زار المعرض وأثنى على الدور الذي تقوم به جائزة الشيخة منال للفنانين الشباب في إثراء الحياة الثقافية

محمد بن راشـد: الفنون ترتقـــي بالإنسان وتنـشـــر قيم الجمال

صورة

زار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، معرض جائزة الشيخة منال للفنانين الشباب في دورته التاسعة، والذي يقام في «سيتي ووك» في دبي، بمشاركة نخبة من المبدعين الشباب.

وأعرب سموه عن تقديره للدور الذي تسهم به الجائزة في إثراء الحياة الثقافية والإبداعية في الدولة منذ انطلاقها، وتشجيع الشباب على التنافس في إطلاق طاقاتهم الإيجابية المتجسدة في أعمالهم، بما للفنون الإبداعية من تأثير في الارتقاء بالإنسان وإفشاء قيم الجمال والإبداع في المجتمع.

منال بنت محمد آل مكتوم:

• «الفن لغة عالمية، وأداة رائدة للتواصل بين الثقافات، وأبصرت الجائزة النور من أجل ملء هذا الفراغ».


مستويات ومعانٍ

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/01/253860.jpg

أثنى سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم على المستوى العالي الذي تمتعت به الأعمال الفنية المشاركة. وأعرب عن تقديره وإعجابه بالوسائل والأساليب المستخدمة التي تضمنت موضوعات مختلفة، وانطوت على عدد من المستويات والمعاني.


لجنة التحكيم

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/01/253633.jpg

 

تضم لجنة تحكيم الجائزة التي سيعلن عن الفائزين فيها نهاية ينايرالجاري، نخبة من المتخصصين والفنانين الممارسين من المجتمع الفني والمحلي والدولي، من بينهم: المفوضة الرسمية للجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة في بينالي فينيسيا 2013 الدكتورة لميس حمدان، والفنانة الإماراتية فاطمة لوتاه، والأمين المساعد لمتحف جوجنهايم أبوظبي ريم فضة، ومديرة معرض آرت دبي أنتونيا كارفر، ومدير معرض أيام التصميم دبي سيريل زاميت.


مشاركات وطبيعة أعمال

قالت مديرة المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، منى بن كلي، إن الجائزة مفتوحة للمواطنين والمقيمين في الإمارات، لكن هناك تزايد في مشاركة الأجانب المقيمين في الدولة، الأمر الذي يفسر التطور في عدد المشاركات وطبيعة الأعمال. واعتبرت أن قسم التصميم هو من الأقسام الجديدة التي أطلقت منذ عامين، وأن هذه الإضافة كانت بهدف جعل بعض المشاركات تندرج تحت خانة التصميم، كونها لم تكن متجهة لنمط الفن التشكيلي أو المجسمات. ورأت بن كلي أن أهمية الجائزة تكمن في كونها محط اهتمام الكثيرين، وباتت ذائعة الصيت، كما أن بعض الجامعات في الإمارات أدخلت الجائزة ضمن البرنامج التدريسي، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على نجاحها وأهميتها.


جائزة الجمهور

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/01/253790.jpg

تمنح الجائزة الفرصة للجمهور لاختيار العمل الأقرب إليهم أو الأفضل برأيهم، إذ إنه يمكنهم التصويت على العمل الأفضل عبر الموقع الخاص بالجائزة، ضمن فئة «جائزة اختيار الجمهور». وتعد هذه الجائزة هي الوحيدة التي لا علاقة للجنة التحكيم بها، إذ يتم الاعتماد على نسبة التصويت فقط. يذكر أن المعرض يستمر حتى 24 يناير، ويمكن للجمهور اختيار العمل والتصويت عليه حتى انتهاء المعرض.

وأشاد سموه خلال جولته في المعرض بالقدرات الفنية والإبداعية التي تتميز بها الأعمال المشاركة، وتبادل الحديث مع الفنانين الشباب حول أعمالهم ومضمونها والأفكار التي تعبر عنها، وحثهم على العمل على صقل موهبتهم واستكشاف الكامن من قدراتهم وإطلاق العنان لإبداعاتهم، متمنياً للجميع كل التوفيق في مسيرتهم الإبداعية.

وكان سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس نادي دبي الدولي للرياضات البحرية، قد افتتح المعرض بحضور نخبة من كبار الشخصيات وأعضاء لجنة تحكيم الجائزة، وأعضاء مجلس إدارة مؤسسة دبي للمرأة، والمختصين في الفن على المستويين المحلي والدولي، بالإضافة إلى ممثلي وسائل الإعلام المختلفة. وأثنى سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم على المستوى العالي الذي تمتعت به الأعمال الفنية المشاركة، وأعرب عن تقديره وإعجابه بالوسائل والأساليب المستخدمة والتي تضمنت موضوعات مختلفة، وانطوت على عدد من المستويات والمعاني. وأشار سموه إلى أن المستوى الراقي للأعمال المشاركة يمثل شاهداً حيّاً على الجهود الحثيثة التي تبذلها سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، في سبيل تعزيز أهمية ونشر الفنون والثقافة في المجتمع، من خلال إطلاق المبادرات والمشروعات الفنية المختلفة.

وبين الألوان والتصوير والفيديو والمجسمات تزخر «سيتي ووك» بالأعمال الفنية التي بلغ عددها 50 عملاً، والتي عرضت ضمن المعرض الذي يجمع الأعمال المتأهلة لجائزة الشيخة منال للفنانين الشباب.

حمل المعرض العديد من الأعمال المتميزة في أفكارها وموادها، إذ إن الشباب المشاركين لم يكتفوا بالألوان، أو المواد المألوفة في التجسيم، بل أبرزت مجموعة كبيرة من الأعمال روح الشباب وتطلعاته في الفن، وجمع المعرض الأعمال التصويرية التي أبرزت جوانب شخصية وعاطفية، أو أفكاراً تحاكي العصر من خلال العمارة والأبنية.

وقالت سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم: «نحن نؤمن بالدورالذي تقوم به الفنون في المجتمعات، وذلك لأن الفن لغة عالمية، وأداة رائدة للتواصل بين الثقافات، وقد أبصرت الجائزة النور من أجل ملء هذا الفراغ». وأعربت عن كون الجائزة باتت على مدى السنوات التسع واحدة من الجوائز المهمة التي تشكل انعكاساً للإمكانات الخلاقة في دولة الامارات. وأثنى سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم على المستوى العالي الذي تمتعت به الأعمال بعد الجولة التي قام بها، معرباً عن إعجابه بالوسائل التي استخدمت في الأعمال.

وقالت مديرة المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، منى بن كلي لـ«الإمارات اليوم»، إن «ما يميز الدورة الحالية هو مستوى الأعمال التي قدمت، والتي كانت متطورة جداً، كما قارب عدد المشاركين في الدورة 9000، وكان الاختيار عملية انتقائية صعبة، تمكنا من خلالها من اختيار 50 عملاً لتكون في المرحلة النهائية التي سيتم من خلالها اختيار الفائزين».

الفنان الأردني عماد عرنقي، الذي قدم فيديو بعنوان «الاضطراب»، حاول أن يوضح في عمله مفهوم الاضطراب من خلال مشاهد غير مترابطة. وأشار الى أن مروره بالاضطراب في مرحلة من حياته، هو الذي جعله يعبر عن هذه الحالة من خلال فيلم صوره في مدة وصلت الى أربعة أسابيع. وأكدت السورية سما عروق، وعملها بعنوان «التجلي»، أنها حاولت أن تبرز من خلال العمل التناظر بالطبيعة، فقد قدمت من الخشب المحروق عملها التركيبي. وقالت عن العمل: «استخدمت خشب الفينير الرقيق، إلى جانب البلاستيك، والطلاء الذي منحت من خلاله الخشب الإيحاء بأنه محروق»، موضحة أن حرق الخشب لن يجعله يبدو متناظراً.

من جهتها، قدمت الإيرانية صدف رضائي، عملاً تصويرياً بعنوان «يوم في حياة جدتي»، أظهرت من خلاله صورة لجدتها التي تعاني الزهايمر. ولفتت الى أن عملها كان صعباً جداً، لاسيما أنها تتعاطى مع موضوع عاطفي وشخصي، خصوصاً أنها حاولت أن تنجز العمل في الوقت الذي سبق تدهور الحالة الصحية لجدتها.

محمد الجبوري، العراقي الأصل، قدم لوحة بعنوان «آفاق دبي»، التي جمعها من خلال مجموعة من الصور لأبراج دبي، واستخدم من خلال برنامج «الفوتوشوب» الصور وأخرجها بشكل شفاف، كناية عن التطور العمراني المتجدد والدائم في دبي.

أما ندى الملا، السعودية الجنسية، والتي تدرس في الجامعة الأميركية في الشارقة، فقدمت لوحة بعنوان «تعاونوا»، تقوم فكرتها على البناء الهندسي للأشكال، فتجسم من خلالها صيغ التعاون. وبررت الملا، التي تدرس العمارة، توجهها الى الفن بكونه يرتبط الى حد كبير بالعمارة، وأن المجالين لا ينفصلان كثيراً عن بعضهما، لكن الفن يظهر جانباً كبيراً من الشخصية، ونوهت بأنها تعتزم الاستمرار بالعمل في الفن، وأن المشاركة في الجائزة هي نقطة البداية لها. وشاركتها الرأي سالي مسعود، التي تدرس في الجامعة ذاتها، إذ لفتت إلى أنها سعت من خلال عملها التصويري الى إبراز كيفية قيام المرء بتقييد نفسه من الداخل، ظناً منه أن ما يقوم به هو الصحيح. الفلسطينية زينة الخياط تلتفت إلى تفاصيل الطبيعة، فهي تبحث فيها وتحاول أن تبتكر أشكالاً جديدة منها، كأنها تحاول أن تكتشف العالم بعين جديدة ومختلفة. وشددت على أن المشاركة في الجائزة مهمة لكل المشاركين.

أما الأردنية رناد حسين فقدمت تصميماً يحتوي طاولة من الأسمنت، وداخلها شمعة، مستخدمة الأسمنت الذي صبته على شكل طاولة إلى جانب الخشب، مع بعض النقوش الاسلامية، بينما الشمعة تمثل التوازن. وتجسد الطاولة طاولة القهوة، التي تعد من التقاليد في المجتمعات العربية، فيما يصل وزن الطاولة إلى 150 كيلوغراماً. أما الإماراتية أروى أحمد سلامة، التي تدرس الفنون الجميلة، فشاركت من خلال لوحة تعرض فيها مشاعر الناس حين يقفون أمام البحر. وشددت على أن الناس غالباً ما ينظرون إلى البحر بطريقة عاطفية، لذا حاولت أن تقدمها من خلال هذا المشهد الذي يجسد الوجه والبحر وبعض الكتابات، خصوصاً أن هناك علاقة خاصة تربطها بالبحر من خلال جدها الذي كان بحاراً ووالدتها التي كانت تغوص.

تويتر