«اغتيال الحضارة».. استكمال تدمير الذاكرة العراقية
نظّم المركز الثقافي العراقي في بيروت، بالتعاون مع مركز حمورابي للبحوث والدراسات الاستراتيجية، ندوة عن «اغتيال الحضارة»، تناولت الأبعاد السياسية والفكرية والقانونية لجريمة «داعش»، وتدمير الآثار العراقية في الموصل.
بينما قال الدكتور جواد البكري، من مركز حمورابي، إن «موضوع ندوتنا ليس عراقياً، وإنما يخص الإنسانية جمعاء، ونحمل مسؤولية تدمير إرث تاريخ العراق للاستراتيجية الإسرائيلية، بدءاً من المرحلة الأميركية عام 2003 ثم المراكز اليهودية، وحالياً ما قام به (داعش) في العراق، فالأميركيون سرقوا ذاكرة العراق، وشاركت في ذلك مراكز أبحاث أميركية، ومركز هوفر في كاليفورنيا يسعى منذ إنشائه 1901 إلى نقل الإرث اليهودي من العراق إلى متحف إسرائيلي». ولفت إلى «جرف (داعش) لآثار نمرود الآشورية، فهل هناك رسالة يريد (داعش) إيصالها إلى العالم أم تكون لأهداف أخرى، وما دور مافيات الآثار العالمية في دفع (داعش) إلى هذه المهمة؟».
وقال الدكتور عبدالحسين شعبان، إن «الثور المجنح كان يبكي، فهل للحجر روح، وهل رأيتم الثور المجنح وعلى شفتيه تلك الابتسامة الساخرة من أصحاب غلاظ القلوب؟ وهل سمعتم كيف كانت الضحية تسخر من الجلاد؟ إن السخرية أحياناً وسيلة من وسائل المجابهة، لكن إنها السخرية السوداء».
وأشار إلى أن «الذين عملوا على جرف النمرود هم أنفسهم من قطعوا رؤوس 21 قبطياً مصرياً، وهم أنفسهم الذين استباحوا المسيحيين والأزيديين، ودمروا الكنائس والمساجد، واستهدفوا البشر والحجر والغذاء والدواء والأمن الغذائي والاجتماعي والفكري، وكل ما له علاقة بالأمن الإنساني». وشرح معنى تمثال الثور المجنح، وقال: «ظل هذا الثور منتصباً 3000 سنة، إلى أن وصل المتوحشون فعملوا في جسده ورأسه تقطيعاً». وأوضح أن «متحف الموصل أنشئ عام 1952 وأغلق بعد الاحتلال مباشرة ليعاود فتحه عام 2012، وفي نينوى وحدها يوجد 1800 موقع أثري، بدءاً من الحضارة الآشورية وصولاً إالعربية». وكشف أن «في العراق 12 ألف موقع أثري، ونصف مليون قطعة أثرية، وأخطر ما تعرض له العراق هو نهب آثاره وتدمير ثورته العلمية والأدمغة المفكرة». وحمّل المسؤولية لقوات الاحتلال، وفقاً لقواعد القانون الدولي، وحمل المسؤولين في العراق مسؤولية عدم حماية الآثار.
من جهته، تحدث الأستاذ في جامعة بغداد والأخصائي في علوم الآثار، الدكتور حيدر فرحان عن «أخطر جريمة ارتكبها الاحتلال الأميركي من خلال سرقته آثار العراق، وما يقوم به (داعش) المتحالف مع إسرائيل وأميركا أخطر بكثير».