قلب الشارقة.. «بوابة الإمارات المتصالحة»

تنفيذاً لتوجيهات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أعلنت اللجنة العليا لملف ترشيح منطقة قلب الشارقة ضمن مواقع التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، عن تحديث ملف قلب الشارقة، الذي تقدمت به الشارقة إلى مركز التراث العالمي في المنظمة المدرج في القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي، تحت عنوان «الشارقة بوابة الإمارات المتصالحة».

دعم

توجّهت الشيخة بدور القاسمي، بالشكر إلى صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على دعم سموّه لملف «الشارقة بوابة الإمارات المتصالحة»، وتوجيهاته بإبراز التراث الإنساني والموروث الحضاري للمنطقة.

وأشادت بالجهود التي تقوم بها دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، والمجلس الوطني للآثار، لتسهيل إدراج المنطقة ضمن قائمة مواقع التراث العالمي، مشيرة إلى أن أي إنجاز تحققه الشارقة يعد إنجازاً للوطن بأكمله، لأنه يسهم في تسليط الضوء على التراث الغني لدولة الإمارات، ويدعم نمو الحركة السياحية الناجمة عن زيادة الاهتمام بالمنطقة.

تطوير

تعكف هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» حالياً على تطوير منطقة قلب الشارقة، في مشروع هو الأول من نوعه للمناطق التراثية في الشارقة والأكبر والأبرز في المنطقة حتى يومنا هذا.

ويعكس الازدهار الذي عاشته الإمارة منذ أكثر من نصف قرن، ويستهدف المشروع تحديداً إعادة ترميم وتجديد المناطق التراثية، لتشكيل وجهة سياحية وتجارية متفردة ذات لمسة فنية معاصرة تتناغم مع طابع خمسينات القرن الماضي.

ومن المقرر استكمال إنجاز المشروع بالكامل في عام 2025، وسيتم تنفيذه بالتوافق مع المعايير الدولية للتنمية المستدامة والمبادئ البيئية.

وجاءت هذه الخطوة بهدف إبراز الدور التاريخي الذي لعبته إمارة الشارقة سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً ضمن «مجلس الإمارات المتصالحة»، الذي أنشىء في الشارقة إبان الاحتلال البريطاني للمنطقة، إذ لعب هذا المجلس دوراً كبيراً في التمهيد لروابط وحدوية تستند إلى العلاقات الأخوية بين حكام الإمارات السبع، وهو ما قاد إلى إعلان قيام دولة الإمارات في الثاني من ديسمبر 1971.

وكانت «اليونسكو» قد أدرجت في شهر فبراير الماضي منطقة قلب الشارقة، ضمن القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي التي تشرف عليها المنظمة، في إنجاز أكد ثراء التراث الأثري والتاريخي في الإمارات، وتزامن مع احتفالات الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014.

وجاء هذا الإنجاز بعد نحو عامين من موافقة المنظمة الدولية على اعتماد دراسة ملف طلب تسجيل الشارقة القديمة موقعاً تراثياً، وضمه إلى لائحة مواقع التراث العالمي لديها وإدراجها على القائمة التمهيدية.

وأكّدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة اللجنة العليا لملف ترشيح منطقة قلب الشارقة ضمن مواقع التراث العالمي، أن ملف «الشارقة بوابة الإمارات المتصالحة»، يمنح منطقة قلب الشارقة قيمة أكبر من خلال تركيزه على الدور السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي الذي لعبته المنطقة في القرن الماضي، حيث شهدت الاجتماعات الأولى لمجلس الإمارات المتصالحة، الذي كان له الدور الأبرز في تقريب وجهات النظر بين قادة البلاد وصولاً إلى قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، مضيفة أن «منطقة قلب الشارقة كانت أيضاً مهد النشاط التجاري والعمل الثقافي، وهو ما جعلها نقطة تواصل بين شعوب وقبائل مختلفة، على مدار عقود عدة». من ناحيته، ثمّن رئيس اللجنة التنفيذية لملف ترشيح منطقة قلب الشارقة ضمن مواقع التراث العالمي، عبدالله محمد العويس، تحديث ملف الشارقة بوابة الامارات المتصالحة المقدم إلى «اليونسكو»، وأكد أن هذا العنوان يوسع النطاق الجغرافي للمنطقة المرشحة للإدراج على قائمة مواقع التراث العالمي، ويبرز دور الشارقة في واحدة من أكثر مراحل تاريخ المنطقة أهمية خلال القرن الـ20، مضيفاً أن «تزامن تحديث ملف مع احتفالات دولة الإمارات بيومها الوطني، يؤكد التزام القيادة الإماراتية الرشيدة بالوحدة، ليس باعتبارها وسيلة من أجل النهضة والتطور فحسب، وإنما لكونها ضرورة حياتية ومصيرية لتعزيز التضامن بين الأشقاء، ومواجهة التحديات، والمحافظة على المكتسبات الوطنية».

من المتوقع أن يشهد عام 2016، الإعلان عن اختيار «الشارقة بوابة الإمارات المتصالحة» ضمن القائمة النهائية لمواقع التراث العالمي، بعد الانتهاء من الزيارات والتقييمات من قبل اللجان المختصة في «اليونسكو» بالتنسيق مع الجهات المشرفة على المنطقة، التي ستتواصل خلال ما تبقى من العام الجاري والعام المقبل، وستشكل هذه الخطوة اعترافاً دولياً بالقيمة الاستثنائية العالمية التي تتميّز بها المنطقة التاريخية في الشارقة، وهو ما سيسهم في الحفاظ عليها وصونها وترميمها ضمن المعايير الدولية التي حددتها منظمة «اليونيسكو»، والتعريف بها وإبرازها على المستوى العالمي.

وكان المجلس الوطني للسياحة والآثار قد رشح سبعة مواقع إماراتية في القائمة الأولية لمواقع التراث العالمي، تقع ثلاثة منها في الشارقة وهي: جزيرة صير بونعير، والمشهد الثقافي في المنطقة الوسطى (مليحة)، وقلب الشارقة. وتشمل مواقع التراث العالمي المعتمدة من قبل «اليونسكو» المعالم الطبيعية مثل الغابات وسلاسل الجبال، وكذلك المعالم التي صنعها الإنسان مثل المباني والمدن. وتحظى المواقع التي يتم إدراجها ضمن القائمة برعاية المنظمة الدولية، فتقوم بالإسهام في صيانتها إذا تطلب الأمر ذلك، فضلاً عن الصفة والمكانة الدولية التي تتمتع بها هذه المواقع، حيث تتبناها المنظمة لترميمها وعدم المساس بها.

الأكثر مشاركة