«الشارقة المسرحية» يفتح ستارة دورته الـ 25

تنطلق مساء اليوم في قصر الثقافة بالشارقة فعاليات الدورة 25 لمهرجان أيام الشارقة المسرحية، لتتوج مسيرة ربع قرن من حضور ألق أبوالفنون عبر العديد من الأعمال التي شكلت في مجموعها صياغة لأهم نتاج المسرح المحلي بخشباته المتعددة.

عبدالله العويس: مسيرة متجددة

قال رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، عبدالله العويس، إن الوصول إلى مسيرة ربع قرن مع ألق (أبوالفنون) عبر أيام الشارقة المسرحية، لا يعني سوى الإلحاح، على الاستمرارية والتجدد.

وأضاف العويس لـ«الإمارات اليوم»: «ما دمنا في حضرة الإبداع، فإن التجدد يبقى معياراً أساسياً، وهذا ما سيصل إليه كل من واكب ألق الأيام التي اعتادت دائماً من خلال دعم صاحب السموحاكم الشارقة ، أن ترفد الساحة المسرحية، ليس بالجديد فقط، بل والنوعي والمميز أيضاً».

عرس المسرح يتجدد والشارقة «كلمة السر»

مع انطلاقة الدورة الـ25 لأيام الشارقة المسرحية، مساء اليوم، في قصر الثقافة، يكون الوسط المسرحي المحلي والخليجي والعربي قد شهد مناسبات ثلاث كبرى، كل منها بمثابة عرس مسرحي، على مدار ثلاثة أشهر متتالية، كانت الشارقة من خلال دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، هي كلمة السر، والرابط الأساسي بين زخمها جميعاً.

ومن خلال الهيئة العربية للمسرح، التي يقع مقرها الرئيس في الشارقة، ويرأسها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، استضافت العاصمة المغربية الرباط فعاليات الدورة السابعة لمهرجان المسرح العربي في شهر يناير الماضي، وهي الدورة التي اقتنصت جائزتها الكبرى مسرحية «خيل تايهة» لتضمن حضورها في صدارة عروض مهرجان الشارقة المسرحي.

وفي شهر فبراير الماضي استضافت الشارقة ايضاً أولى دورات مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، وهو المهرجان الذي استوعب أعمالاً من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي، ومثل فرصة مهمة لوجود الفرق المسرحية الخليجية، خصوصاً تلك التي لا يستوعبها المهرجان المناظر المخصص فقط للفرق الأهلية، حيث اقتنصت المسرحية الإماراتية «لا تقصص رؤياك» جائزة أفضل عمل متكامل.

ويأتي الافتتاح اليوم بحضور صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، استمراراً لدعم سموه للإبداع المسرحي، وهو دعم تجاوز الفنان المحلي إلى نظيره الخليجي والعربي، من خلال إقامة مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، ورئاسة سموه للهيئة العربية للمسرح، التي تنظم مهرجان المسرح العربي، بدعم مادي ومعنوي سخي من سموه.

ويأتي عرض المسرحية الفائزة بجائزة أفضل عمل مسرحي في مهرجان المسرح العربي بدورته السابعة التي استضافتها العاصمة المغربية الرباط، «خيول تايهة» لفرقة مسرح «نعم» الفلسطينية، لتستهل عروض أيام الشارقة المسرحية التي تتضمن ثلاثة عروض داخل المسابقة الرسمية وثلاثة أخرى خارجها، إضافة إلى مسرحيتين قصيرتين والعرض الفلسطيني المستضاف.

وإلى جانب العروض المسرحية التسعة يخصص المهرجان ليلة وفاء لراحلين ارتجلا وودعا خشبة المسرح، بعد مشوار عطاء مميز، وهما الفنان محمد عبدالله آل علي، والفنان محمد إسماعيل، حيث يأتي تكريمه بعد مماته، لأول مرة، وفي مصادفة نادرة في الدورة ذاتها التي تحتفي بشقيقه الفنان إسماعيل عبدالله الذي اختير ليكون الشخصية المحلية المكرمة عن دورة هذا العام.

ويتضمن المهرجان أيضاً مناقشات ثرية عبر فعالية الملتقى الفكري التي تأتي تحت عنوان «المسرح العربي وتحديات الراهن» لتناقش عدداً من أبرز القضايا المعاصرة المرتبطة بالمسرح العربي، كما يشهد المهرجان احتفاءً خاصاً بأبرز الفنانين الذين تعاقبوا على المشاركة في المهرجان في إطار فعالية «ذاكرة الأيام»، التي تعود إلى بدايات انطلاقة «الأيام»، وصولاً إلى مسيرة الـ«ربع قرن».

وعلى الصعيد الخليجي يكرم المهرجان هذا العام الفنانة الكويتية سعاد عبدالله، تقديراً لمجمل إسهاماتها وعطاءاتها للمسرح الخليجي على مدار مسيرة تجاوزت الأربعة عقود، واكبت فيها مراحل متفاوتة للمسرح الخليجي عموماً، والكويتي بصفة خاصة.

وتشمل قائمة العروض المشاركة في المسابقة الرسمية كلاً من مسرحية «لا تقصص رؤياك» لمسرح الشارقة الوطني، وهو العمل الذي شارك باسم الإمارات في الدورة الأولى لمهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، من إخراج محمد العامري وتأليف إسماعيل عبدالله، بالإضافة إلى مسرحية «حرب السوس» لمسرح كلباء، و«مقامات بن تايه» لمسرح رأس الخيمة، وهي العروض الثلاثة المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان.

في المقابل، يشتمل المهرجان على ثلاثة عروض خارج المسابقة الرسمية للمهرجان، هي «غناوي بن سيف» لمسرح دبي الشعبي، «ليلة زفاف» لجمعية دبا الحصن للفنون، «عتيق» لمسرح دبي الأهلي، كما يتضمن ايضاً بالإضافة إلى العرض الفلسطيني المستضاف، مسرحيتين قصيرتين سبق مشاركتهما في مهرجان المسرحيات القصيرة، وهما «جان دارك» و«رجال تحت الأرض».

وبعرض «خيل تايهة» الفلسطيني، وصعوده على خشبة مسرح قصر الثقافة في الشارقة يكون العمل قد قطع مسافة طويلة من المشرق العربي إلى مغربه، قبل أن يعود مرة أخرى إلى المشرق، ولكن هذه المرة على أرض عاصمة الثقافة العربية، ليبقى بمثابة انعكاس لرؤية سموه في الاحتفاء بمسرح يرتقي بالإبداع والمبدعين، ويوحد، ليس فقط فنانيه وصنَّاعه، بل أيضاً جمهوراً عربياً عريضاً يتطلع إلى مسرح يعي إرثه الحضاري والفني، وينفتح على تحديات وقضايا واقعه، دون أن تغيب عنه مخيلة الإبداع التي تستشرف المستقبل.

يستمد العرض قيمة مضافة مرتبطة بكون تلك الاستضافة التي تأتي فاتحة عروض أحد أعرق المهرجانات المسرحية العربية، وهو أيام الشارقة المسرحية، بمثابة فرصة مهمة لجمهور المسرح للاستمتاع بهذا العمل، ورسالة واضحة أيضاً بأن فضاءات الإبداع المسرحي لا تعرف القيود أو الحواجز المصطنعة.

وتبقى استضافة أعضاء فرقة «نعم» الفلسطينية الذين شاركوا في إبداع مسرحية «خيل تايهة» بمثابة فرصة مهمة لعرض عمل حاز إشادة نقدية واسعة، واستحق أن يصل إلى منصة تتويج مهرجان المسرح العربي، باعتباره أفضل عمل مسرحي عربي متكامل.

الأكثر مشاركة