«ذاكرة مُنتهكة» تجمع أبوالنجا وديبا في «موجو»

عمل للفنان محمد أبوالنجا. من المصدر

يقدّم معرض «ذاكرة مُـنتهكة» مجموعة من الأعمال المميزة لكل من الفنان محمد أبوالنجا من مصر، والفنان فييه ديبا من السنغال، وذلك في إطار يعكس الالتزام المستمر لصالة العرض «موجو غاليري» تجاه اكتشاف خبايا الفن المعاصر من إفريقيا، وتسليط الضوء على علاقته وتأثيره وإسهاماته في إثراء اللغة العالمية للتعبير الفني.

وعلى الرغم من أن هذين الفنانين يأتيان من جزأين مختلفين من القارة الإفريقية، فإن بينهما قواسم مشتركة في مستويات عدة موضوعية وجمالية. ويتجلّى ذلك بشكل رئيس من خلال الدور الذي تلعبه «الذاكرة» كركيزة تصوّرية ذات تأثير واضح في أعمالهما الفنية، بل وأيضاً في اختيارهما للوسائط الفنية الخاصة. كما أن استخدام المواد يستأثر بجزء جوهري وشامل في أعمالهما الفنية، ويسهم أيضاً في إرساء جسر للحوار والمشاركة الانفعالية بين كلا العملين من شمال وغرب إفريقيا. إن استخدام فييه ديبا للمواد الخام والمعدّلة والمعاد تدويرها يثير تساؤلات عدة حول الأهمية الاجتماعية والبيئية، في حين أن استخدام أبوالنجا للأوراق المصنوعة يدوياً ببراعة في سلسلة من الأعمال الفنية يأتي مُثقلاً بالخطابات التاريخية والسياسية.

ويظهر في جوهر العمل الفني لأبوالنجا رمز يعكس بأبعاده الأهمية الدينية والثقافية والسياسية للمنطقة، ألا وهو شجرة الزيتون. وبتسخيره لمهاراته كفنان وصانع بارع للورق، ابتكر أبوالنجا قطعاً تسرد قصتها بإلهام وجرأة وطلاقة، بل بنظرة شمولية وعميقة. أما القطع الفنية التي ابتكرها، فتحمل بين طيّاتها مظاهر الاستعجال في طرح التساؤلات مع مزيج مُتقن من المواد، والأجسام ثلاثية الأبعاد، والألوان والعلامات، ما يأخذ المشاهد في رحلات مجازية تصوّر القضايا المهمة على الصعيدين الإفريقي والعالمي. إن التداخل بين هذه العملين الفنيين يتيح فرصة مذهلة للمشاركة في حوار فني بين فنان يتحدث العربية من شمال إفريقيا، وفنان آخر يتحدث الفرنسية من غرب إفريقيا. والهدف الأسمى يكمن في اكتشاف دور الفن المعاصر في سد الفجوة بين الثقافات والمُدركات المتنوّعة.

 

تويتر