«الدار للدار» تهيمن على أجواء الحلقة السابعة

«البيت» نحو مليون مشـــاركة شعرية في دورته الثانية

صورة

ارتفعت وتيرة المشاركات في برنامج «البيت»، في دورته الثانية التي تقام في مدينة دبي للاستوديوهات، برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسط توقع المنظمين بأن يتجاوز عدد المشاركين حاجز المليون مشارك، مع ختام الجولات، بعد أن شهدت إقبالاً متميزاً في الجولات الأخيرة.

وسيطرت أجواء قصيدة «الدار للدار» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، التي أبدعها سموه مجاراة لقصيدة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم «الجار للجار»، على الأجواء، بعد أن تم عرضها في مستهلّ البرنامج.

الصورة تنبض بمعانيها

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/12/8ae6c6c54a58663f014a77f65d3d006b0.jpg

في كل إطلالة للصورة محور مسابقة «نبض الصورة»، التي تستعرض نخبة من إبداعات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، في مجال التصوير الفوتوغرافي، نبقى بصدد بوح آخر لمجال مختلف من الفنون، هو فن التصوير الضوئي، إذ يسعى الشعراء إلى مجاراته بأبيات تعبّر عما يستثيره من معانٍ. لجنة تحكيم «نبض الصورة»، وجدت نفسها هذا الأسبوع على موعد مع التقاطة لحالة إنسانية، قد تبدو مألوفة أو متكررة، لكن التوقف عندها، والإمساك بتلابيب اللحظة، في علاقته بالمكان، من خلال الصورة، يبقى تحدياً للمخيلات، وهو تحدٍّ رأت اللجنة، أن جماليات الصورة المفعمة بالتفاصيل والنابضة بمعانٍ ثرية، تزيد من صعوبته، حيث ستستقبل اللجنة المشاركات للإعلان عن الفائز بالجولة المقبلة.

وحصل شطر البيت: «نشري بحزن البارحة.. فرحة اليوم ما فيه فرحه ما دفعنا ثمنها»، للشاعر راكان السبيعي، على جائزة «الشطر»، بعدما تمكن من الحصول على التصويت الأكبر لأعضاء لجنة تحكيم «البيت».

ورداً على سؤال لـ«الإمارات اليوم» حول ما إذا كان برنامج «البيت»، الذي يقام بتنظيم من مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، يتطلع إلى تجاوز عتبة المليون مشارك خلال هذه الدورة، قال المنسق العام للبرنامج، الشاعر ماجد عبدالرحمن البستكي، إن «أسرة (البيت) تضع نصب أعينها في المقام الأول الحفاظ على السوية الفنية للبرنامج، وألقه الجماهيري، وتحقيق مبدأ الشفافية وتكافؤ الفرص، وهي عوامل من شأنها أن تزيد شعبية (البيت) بشكل تلقائي».

وكشف أن «عدد المشاركات يتجه إلى ملامسة حاجز الـ800 ألف مشارك، ونحن لانزال بصدد الحلقة السابعة، ما يعني أن رقم مليون، أضحى قريباً جداً، وتجاوزه خلال الحلقات الخمس المتبقية من عمر هذه الدورة، هو أمر منطقي جداً». وأكد البستكي أن اللجنة المنظمة بصدد إعداد إصدار يضم الأبيات التي تألقت خلال برنامج «البيت»، وهي أبيات تعد بمثابة الدرر الشعرية التي يمكن أن تكون بحد ذاتها نواة لعمل إبداعي مبتكر.

وتوجت الجولة السابعة بمشاركة الشاعر الفائز بشطر البيت، وهو راكان محمد السبيعي، إذ استطاع بمخيلته الجمع ما بين الحزن والفرح والماضي والحاضر.

وقال عضو لجنة تحكيم «نبض الصورة»، الشاعر عوض بن حاسوم الدرمكي، إن التفاصيل التي حملتها الصورة التي أطلقت الأسبوع الماضي قد تبدو بسيطة، إلا أن مساحة الإبداع فيها شاسعة. وعلى الرغم من أن الصورة لم تحتو على أشكال كثيرة سوى شجرة الغاف والطير والصحراء، إلا أن تنوع الطرح في الأبيات المؤهلة ما بين الألم والجانب الروحاني لم يكن لها حصر. وأوضح الدرمكي أن الشاعر متعب الشراري الفائز بمسابقة نبض الصورة عن بيته الشعري (ورّق من الشوق و(أشّر) للحمايم وقال: أحبابي «هناااك» عيروني جناحينكم) هو شاعر بامتياز استطاع توظيف دلالات من خارج الصورة ودمجها مع العناصر الموجودة فيها، ليقدّم لنا لغة مجازية انسابت بشفافية عالية وفتنة حالمة. هذا، وحلّ الشاعر الإماراتي علي السبعان وصيفاً لصاحب المركز الأول في مسابقة «نبض الصورة»، عن بيته الشعري «يوم كل باشهب بالبارود لقّم بندقه .. بنّدقك بارودها الأخضر ومخزنها حمام»، حيث أسعفه عمق بلاغته الشعرية في رسم صورة جمالية حملت معاني السلام والمحبة من خلال البندقية، فقد شبّه الشجرة بالبندقية والبارود بالجذوع المتفرعة عن الشجرة، أما مخزنها فهو الحمام.

وأبدى عضو لجنة تحكيم مسابقة الشطر، الشاعر محمد المر بالعبد المهيري، إعجابه بالمستوى الفني للمشاركات بشكل عام، في ما يتعلق بالأشطر المتأهلة إلى الشاشة الذهبية خصوصاً، مضيفاً «جاءت الأشطر منسجمة مكونة أبياتاً رائعة، مدهشة في البيان، جزلة السبك في الفكرة والكلمة»، مبيناً أن هذا الأمر أفضى إلى تنوع في اختيارات أعضاء لجنة التحكيم للشطر الفائز».

وجاء التجديد الذي تم إدخاله على البرنامج هذه الدورة من خلال استضافة قامات شعرية، ليمنح «البيت» ألقاً مضاعفاً. وقال الشاعر ناصر السبيعي، إن «البيت» برنامج ذكي ومختلف بكل المقاييس، إذ استطاع توظيف وسائل التواصل الاجتماعي، وكسر الصورة النمطية المعتادة والمتمثلة في بروز مواهب شعرية جديدة من خلال وسائل الإعلام التقليدية من مجلات وصحف وغير ذلك. وكان السبيعي قد اختار الشطر الفائز ضيف الحلقة «للحين تسألني اخاف الفرح ليش ما فيه فرحه ما دفعنا ثمنها» وصاحبه الشاعر فلاح أحمد الجربا.

ورأى أن الجولات المقبلة مرشحة لأن تبقى أكثر إثارة، نظراً لأن العديد من المشاركين يتفاعلون مع الأشطر المطروحة، بعد أن يكونوا قد تشبعوا بالتعاطي مع فعاليات البرنامج.


ماجد البستكي: «الصورة اختلفت»

 

قال مدير الاتصال والإعلام في مكتب سمو ولي عهد دبي، الشاعر ماجد البستكي، الذي يقوم بجهود التنسيق العام في البرنامج، إن «الراصد لساحة الشعر النبطي محلياً وخليجياً بشكل عام، سيصل إلى نتيجة مؤداها أن صورة التعاطي مع هذا النتاج، الذي يحمل قيمة مهمة من جوانب الهوية الثقافية المرتبطة بالبيئة والتراث قد اختلفت، وأضحت أكثر تفاعلية».

وأضاف «أحد الأشكال التي حافظت على العلاقة بين المبدع والمتلقي في ساحة النبطي هي الأمسيات الشعرية، والملتقيات الإبداعية، والدواوين المكتوبة، وعلى الرغم من أن علاقة النتاج الشعري النبطي بالإعلام، سواء التلفزيوني أو المكتوب أو الإذاعي، قديمة ووطيدة، إلا أن الشكل الجديد الذي ظهر به (البيت) كسر هذه النمطية، وأسهم في اجتذاب وتشجيع قطاع عريض وشرائح متنوعة، بعضها هاوية أو مجيدة لإبداعه، وبعضها متذوقة ومستمتعة بهذا النتاج».

ولفت البستكي خصوصاً إلى نجاعة فكرة الاستعانة بالتقنية، ووسائل الاتصال المعاصرة، في التواصل مع المشاركين، وكذلك الجمهور الذين يثرون بآرائهم وتعليقاتهم جهود تطوير «البيت».

تويتر