طوغان.. «فنان صنعته الآلام»
في السيرة الذاتية للتشكيلي وفنان الكاريكاتير المصري أحمد طوغان صورة فوتوغرافية من أول احتفال بحصول الجزائر على استقلالها، تلخص انحيازه لقضايا التحرر الوطني؛ إذ يظهر طوغان في الصورة مع تشي جيفارا وفي منتصف الصورة يقف أحمد بن بيلا، أول رئيس للجزائر يخطب في الجماهير.
ويسجل طوغان (88 عاماً) في كتابه «سيرة فنان صنعته الآلام»، أنه قبل أن يذهب إلى الجزائر التقى بعض رموز الثورة؛ إذ «خصصت مصر» طابقاً في بناية بحي جاردن سيتي في القاهرة تضم ثلاثة مكاتب، الأول للمغرب، والثاني لتونس، والثالث للجزائر، حين كانت دول المغرب تناضل للاستقلال عن الاحتلال الفرنسي.
ويقول إن السفر من القاهرة إلى الجزائر كان من «عداد المستحيل»، فحصل من السفارة الفرنسية بالقاهرة على تأشيرة كرسام يرغب في زيارة معارض الفن التشكيلي بباريس، وكان قبل ذلك زار إيطاليا لأسبوع للتغطية على الرحلة إلى فرنسا التي انتقل منها إلى الرباط، وتمكن بعد أسبوعين من التسلل إلى الجزائر. ويضيف أن فرنسا ما كان لها أن ترحل عن الجزائر إلا بالثورة التي اندلعت في نوفمبر 1954، حين تواعد ستة شبان، منهم الرئيس السابق محمد بوضياف «وتمكنوا من التسلل إلى الجبل مسلحين بثلاث بنادق.. وكانوا نواة الثورة»، التي انضم إليها فلاحون وطلاب يقدمون أنفسهم للثوار، ومنهم تأسس «جيش التحرير الوطني الجزائري»، إلى جانب «هيئة التحرير» حتى تحقق الاستقلال عام 1962. ويضم كتاب طوغان نحو 30 صورة معظمها بالجزائر، ومنها الصورة التي يظهر فيها مع بن بيلا وجيفارا بعد نجاحه مع فيدل كاسترو في إنهاء حكم فولجنسيو باتيستا بكوبا عام 1959.
و«سيرة فنان صنعته الآلام» الذي أصدرته الدار المصرية اللبنانية في القاهرة يقع في 436 صفحة كبيرة القطع، ومنها نحو 50 صفحة لبعض رسومه الكاريكاتيرية وصور فوتوغرافية مع رموز الثورة الجزائرية.
وطوغان الملقب بعميد رسامي الكاريكاتير في مصر، ولد في 20 ديسمبر 1926 في مدينة المنيا بصعيد مصر، وتوجت مسيرته بحصوله في يونيو الماضي على جائزة النيل أكبر الجوائز في البلاد.