صنع الله إبراهيم: «ذات» أميرة بهمّة مختلفة
كشف الروائي المصري صنع الله إبراهيم، عن بعض خفايا روايته الشهيرة «ذات» التي تحولت إلى مسلسل تلفزيوني عرض في رمضان قبل الماضي، وسلط الضوء من جديد على الرواية التي ظهرت منذ سنوات. وأضاف صنع الله خلال ندوة «المرأة في روايتين»، التي نظمت على هامش فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، أن الشخصية الرئيسة في «ذات» كان مخططاً لها أن تكون غير ما بدت عليه حينما خرجت على الورق، مشيراً إلى أنه حينما عاش في لبنان خلال فترة الحرب الأهلية تعرف إلى فتاة ثورية تدعى أنطوانيت، وظلت تلك الفتاة في ذهنه، وأراد أن يكتب شخصية على منوالها.
واعترف صاحب روايات «تلك الرائحة» و«اللجنة» و«نجمة أغسطس» خلال الندوة التي استضافها جناح مؤسسة بحر الثقافة، بأن عنوان الرواية الذي كان يراوده حينها هو «عودة الأميرة ذات الهمة»، وظل العنوان يتقلص حتى أصبح «ذات» فحسب، معتبراً أن بطلة روايته التي تحولت إلى فتاة عادية وأميرة لها همّة مختلفة، تكافح مثل ملايين النساء بعيداً عن الثورية والأفعال الكبيرة التي كان مخططاً لها في الأصل. ووجد صنع الله نفسه مدفوعاً إلى الكتابة عن امرأة عادية، مثل الأم أو الأخت أو العمة أو الجارة، امرأة تواجه صعوبات الحياة اليومية، بينما تتعرض لهجوم بشع من «عصابة فاسدة، وشركات تتحكم» في المصائر، وتمتلك تلك المرأة الرمز قوة «مرعبة» تجعلها صامدة. صراع امرأة مصرية متواضعة، لديها تطلعات وأحلام بسيطة، مع الكثير من دوائر العطب في المجتمع. كما أضاء صنع الله إبراهيم كواليس روايته «وردة»، مشيراً إلى ظروف زيارته في ظفار العمانية، لافتاً إلى أن الشخصية الرئيسة في «وردة» مستوحاة هي الثانية من الواقع وهي شخصية حقيقية.
وأضاف أنه سعيد بتلك الشخصية التي ساعدته على تقديم المرأة رائدة وقائدة كما كان يحلم ويتمنى.
وشدد الروائي المصري على ضرورة تغيير الصورة التقليدية عن المرأة «المسكينة» التي لا حيل لها، أو المثيرة، ولم يحدث في أغلب التناولات أن تكون صانعة للحدث ومناضلة وفاعلة، وحاول أن يطبق ذلك في رواياته، معرباً عن أمنياته أن يكون قد أفلح في ذلك.