مجموعة الصور الفوتوغرافية ملحقة بتسجيلات صوتية. من المصدر

واعدون يبتكرون حكايا في «بينالي الشارقة»

تبرز مجموعة من الصور الفوتوغرافية الملحقة بتسجيلات صوتية، يعرضها بينالي الشارقة للأطفال، في دورته الرابعة؛ عن مواهب مبدعة في مجال رواية القصص الخيالية، تبشر بمستقبل مشرق لهؤلاء الأطفال في مجال الأدب والسينما على حد سواء.

«الجني المخيف»

أطرف الحكايا يرويها أصغر الأطفال وأكثرهم قدرة على إبراز موهبته، من خلال أدائه الصوتي المرافق لأسلوبه الطفولي في رواية القصة التي اخترعها، وأطلق عليها اسم «الجني المخيف»، إذ يعيش هذا الكائن الغريب في مغارة تحت الماء بأميركا، وكان يذبح كل المخلوقات على مدار التاريخ، حيث وجد الماموث وقتله، ووجد الديناصور وقتله أيضاً، حتى الإنسان، والملك، والحراس.. كلهم أجهز عليهم، إلى أن استبدلت يده التي يبطش بها بأخرى مصنوعة من الريش. ولم تخل أجزاء القصة من صوت الهمهمات المخيفة، والصراخ المرعب، الذي كان يصدره الطفل، راوي القصة، لجعل المستمع يعيشها وكأنها حقيقة واقعة.

وتضم القاعة صوراً لأطفال وفتيات، تراوح أعمارهم بين ستة و12 عاماً، يرتدون ملابس غريبة لشخصيات خيالية ابتكروها بأنفسهم، واستخدموا في تصميمها الريش الاصطناعي، والشعر المستعار، في محاولة منهم لتقريب صورة الشخصية التي يحكي كل واحد منها قصتها من خلال السماعات الموجودة أسفل كل صورة، إلى ذهن المستمع، وجذبه إلى عالمهم الذي يكشف عن تمتعهم بمهارات عالية في السرد القصصي.

ويروي أحد الأطفال في قصة «القرصان الطائر»، وبأسلوب بريء، حكاية قرصان طائر يحب أكل الدببة والفيلة، ويعيش بالجبال المطلة على البحر في كهف خاص، ويصف نفسه بالكائن الذي لا يحب السباحة، ويكره الماء والحيوانات الصغيرة. وتبدو قصته غير محكمة الحبكة رغم سعة الخيال الواسعة التي يتمتع بها، والقدرة على وصف الطبيعة البكر، في مشاهد تجعل أذن المستمع تتخيّل المكان، بموقعه وشخصياته، بلا صور أو مشاهد. وإلى جانبه، صورة لطفلة ترتدي شعراً مستعاراً أصفر، وضعت عليه تاجاً تتوسطه جوهرة حمراء، وجعلت لنفسها ريشاً ناعماً أبيض اللون، حيث تحكي قصة «الأميرة الطائرة» التي تلعب مع الدجاجة والعصفورة والسلحفاة، وتحب أن تطير في الهواء لتكتشف جمال الطبيعة، كما تحب أن تسبح في حوض من الشوكولاتة التي تعشقها بشدة. فيما اختار طفل ثالث أصغر عمراً، أن يروي قصة «القرصان النمري» الذي لا يكره أحداً، ويتمنى أن يكون شرطياً! وتتلخص القصة في أن القرصان كان يحب صيد السمك، وحدث مرة أن اصطاد كمية منه، فشواها وأكلها وذهب إلى بيته ونام.

ويتسع أفق الخيال في حكاية أخرى لفتاة وضعت لنفسها أجنحة من الريش الزهري وتاجاً يناظره في اللون والجمال، فتروي قصة فتاة سمّتها «أميرتي الصغيرة»، كانت تعيش في بيت بالغابة، لونه برتقالي وأحمر، ولديها صديقة جميلة هي «البطة»، وكان هناك كلب يهدد الأميرة الصغيرة والبطة وأصدقاءهما، وكانوا جميعاً يخافون منه لأنه سيأكلهم لو وقعوا بين يديه. فتفكر الأميرة الصغيرة في حيلة للتخلّص من الكلب، فتحضر عظمة صغيرة وتلقيها في مكان بعيد، فيذهب الكلب وراء العظمة ولا يتمكن من العودة، ليعيش الجميع بأمان وسلام.

ولا يفارق حلم «الأميرات» الفتيات الصغيرات، حين تحكي طفلة وضعت لنفسها أذنيّ أرنب وأنف هرة، قصة «الأميرة المسحورة» التي تعيش في وسط حقول الفراولة، وكانت تتخذ من الفراشات والورود أصدقاء لها، وتتمنى أن يكون كل شيء في العالم مصنوعاً من الفراولة. ومع الأيام تكتشف الأميرة المسحورة أن الفراولة انتهت، ولم يبقَ في الحقل حبة واحدة منها، فتذهب إلى بيتها وتجد بذور تفاح وكرز فتزرعها، لتنبت وتثمر ومن ثم تأكل ثمراتها كلها، وفي النهاية لا تجد أمامها شيئاً للأكل إلا العسل.

يذكر أن بينالي الشارقة للأطفال، الذي يقام بتنظيم من إدارة مراكز الأطفال، بالتعاون مع إدارة متاحف الشارقة؛ ويختتم في التاسع من فبراير المقبل، هو أول بينالي مخصص للأطفال في الإمارات ومنطقة الخليج العربي، واتسع نطاقه ليأخذ بُعداً عالمياً يستقطب الأعمال الإبداعية وينطلق بها إلى مجالات أكثر تألقاً.

 

 

الأكثر مشاركة