«كافية ابن الحاجب» بـ 160 ألف درهم

هل كان العالم العربي الشهير بابن الحاجب (المتوفى عام 1249 ميلادية)، يتوقع أن تباع «كافيته» بـ35 ألف يورو (نحو 160 ألف درهم)، أو أن مخطوطة متأخرة تعود إلى مقدمته المعروفة ستتلقفها إحدى الدور الأوروبية التي تبحث عن الفريد، وتعتني به، وتعرضه لعشاق النوادر، في جناح خاص وسط عشرات «الكنوز» في معرض الشارقة الدولي للكتاب في نسخته الـ33.

متحف مفتوح، يعد جناح دار «انليبرس» الهولندية، موقف الزوار الذين يرونه محطة مثيرة في المعرض، ويحرصون على الاستفسار عن المقتنيات المنوعة: كتب نادرة قديمة تخص المنطقة العربية، وأماكن أخرى، مكتوبة بلغات عدة، وتحف قديمة تعود إلى قرون ماضية.

شجون

شجون عدة، قد يعود بها زائر جناح الدار الهولندية في المعرض، خصوصاً حينما يقارن بين الاهتمام الذي تمنحه الدار لمخطوطاتها، والعناية التي تحيطها بها، وطريقة عرضها لها، بينما قد تكون مئات شبيهة بتلك المخطوطات، وربما أقيم منها، ملقاة بإهمال في مكتبة حكومية ما، تحت مروحة سقف متهالك، في أكثر من عاصمة عربية، وعرضة للتآكل والعبث والسرقة. وربما تكون مخطوطات بالجملة، قد قصفتها قذيفة هاون في دمشق، أو أتت عليها سيارة مفخخة انفجرت بجوار المتحف المصري في القاهرة.

بعيداً عن الأسعار، والجانب التجاري، تعطي الدار درساً لكيفية التعامل مع المخطوط النادر، واحترامه كأثر إنساني نفيس.

بداية الجولة تكون من تحفتين تاريخيتن، الأولى خريطة العالم «القديم»، والثانية حركة النجوم التي يهتدي بها الملاحون، وتعود التحفتان، حسب المسؤول في الدار، لورينس هيسيلنك، إلى أسرة أوروبية عريقة، حكمت منطقة ما بين هولندا وبلجيكا.

تفاصيل ومنمنمات بالجملة، لا تظهر من النظرة الأولى إلى «الكرتين»، أشار إليها هيسيلنك لكي يبرّر السعر الكبير، لافتاً إلى مراحل تنفيذهما والسنوات التي ظل الفنان يعمل عليهما، بالإضافة إلى القيمة التاريخية لهما. تحتوي كرة النجوم المرصعة بالذهب على أسماء متناهية في الصغر بلغات عدة، من بينها العربية والإنجليزية واليونانية واللاتينية القديمة، وغيرها، وتبدو رسومات تعبر عن نجوم من بينها السرطان والأسد والدب الأكبر والثور وغيرها. ولفت هيسيلنك إلى أن الكرة الأرضية لخريطة العالم، تبرز الرؤية القديمة منذ قرون لشكل العالم، فأستراليا لم تكن مكتشفة بعد، لذا فهي غير موجودة على الخريطة، بينما تبدو كاليفورنيا جزيرة منفصلة عن أميركا كما كانوا يعتقدون، حسب المسؤول في دار «انليبرس».

المحطة الثانية البارزة في الجناح تكون مع كتاب عن وصف مصر، الذي تعرضه الدار بـ195 ألف يورو، ويضم 842 رسمة في عدد من الأجزاء، وخصصت له الدار طاولة خاصة، تعود إلى عام 1900. ومن التحف التي اقتنتها الدار أخيراً، وخصت بها معرض الشارقة، كما ذكر هيسيلنك، مجموعة تعود إلى العالم فرانسوا جو بيار، تعود إلى عام 1883، وتضم ثلاث قطع تاريخية، بالإضافة إلى 241 نباتاً مجففاً ومحفوظاً جمعها ذلك العالم.

لا تغيب القسطنطينية وتاريخها عن الجناح، إذ يوجد كتاب نفيس يعود إلى عام 1873، يحتوي على صور عن ملابس الأتراك خلال تلك الفترة وما قبلها، وتعرضه الدار للبيع بـ25 ألف يورو. وأيضاً أول كتاب عن الملاحة، وهو باللغة الإسبانية، ويعود إلى عام 1551.

بينما يصل سعر أول ترجمة للقرآن الكريم باللاتينية (عام 1543) في بازل بسويسرا، إلى 35 ألف يورو أيضاً. أما كتاب «توراة موسى»، الذي يعود إلى عام 1622 في هولندا، فسعره 16.5 ألف يورو. أما مخطوطة «كافية ابن الحاجب»، التي تتناول قواعد في النحو العربي، ولا تتجاوز عشرات الأوراق العتيقة، فتعود إلى إيطاليا، وعام 1592، وتعرضها الدار بـ35 ألف يورو، وفق هيسيلنك الذي ذكر أن الدار باعت عدداً من مقتنياتها، ومن بينها اثنتان في اليوم الأول، لافتاً إلى سعادته بتفاعل زوار معرض الشارقة الدولي للكتاب مع الجناح، وسعي كثيرين للتعرف إلى مقتنياته، وقراءة تاريخ التحف المميزة. «بالطبع».. كان رد هيسيلنك عن سؤال: هل ستشاركون في الدورة المقبلة من معرض الشارقة؟ موضحاً أن الدار ستحرص على الوجود في المعرض المميز، مشيداً بشكل خاص بالتنظيم، وكذلك التعاون مع الدار في نقل التحف والاحترافية في ذلك.

الأكثر مشاركة