل الكعبة وتعد ستارة الكعبة نسخة طبق الأصل من الستارة التي تتبع الطراز الرابع في العصر العثماني والتي تمتاز بالزخرفة النباتية. تصوير: باتريك كاستيلو


الستارة مصنوعة من الحرير الخالص، والخيوط المعدنية الملبسة بالنحاس. ومقسمة إلى مربعات، أما ألوان أحزمة الستارة فتأتي بالأخضر والأحمر والأسود، ومطرزة بالآيات القرآنية.

 وقالت إحدى مؤسسات غاليري «أنتيك خان الشام»، نجلا سلمان، إن «المشاركة في هذا المعرض خلال شهر رمضان كانت تحت خانة إظهار جانب مهم من الثقافة الإسلامية، وقد حرصنا على إبراز هذا الجانب من خلال ستارة الكعبة، وقنديل الكعبة، وهي قطع مصنوعة بجودة عالية يصعب تكهن عمرها الحقيقي». وأضافت «يشمل المعرض لوحات خط لأهم الخطاطين السوريين، ومجموعة اللوحات تتميز بكونها تحتوي على أكثر من نوع خط، ولها جمالية الحرف الواضح فيها، كما يشمل المعرض لوحات لمحمد سليم حنفي، وهو مرجع أساسي لحركة الخط في دمشق، إلى جانب أعمال محمد بدوي الديراني، وهو من مؤسسي المدرسة الدمشقية للخط العربي».

ولفتت سلمان إلى أن المعرض يشمل غطاء مقام النبي إبراهيم، عليه السلام، وهو نسخة طبق الأصل من غطاء المقام، منوهة بأن اختياره ليكون في المعرض يعود إلى القدسية التي يحملها، وكذلك لأنه يمنح الناس الفرصة للتعرف إلى هذه القطع. وشددت على أنه بعد المبادرات التي أطلقت، ومنها تحويل دبي إلى متحف مفتوح، وكذلك «دبي تتحدث إليك»، كلها مبادرات تشجع العاملين في المجال الفني كي يكونوا جزءاً منها ما دفعنا إلى إقامة المعرض فيها.

أما لجهة الأعمال التي تم تقديمها كنسخة طبق الأصل، لفتت سلمان إلى أن القطع يتم تحضيرها بطلب خاص ومن عصور معينة، ففي كل فترة يطرح الغاليري أعمالاً تعود إلى فترة معينة أو لسلطان معين. أما ستارة باب الكعبة فنوهت سلمان بأنها نفذت في القاهرة من قبل 37 شخصاً بأيد عاملة سورية ومصرية، وهذه الأعمال تمنح اليد العاملة فرصة لتقديم ما هو جيد، ولاسيما أن هذا النوع من الفنون يجب أن يبقى حياً. أما لجهة التركيز على الفترة العثمانية، فرأت أنها تعود إلى كونها أتت للتركيز على امتياز هذه الفترة بالألوان المميزة والرسم النباتي، وكذلك كونها بعيدة عن الرسم التصويري. وشددت على أن كون القطع المعروضة نسخاً من القطع الأصلية، فهذا لا يعيبها إذ تؤكد أن النسخة في الفن ليست شيئاً يعيب جمال اللوحة، وإنما النسخة المشوهة هي التي تعيب.

وأردفت في الحديث عن رواج الفن الإسلامي، ولاسيما في الغرب، قائلة إن «رواج الفن الإسلامي في الخارج يعود إلى أسباب عدة منها أن الناس الموجودين في العالم العربي يأخذون الثقة لشراء القطع الإسلامية من مزاد غربي، علماً أنه للأسف هناك مجموعة من التجار الذين لديهم الاستعداد لتشويه الموروث الثقافي والإسلامي من أجل المادة. ونوهت بأن الفن يتأثر بمحيطه، ولكن ما يحدث الآن لن يغير الفن، والتاريخ لا يمكن أن يمحوه أحد، ومن له بصمة داخل سورية ستبقى موجودة، وهي مسؤولية كل سوري أن ينشر ثقافة سورية بطريقة صحيحة، ومسؤولية أي شخص أن يدافع عن أي فنان. وتابعت بالحديث عن بعض القطع الموجودة في سورية، هناك مجموعة من القطع الفنية التي خرجت من سورية، ولكني أحزن حين أراها في الخارج من دون ذكر مصدرها، إذ يكتب «شبه الجزيرة العربية»، فبعضهم يحمل الخوف بداخله، لذا لا يفصحون عن أنها من سورية. أما حول الأعمال الخطية التي يقتنيها الغاليري، فقد أكدت سلمان أنها قديمة ونادرة وتنتمي إلى الخط الكلاسيكي، وهناك شريحة كبيرة تولي أهمية خاصة للوحات الكلاسيكية.

خط

حمل المعرض مجموعة من اللوحات الخطية لكل من أحمد باري، ومحمد حسين صديق البغجاتي، ومحمد بدوي الديراني، ومحمد سليم الحنفي. واللافت في الأعمال أن بعضها يعود إلى عام 1319 هجرياً، بينما أحدثها يعود إلى العام 1425 هجرياً.

الصرما

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/07/172313.jpg

تصنع لوحات الصرما من خيط القصب الفضي الذي يحتوي على الذهب. ويرسم على الكرتون وتركب على المخمل، وتصنع باليد ليظهر قطعة الصرما. وكانت تستخدم هذه القطع في صناعة الملابس وكذلك البقجة التي تحملها العروس قبل زفافها. ويشمل المعرض مجموعة من لوحات الصرمة، منها التي تصنع بأيدي العائلة الدمشقية والتي تبرز جانباً من الحضارة والعادات والتقاليد، إلى جانب لوحات تحمل آيات قرآنية ومنها سورة الفلق التي تعود إلى عام 1310 هجرياً.

رسالة

اعتبرت نجلا سلمان، التي أسست الغاليري مع شقيقاتها، أن الفن رسالة سهلة جداً وصعبة جداً، مضيفة أن «غاليري أنتيك خان الشام» أسس منذ 12 سنة. أما مقر الغاليري الأساسي فهو سورية، لكنه مغلق منذ ثلاث سنوات بسبب الأحداث. أما المشاركة في دبي فليست الأولى، حيث إن الغاليري قدم معرضاً في دبي عام 2006، إلى جانب معارض في دول عربية منها الكويت وقطر. وشددت على أن العمل في الفن الإسلامي ليس سهلاً، مشيرة إلى أن عمل والدها كوزير للإعلام سابقاً أفادها في الانطلاق في هذا المجال.

تويتر