بيانه الختامي أيَّد خطوات الإمارات للحفاظ على أمنها

اتحاد الكتّاب العرب: الحرية صمّام الأمان في مواجهة الإرهاب

صورة جماعية لأعضاء المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب في اليوم الختامي لاجتماعاتهم التي أقيمت في أبوظبي. من المصدر

أكد المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب تأييده للخطوات التي اتخذتها وتتخذها دولة الإمارات العربية المتحدة للحفاظ على أمنها، وضمان استقرارها، واستمرار نهضتها وتنميتها، خصوصاً ما اتخذته من إجراءات لمواجهة الإرهاب ومن يدعمونه، وتأييده لموقف الإمارات والتأكيد على حقها الثابت في استرداد أراضيها، بكل السبل، وإدانة الاستمرار في احتلال جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، باعتبارها جزءاً عزيزاً من دولة الإمارات، وإدانة ما تقوم به إيران من تغيير لهويتها العربية. وشدد البيان الختامي الصادر عن اجتماعه في أبوظبي خلال الفترة بين 20 إلى 22 يناير الجاري، برئاسة الأمين العام للاتحاد، محمد سلماوي، والوفود الممثلة لاتحادات وروابط وجمعيات الأدباء والكتاب العرب، على أن قضية فلسطين هي رأس القضايا العربية وطليعتها، ولابد من استعادة الحضور لهذه القضية، بما يليق بأهميتها في هذه اللحظة التي تتعرض لها فلسطين للعدوان على جميع الصعد.

برقية شكر لقيادة الإمارات

رفع المكتب الدائم في ختام اجتماعاته برقية شكر إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة المضيفة، وكبار المسؤولين بالدولة، لدعمهم واحتضانهم لهذا الاجتماع، بعد تعذر انعقاده في الكويت المضيف الأصلي، والبحرين المضيف الاحتياطي.

ووافق المجتمعون على مقترح وفد الإمارات بتخصيص عام 2015 عاماً للمفكر والناقد المصري لويس عوض، وتخصيص عام 2016 عاماً للغة العربية، واختيار يوم الحادي عشر من ديسمبر من كل عام يوماً للكاتب العربي.

كما وافق المكتب الدائم على قرارات عدة، هي: اعتماد الدعوة المفتوحة التي قدمها د.حسين جمعة، رئيس اتحاد الكتاب في سورية، لأعضاء المكتب الدائم لزيارة دمشق في الموعد الذي يحدده الأعضاء. والموافقة على اقتراح اتحاد كتاب المغرب، واتحاد كتاب وأدباء الإمارات، على تكريم المترجم العربي الفلسطيني صالح علماني، أثناء اجتماع المكتب الدائم في طنجة نهاية مايو المقبل، وفي المؤتمر العام 26 في أبوظبي نهاية هذا العام، مع تأكيد اتحاد كتاب المغرب على استضافته للاجتماع المقبل للمكتب الدائم في نهاية مايو المقبل بمدينة طنجة، كما تم اختيار موضوع «الدين والسياسة: نحو تجديد الخطاب الديني» موضوعًا للندوة الفكرية المصاحبة لاجتماع طنجة.


إعلان أبوظبي

أصدر المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، للمرة الأولى «إعلان أبوظبي»، تضمن محاور عدة، من أهمها: دعوة الأدباء والمفكرين والمثقفين والفنانين إلى الاضطلاع بالمسؤولية، والقيام بالدور المنوط بهم، وبما يليق بالثقافة العربية في مواجهة سياقات الإلغاء والإرهاب والتكفير، تأكيداً على الحريات، وإن الحرية الفردية ليست بديلاً عن حرية الدولة، واستنهاض مقومات الثقافة العربية المشتركة ومكوناتها، خصوصاًُ التأليف والترجمة، تعريفاً بأمتنا العربية، وتقديم صورتها إلى الغرب بما يليق بإرثها المعرفي والحضاري، إضافة إلى دعوة الاتحادات القطرية إلى تفعيل المشاركات الخارجية في مجالات الثقافة والآداب والفنون.

ودعا «إعلان أبوظبي» المؤسسات الثقافية إلى بذل المزيد من العناية بالمثقفين والمفكرين والأدباء والكتاب والفنانين، بما يضمن حريتهم وكرامتهم، ويحمي إنتاجهم من السطو والاستغلال والاستلاب. كما دعا المثقفين والمفكرين والكتاب والأدباء إلى تقبل النقد الموضوعي، وتطبيق القيم التي يدعون إليها تطبيقاً عملياً، باعتبارهم قدوة لغيرهم. إلى جانب العمل على تعظيم دور الثقافة الشاملة في عملية التنمية المستدامة، وإبراز الروابط المشتركة والعضوية ما بين الثقافة والتنمية.

وأشاد البيان، الذي صدر مساء أول من أمس، بالتجربة التونسية بداية من ريادتها في حدث الحراك الاحتجاجي العربي التاريخي، وصولاً إلى تصحيح مسار الثورة بشكل حضاري، انتهى بانتخاب مؤسساتها الدستورية، دون الوقوع في فخ العنف والصراع. مع توجيه التحية إلى مصر لما أنجزته من استحقاقات ديمقراطية ينبغي دعمها وحمايتها من أجل تحقيق الاستقرار، وبناء دولة الحرية والعدل. لافتاً إلى أن ليبيا تتعرض لأخطر المؤامرات من قبل قوى الهيمنة الغربية.

وأشار البيان إلى أن حرية الكاتب وحرية الكلمة وحرية الرأي هي صمام الأمان أمام العالم أجمع ضد نمو خلايا وبؤر الإرهاب، ليس في العالم العربي وحده، بل في كل أرجاء العالم الذي يشهد عربدة التكفيريين، الذين يتزيون بزيّ الدين لتحقيق أهداف لا علاقة لها بصحيح الدين ولا بمبادئه السمحة. مع إدانته كل أشكال الإرهاب، أياً كان مصدره، وإدانة الهجمة الشرسة التي تشنها دول في الغرب ضد العرب والمسلمين، تستهدف عقيدتهم، تحت ستار زائف هو «حرية الرأي».

وفي ما يتعلق بالأوضاع في سورية، أشار البيان إلى ضرورة الحفاظ على تراث سورية، وإدانة كل أشكال التكفير الإرهابي التي تطال وحدة الأرض والشعب، وضرورة التمسك بثقافة المقاومة، وتشجيع ودعم الحوار السياسي السوري ــ السوري، للوصول إلى حل يجنب سورية الخراب، ويوقف التدمير والقتل فيها.

ودعا المكتب الدائم في بيانه إلى ضرورة مواجهة ما يحدث في العراق، والتصدي للهجمات الإرهابية الشرسة المنظمة التي تستهدف العقل العراقي ومنجزه الحضاري. ودان ما يحدث في اليمن من استهانة بالأرواح والدماء، ومن تدهور وشلل في أمن البلاد، وتحميل الفرقاء السياسيين المسؤولية عما يحدث للبلاد من انزلاق للفوضى العامة وانهيار للدولة، ومناشدتهم الانتصار لليمن أولاً، ولقيم الحوار والتسامح والتعايش.

وشدد البيان على ضرورة احترام علاقات حسن الجوار بين الدول، وشجب التدخل السافر لإيران في الشأن الداخلي لمملكة البحرين.

وعبّر المكتب الدائم عن تقديره لجهود السودان لإثراء الحوار الوطني والمجتمعي لتوحيد الصف حول الحلول العملية والناجعة لإحلال السلام في مناطق النزاع، والتداول السلمي للسلطة بين كل أبناء الوطن الواحد.

وأكد البيان الأهمية البالغة لمؤتمر فلسطين، المزمع عقده في الأشهر القريبة التالية في القاهرة، دعماً للقضية الفلسطينية، القضية المحورية في العالمين العربي والإسلامي، والذود عن حقها في الحرية والحياة، واستعادة أرضها السليبة وعاصمتها القدس الشريف.

وعبّر المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في تقرير حال الحريات في الوطن العربي، الذي أصدره عقب الاجتماعات، عن قلقه من الانتهاكات المستمرة لحريات الفكر والتعبير. ورصد المكتب الدائم من خلال التقارير الواردة إليه من الاتحادات والروابط والأسر والجمعيات عدداً من الانتهاكات، من بينها: توقف العمل بالقوانين المنظمة للحريات العامة والحقوق المدنية والمعايير الواردة في الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، وظهور الفتاوى التكفيرية التي تصدرها قوى الظلام للمبدعين في أنحاء كثيرة في الوطن العربي، وتهديدهم عند نشر مؤلفاتهم، وتعرضهم وأسرهم لمضايقات تصل إلى أقصى الحدود بعد نشر تلك المؤلفات، إضافة إلى نشر البيانات الظلامية من التنظيمات التكفيرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بوصفهم بعض الشعراء والكتاب بالزندقة والفسوق، ومطالبتهم بالعودة من ردتهم، والدخول في الدين الإسلامي من جديد.

وعبّر التقرير عن قلقه من تغلغل الطائفية السياسية في كل مفاصل الثقافة، ما يهدد وحدة الكتاب والأدباء، وتفريق شملهم، وتحويلهم إلى خنادق صراع، بدل أن يكونوا وسائط معرفة واستقرار وتوحيد.

ودان التقرير الأعمال التي يقوم بها العدو الصهيوني بحق الكتاب والأدباء والصحافيين الفلسطينيين، من اعتداءات متكررة، وإغلاق للمؤسسات الثقافية، سعياً لطمس الهوية العربية، ومصادرة حق المثقف في الدفاع عن قضية الأمة العربية. والاستمرار في حبس الكتاب والأدباء دون محاكمات، وعدم توافر الرعاية الصحية لهم، وعدم الإسراع في محاكمتهم كأحد أركان الحق في المحاكمة العادلة، وكذلك استمرار حبس الكتاب والصحافيين احتياطياً على ذمة قضايا يواجهون فيها تهماً بنشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، وكذا بالتظاهر والتجمهر وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة.

تويتر