فرسان وخيول وعيادات القافلــة الوردية تستعد لمسيرة التوعية والأمل
تنطلق غداً مسيرة فرسان القافلة الوردية لهذا العام بمشاركة أكثر من 100 فارس وفارسة، سيجوبون إمارات الدولة السبع، انطلاقاً من إمارة الشارقة، وانتهاءً بالعاصمة أبوظبي في 25 الجاري، حيث يشارك 10 فرسان في كل يوم من أيام المسيرة، وحسب المنطقة الجغرافية الأقرب إلى مكان إقامة الفارس. ويستمر نشاط المسيرة يومياً بين سبع وثماني ساعات، يقطع المشاركون خلالها بين 30 و40 كيلومتراً.
سعادة شعب الإمارات جاء إطلاق القافلة الوردية برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبدعم وتوجيهات قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الرئيس المؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان وسفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان للإعلان العالمي للسرطان، ليؤكد استراتيجية دولة الإمارات في التزامها بسعادة شعبها والمقيمين على أرضها، من خلال المحافظة على صحتهم وسلامتهم البدنية والنفسية ليكونوا أفراداً فاعلين في مجتمعهم. وتعتبرالقافلة الوردية أولى مبادرات برنامج «كشف»، الذي يُعنى بتوفير طرق وآليات الاكتشاف المبكر لأنواع عدة من السرطان مثل: «سرطان الثدي، وعنق الرحم، والبروستات، والجلد، والقولون، والمستقيم»، وهي تهدف بالدرجة الأولى إلى نشر الوعي حول سرطان الثدي، وتوفير آلية الكشف عن المرض، واستحداث أول سجل أورام موحد في دولة الإمارات، بالإضافة إلى جمع التبرعات الكافية لشـراء وتشغيل عيادة «الماموجرام» المتنقلة والمزودة بأحدث التقنيات للكشف المبكر عن سرطان الثدي مجاناً. أرقام تتحدث عن الإنجازات منذ انطلاقتها حرصت القافلة على تقديم المحاضرات وورش العمل الطبية التي ترفع درجات الوعي بمرض سرطان الثدي، إلى جانب إجراء فحوص الكشف المبكر عن المرض، وتمكنت خلال الأعوام الأربعة الماضية من إجراء الفحص المجاني لـ22 ألفاً و418 امرأة، و6531 رجلاً، في مختلف إمارات الدولة، وشمل ذلك جميع الجنسيات، حيث تم فحص 10 آلاف و82 إماراتياً (من الجنسين)، و18 ألفاً و867 مقيماً وزائراً (من الجنسيات الأخرى)، كما نظمت القافلة 585 نشاطاً توعوياً، وحملات تبرعات ومزادات خيرية، كما استطاعت القافلة اكتشاف 22 حالة مصابة بسرطان الثدي خلال السنوات الأربع الماضية، وتتم متابعة حالاتهم من قبل جمعية أصدقاء مرضى السرطان. فرسان القافلة الوردية ترتبط الخيول في التراث العربي والإسلامي بالخير، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة»، ولذلك وجدت فيها القافلة الوردية وسيلة لتحقيق أهدافها من خلال مسيرة سنوية تجوب مختلف أنحاء دولة الإمارات، وتكون الخيول جزءاً رئيساً منها لتسليط الضوء على القيم الإنسانية التي تتطلع إلى تحقيقها، حيث دأبت القافلة الوردية في كل عام على وجود أكثر من 100 فارس وفارسة ضمن مسيرتها السنوية التي تتخذ من اللون الوردي شعاراً لها، بما يرمز إليه من الأمل والتفاؤل، وتجوب هذه القافلة بخيولها وفرسانها ومتطوعيها وكادرها الطبي مختلف أنحاء دولة الإمارات، لنشر الوعي بمرض سرطان الثدي وتقديم الفحوص المجانية للجميع. وتحظى هذه المسيرة باهتمام من قبل أفراد المجتمع، وتجد تفاعلاً كبيراً من جميع القطاعات في الإمارات، بما في ذلك المدارس والجامعات ومؤسسات القطاعين العام والخاص. |
وتماشياً مع الاحتفال بمرور خمس سنوات على تأسيس القافلة الوردية، فقد تقرر أن تحمل مسيرة الفرسان السنوية لهذا العام عنوان: «شكرا_بالوردي»، تعبيراً عن شكرها وتقديرها لكل شخص أسهم خلال السنوات الماضية في تحقيق جزء من أهداف القافلة الوردية.
وسيقوم الكادر الطبي المرافق لمسيرة القافلة الوردية بتقديم الفحوص المجانية للكشف عن سرطان الثدي لجميع أفراد المجتمع، إلى جانب نشر الوعي بالمرض من خلال توزيع نشرات التوعية وإقامة المحاضرات وورش العمل حول كيفية الكشف الذاتي عن سرطان الثدي، وطرق التعامل مع المصابين به، إضافة إلى تقديم الدعم للمرضى.
وتبلغ كلفة الفحص الواحد الذي تقدمه القافلة الوردية للكشف عن سرطان الثدي في المستشفيات والعيادات الحكومية والخاصة، بين 500 و1000 درهم، وتقوم القافلة بتقديمه مجاناً للمواطنين والمقيمين في الدولة. كما تقوم بتقديم الدعم والعلاج لنحو 30 مريضاً بسرطان الثدي سنوياً، وبكلفة تصل إلى 7.5 ملايين درهم.
وستُختتم فعاليات مسيرة فرسان القافلة الوردية في فعالية تقام يوم الأربعاء 25 الجاري بالعاصمة أبوظبي، الذي سيشهد الإعلان عن التفاصيل الكاملة لمشروع ضخم كانت قد أعلنت عنه المبادرة أخيراً، على لسان رئيس مجلس الأمناء والعضو المؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان رئيس اللجنة العليا المنظمة لمسيرة فرسان القافلة الوردية، أميرة بن كرم، يهدف إلى توفير عمليات الكشف المبكر عن سرطان الثدي على مدار العام وفي أنحاء الدولة كافة.
وكان عام 2011 شهد حدثاً غيّر حياة الكثيرين في دولة الإمارات، ملوناً حياتهم باللون الوردي، من خلال تبديد مخاوفهم، وإزالة ما علق في نفوسهم من أوهام وشائعات حول مرض سرطان الثدي، حيث أطلقت «جمعية أصدقاء مرضى السرطان» التي تتخذ من الشارقة مقراً لها، وتزامناً مع احتفالها بالذكرى السنوية العاشرة لتأسيسها، في ذلك العام، مبادرة وطنية انسانية حملت اسم «القافلة الوردية»، تمكنت على مدى السنوات الأربع الماضية من رسم السعادة على وجوه آلاف الأشخاص الذين قدمت لهم الفحوص المجانية التي أكدت سلامتهم من السرطان، فيما قدمت للذين كاد هذا المرض أن يتأصل في أجسادهم، الأمل بأن الشفاء ممكن، ليستمتعوا بالحياة.
وترى أميرة بن كرم، أن من أهم الإنجازات المتحققة على مدار الأعوام الأربعة من عمر القافلة الوردية تصحيح المفاهيم المغلوطة عن مرض سرطان الثدي، وتشجيع آلاف النساء والرجال على إجراء الفحص المبكر، وتقديم الفحوص المجانية لعشرات الآلاف، إلى جانب الدعم المعنوي والمادي للمصابين به ولأفراد أسرهم.
وأضافت بن كرم أنه «بفضل الدعم الكبير والمتابعة المتواصلة من صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، والقادة والمؤسسات والأفراد في أنحاء دولة الإمارات كافة، نجحت القافلة الوردية في نشر الوعي حول سرطان الثدي، وإجراء الفحوص لنحو 29 ألف امرأة ورجل ممن قاموا بإجراء الفحص المبكر عن سرطان الثدي من خلال القافلة الوردية، حيث تسهم هذه الفحوص في تقليل فرصة الإصابة بنحو 98%»، مؤكدة أن إنجازات القافلة ما كانت لتتحقق لولا الدعم الكبير الذي لاقته من قبل مختلف وسائل الإعلام المحلية التي كان لها الأثر الكبير في ايصال رسالتها ودعوة المجتمع للمشاركة.
وتقول الأمين العام لجمعية أصدقاء مرضى السرطان رئيسة اللجنة الطبية لمسيرة فرسان القافلة الوردية، الدكتورة سوسن الماضي: «إن النتائج الإيجابية التي أحدثتها مبادرة القافلة الوردية في المجتمع الإماراتي هي نتيجة دعم القادة والمؤسسات والمجتمع في الإمارات، وإن التوعية بمخاطر مرض سرطان الثدي وضرورة الفحص المبكر والدوري لا يجب أن تتوقف، وهي مسؤولية وطنية ومجتمعية وإنسانية وعلى كل مؤسسة أو فرد المشاركة في تحمل جزء من تلك المسؤولية».
وعن استعدادات اللجنة الطبية لهذا العام أوضحت سوسن الماضي: «تشهد قافلة هذا العام مشاركة 150 من الكادر الطبي، من أطباء ومساعدين وممرضين وفنيين، وعبرت عن فخرها واعتزازها بالمشاركة الإماراتية المشرفة وسط الأطباء الذين بلغت نسبتهم 62% من جملة الأطباء المشاركين، مؤكدة سعيهم للوصول إلى نسبة الـ 100% في المستقبل القريب». وأضافت رئيسة اللجنة الطبية: «تصاحب مسيرة الفرسان عيادات متنقلة تعمل على مدار الأيام الـ10 المقبلة من الساعة السابعة صباحاً وحتى التاسعة مساءً في مواقع مختارة لكل إمارات الدولة ومدنها، تقوم بإجراء الفحوص اللازمة للكشف عن سرطان الثدي مجاناً وللجميع بلا استثناء، إلى جانب نشر الوعي من خلال توزيع نشرات التوعية، وإقامة المحاضرات وورش العمل حول كيفية القيام بالكشف الذاتي عن سرطان الثدي، وطرق التعامل مع المصابين به، ودعت الجميع إلى الاستفادة من الخدمات التي تقوم بتقديمها هذه العيادات». وقالت: «إنه بعد أربع سنوات من العمل المتواصل الذي حُظي بتفاعل كبير من شرائح المجتمع كافة، تأكد لنا بما لا يدع مجالاً للشك أن القافلة الوردية قد أصبحت ملكاً للجميع وبلا استثناء، والجميع شركاء في الإنجازات المحققة على مدار السنوات الأربع الماضية». وقالت مديرة المشروعات في جمعية أصدقاء مرضى السرطان ومديرة مشروع القافلة الوردية، ليز دي جونغ، إن «فكرة القافلة الوردية لم تختر مرض سرطان الثدي من باب المصادفة، بل لأن حقائق وأرقام مرض السرطان تستحق الوقوف عليها والعمل من أجل الحد من تداعياتها السلبية، فإن مرض سرطان الثدي مرض يصيب كل الناس، النساء والرجال، الشباب منهم والمسنون، والأغنياء والفقراء، وهو يشكّل عبئاً يثقل كاهل المرضى والأسر والمجتمعات والدول، ويأتي سرطان الثدي في مقدمة أنواع السرطان التي تصيب النساء والرجال في العالم المتقدم والعالم النامي على حدّ سواء».