«دولة الإبداع» تشدو بحب الوطن في الشارقة
في أربع لوحات غنائية ومسرحية تحتفي بحب الوطن، دشنت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، مساء أول من أمس، المسرح الجديد في جزيرة العلم بالشارقة، بإقامة العرض المسرحي الغنائي «دولة الإبداع»، احتفاءً باليوم الوطني الـ43 لدولة الإمارات، بمشاركة نخبة من الفنانين والممثلين الإماراتيين، وبحضور جمهور كبير امتلأت به مدرجات المسرح.
وحملت الأشعار التي تضمنها العمل المسرحي الغنائي المميز توقيع شاعر الوطن علي الخوار، فيما تولى كتابة الألحان، الفنان خالد ناصر، والإخراج، حسن رجب، ومن كتابة الفنان المسرحي إسماعيل عبدالله، رئيس مجلس إدارة جمعية المسرحيين، ومساعد مخرج وليد ناصر، ومصمم لوحات فهد عمر. وشارك في العمل كل من الفنان فيصل الجاسم، والفنان عادل الخميس، والفنانة عريب، والممثل عبدالله الصالح، والفنانة رانيا، إلى جانب أكثر من 200 طالب وطالبة من مدارس منطقة الشارقة التعليمية.
ووسط ترقب الجمهور لما سيعرض أمامهم من لوحات مسرحية وغنائية تعبّر عن مسيرة الإبداع المتواصلة منذ 43 عاماً في دولة الإمارات، انطلق العرض على وقع الأضواء الكاشفة بألوانها المستوحاة من العلم الإماراتي، مع الأهازيج الشعبية الإماراتية التي تعكس افتخار الإماراتيين بعلمهم، فيما عرضت الشاشة الضخمة في خلفية المسرح صوراً قديمة من تلك اللحظة الخالدة في تاريخ دولة الإمارات، حين ارتفع علمها عالياً خفاقاً للمرة الأولى في قصر الضيافة بدبي معلناً قيام الدولة التي نهل من معين خيراتها أبناؤها وأشقاؤها وأصدقاؤها على مدار أكثر من أربعة عقود.
وتناولت اللوحة الأولى من العرض حواراً عائلياً، يدور في أحد البيوت الإماراتية، بين زوجين وابن وابنة، حول روح الاتحاد واجتماع القادة المؤسسين وإعلانهم قيام دولة الإمارات العربية المتحدة. ولم يخل الحوار من كلمات: العزة، والشموخ، والفخر، والحب، والوحدة، والإنجاز، وغيرها من المفردات التي بات حضورها في حياة الإماراتيين واقعاً منذ أن أصبحت لهم دولة واحدة، كما قالت اللوحة في جزئها المسرحي، قبل أن تصدح أصوات الفنانين في نهايتها بالأغنية الأولى: أسعد شعوب الأرض في أسعد بلاد.. سبعة قلوب توحدت.. صارت فؤاد.. زايد تحت راية وفاهم ضمهم.. وتجسدت صورة لـ«روح الاتحاد».
وتواصل الحوار العائلي الإماراتي مع اللوحة الثانية التي تضمنها العرض، وسط متابعة الجمهور، الذي استمع إلى نقاش دار بين الزوجين، الأم والأب، حول الإبداع الذي حرص قادة دولة الإمارات على أن يكون الصفة المميزة لدار زايد، فتباهى كل من الزوج والزوجة في وصف ما تحفل به الدولة من إنجازات ارتقت بحياة السكان، ورسمت لهم مستقبلاً يمنحهم الراحة والسعادة. وأطل الفنانون في ختام اللوحة الثانية بأغنية جميلة خاطبوا فيها دولتهم، التي أبدعت قيادتها وشعبها، قائلين: مبدعة يا دار بو سلطان فعلاً مبدعة.. عالمك باخوان شمّا يالغلا ما أروعه.. واللي يتحقق من أمجادك وإنجازك كثير.. أكثر من اللي نشوفه فيك واللي نسمعه.
ولأن دولة الإمارات ظلت بفضل أياديها البيضاء الممتدة بالخير «علامة فارقة»، كما قالت اللوحة الثالثة من المسرحية الغنائية، فقد التقى أفراد العائلة الإماراتية على المسرح من جديد، ليتحدث كل واحد منهم عن الدور الإنساني لدولة الإمارات في مختلف أنحاء العالم، واصفين «إمارات الحضارة والحضور» بعقد الألماس الذي «صاغته أوفى القلوب»، كي تظل «ما مثلها دار في كل الوجود»، فيما تبعها الفنانون في حضورهم المتألق أمام الجمهور، وهم يغنون: في إمارات الأماني والأمان ينبض الإحساس في قلب الزمان.. دار حب ودار بر ودار خير.. والمكان يطيب باللي في المكان.. غيثها في كل وقت حين.. من إلى ما لا نهايات الزمان.
واختتم العمل في لوحته الرابعة بالاحتفاء بتسابق الشباب الإماراتي على الالتحاق بالخدمة الوطنية تعبيراً عن محبتهم لوطنهم، وحرصهم على الدفاع عنه، فظهر على المسرح الأب الذي يوصي أبناءه بالحفاظ على كل منجز في الوطن، فيما خاطبت الأم أبناءها بواجب التضحية من أجل الوطن، من الولادة وحتى اللحظة الأخيرة، كي تظل الإمارات عزيزة شامخة، وصدحت حناجر الفنانين في ختام الحوار بحب الوطن مرددة: «نادى الندا.. واحنا لمن نادى صدى.. يا حي هذا الصوت.. يا حي الندا.. داعي الوطن أغلى بشاير عمرنا.. كلنا فدا لهذا الوطن.. كلنا فدا.. عز الوطن نرخص له أيام العمر.. يامر ونحنا كلنا تحت الأمر.. والقايد اللي نعشقه.. يامر أمر.. وإلنا الشرف تحت أمره نخوض الردى».
وكما بدأ العمل بالنشيد الوطني لدولة الإمارات، اختتم كذلك بالنشيد ذاته، تعبيراً عن افتخار الشعب الإماراتي بهويته الوطنية، فيما انطلقت فور إسدال الستار على العرض، الألعاب النارية في سماء جزيرة العلم، بهجة واحتفالاً باليوم الوطني وتدشين المسرح بعمل سيظل ماثلاً في ذاكرة الجمهور. حضر العرض الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي، رئيس مكتب صاحب السمو حاكم الشارقة، ورئيس هيئة مطار الشارقة الدولي، علي سالم المدفع، والشيخة نوار القاسمي، مسؤولة الاتصال والبرامج العامة بمؤسسة الشارقة للفنون، والمدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، مروان بن جاسم السركال، ومدير منطقة الشارقة التعليمية، سعيد مصبح الكعبي، وعدد من المسؤولين وممثلي وسائل الإعلام وشخصيات من المجتمع المحلي في الشارقة.
ويندرج المسرح الجديد في جزيرة العلم ضمن المرحلة الثانية من عملية تطوير الجزيرة التي بدأت في شهر يونيو الماضي، والهادفة إلى تحويل جزيرة العلم إلى وجهة سياحية تضم عدداً من المرافق والخدمات، التي تشمل أيضاً معرضاً للفنون ومقهى، وستكون جاهزة لاستقبال الجمهور خلال الربع الأول من العام المقبل. ويتسع المدرج الجديد والمغطى بالكامل إلى نحو 1000 شخص، مع إمكانية إقامة منصات إضافية تتسع لعدد أكبر من الجمهور يمكن أن يصل إلى 2000 شخص في المناسبات والاحتفالات الوطنية والاجتماعية والثقافية والفنية. وقال مروان بن جاسم السركال، إن «الاحتفال باليوم الوطني تحت ظل علم دولة الإمارات، يعبّر عن التزام (شروق) بتعزيز الهوية الوطنية في مختلف وجهاتها ومرافقها المنتشرة في الشارقة، تقديراً لما قدمته الدولة لأبنائها وللمقيمين على أرضها من الأمان، والرخاء، والسعادة، على مدار الأعوام الـ43 الماضية»، مشيراً إلى أن رؤية وتوجيهات القيادة الحكيمة جعلت الإمارات بين الدول الأكثر نجاحاً وتقدماً، وقدوة لكل العالم، باعتبارها دولة للإبداع الذي يطال كل جوانب الحياة فيها».
سارية ارتفاعها 123 متراً
كان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قد افتتح جزيرة العلم، التي نفذتها «شروق» بالتعاون مع دائرة الأشغال العامة في الشارقة وعدد من الهيئات والإدارات الحكومية، في ديسمبر 2012، احتفاءً باليوم الوطني الـ41، إذ تضم الجزيرة سابع أعلى علم على مستوى العالم، يخفق على سارية ارتفاعها 123 متراً.
السركال: بُعد وطني وترفيهي
أكد المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، مروان بن جاسم السركال، أن «تدشين المسرح الجديد في جزيرة العلم خلال اليوم الوطني الـ43، يحمل بُعداً وطنياً وترفيهياً في الوقت نفسه، إذ تعد الجزيرة بأكملها معلماً وطنياً وسياحياً افتتحه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، احتفاءً باليوم الوطني الـ41 للدولة، لذلك فإن تدشين المسرح خلال هذا اليوم يأتي في إطار الاحتفالات بالإنجازات الوطنية المتواصلة على مدار الأعوام، كما أن المسرح سيكون مكاناً مثالياً لاستضافة الفعاليات والعروض الوطنية والترفيهية التي تقام في إمارة الشارقة».
يشار إلى أن «شروق» تأسست عام 2009 بهدف تحقيق إنجازات اجتماعية وثقافية وبيئية وتنمية اقتصادية على أساس الهوية العربية والإسلامية لإمارة الشارقة.