عرضت تجارب مميّزة عن فعاليات من الشرق والغرب
شهادات عن مهرجانات التراث الثقافي في العالم بـ «أيام الشارقة»
أكّد رئيس معهد الشارقة للتراث، عبدالعزيز المسلم، أن الندوة العلمية حول مهرجانات التراث الثقافي في العالم، «تجارب وشهادات»، التي اختتمت أعمالها في المعهد، أمس، عرضت كثيراً من التجارب المميزة، مشيراً إلى أن الورشة، التي استمرت يومين، سلطت الضوء على طاقات عربية مهمة في التراث، والتظاهرات الثقافية.
وتابع في كلمة له في ختام أعمال الندوة: «نؤكد أننا نمد أيدينا كعادتنا للتعاون مع أي جهة لدعم التراث، ونحرص على العمل معاً لتطوير الأداء في مجال التراث».
أوراق عمل قدم المشاركون، أمس، أوراق عمل عدة، ركزت على مهرجانات التراث وأهميتها ودورها في التعريف بالتراث والتفاعل معه، خصوصاً التراث الثقافي غير المادي، باعتباره التراث الحي الروحي للإنسانية، والمصدر الرئيس للتنوّع الثقافي على مستوى العالم. |
من جهتها، تحدثت الصحافية والمذيعة في قناة «فرانس 24» وراديو مونت كارلو، ميساء عيسى، عن الموسيقى التراثية في مهرجانات العالم، وتناولت تجربة مهرجان موسيقى الغناوة أو «الكناوة» في مدينة صويرة المغربية.
وقدمت وصفاً للموسيقى الشعبية بشكل عام، ودورها اليوم في مد جسور التواصل والتفاعل بين الشعوب والأمم، إضافة إلى شهادتها عن المهرجانات الدولية التي شاركت فيها وقامت بتغطيتها، مع التركيز على مهرجان موسيقى الغناوة وموسيقى العالم في مدينة صويرة المغربية، التي تطل على المحيط الأطلسي، وتتمازج وتتفاعل فيها ثقافات متنوّعة منذ قرون، الذي غطته على مدار 10 سنوات.
واعتبرت ميساء عيسى، أن موسيقى الغناوة مثل حي لتراث موسيقي إفريقي تغلل في المجتمع المغربي، وأصبح وجهاً من وجوه البلد الثرية، مشيرة إلى أن الموسيقى الغناوية التي يحتفل بها المهرجان تستمد جذورها من القارة الإفريقية وتحديداً من غربها، فمن ذلك المكان انطلق أناس باتجاه شمال إفريقيا حاملين معهم إرثهم الموسيقي. كما عرضت لقطات فيديو من برنامج تقدمه في إذاعة مونتي كارلو، ومحطة «فرانس 24»، اسمه «رحلة موسيقية».
من جهته، سلط كل من الدكتور عبدالناصر القشابي، وأحمد حوسة، من المغرب، الضوء على تنظيم مهرجان حب الملوك في المغرب، كتراث ثقافي لا مادي. وأشار القشابي إلى أن مهرجان حب الملوك هو من أقدم المهرجانات الشعبية في المغرب، تجري أحداثه ويُقام بمدينة صفرو في المغرب منذ عام 1920، ويحضره كثيرون من السياح الأجانب، إضافة إلى الزوار المغاربة. وعرض مسيرة المهرجان وكيفية التحضير والإعداد له والخطوات العامة التي تسبقه.
في حين أكد حوسة أن المهرجان يتميز بترشيح الفتيات لنيل لقب ملكة جمال حب الملوك، وتتزامن الاحتفالات مع نهاية موسم قطف فاكهة الكرز الذي يسمى «حب الملوك». ولفت إلى أنه باقتراح من وزارة الثقافة المغربية، اتخذت منظمة «اليونسكو» قراراً يقضي بتصنيف مهرجان «حب الملوك» ضمن لائحة التراث الثقافي اللامادي العالمي، قبل نحو ثلاث سنوات.
من جانبه، تناول الطيب السعيد، من السودان ومقيم في هولندا، نموذجاً آخر من التراث غير المادي، وهو مهرجات مواكب زندرت للزهور، الذي بدأ بنسخته الأولى عام 1936، موضحاً أن «التراث غير المادي يشمل مختلف أشكال التعبير الحية، والتقاليد التي ورثتها الجماعات البشرية والاجتماعية والثقافية من أسلافها، ونقلتها إلى الأجيال المتعاقبة، ومن بينها المهرجانات الشعبية والطقوس والتقاليد الشفهية وأساليب وأنماط العيش، وغيرها».
وأكد أن مهرجانات مواكب الزهور تقليد معروف شأنه كشأن معظم مهرجانات التراث، يختلط فيه الجهد الرسمي الإداري، مع الجهد التطوعي، بالنشاط الترويجي، ويحتفل به العديد من الدول، مثل كندا وفرنسا والولايات المتحدة وسويسرا والنمسا وغيرها، إلا أن سمعته العالمية ترتبط بهولندا كنشاط تراثي غير مادي مرتبط بالمملكة الهولندية والأسرة الملكية وتاريخها الثقافي والاقتصادي، كواحدة من أكبر الدول المصدرة للزهور.
وأشار السعيد إلى أنه نظراً لما توليه الجهات الرسمية والمنظمات الشعبية والشركات التجارية للمهرجان، أصبح مهرجان زندرت للزهور في هولندا، الذي يقام في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر من كل عام، الأكبر والأشهر من نوعه في العالم. وتابع: «يقام المهرجان في بلدية زندرت المكونة من قرى ومنتجعات عدة، والتقليد المتبع في المهرجان هو أن يشارك سنوياً سكان كل قرية أو منتجع أو العائلات التي تتبع لكنيسة خاصة، بتصميم عمل فني ينصب في منصة خاصة بهم يدخلون جميعاً في منافسة حادة، وعلى ضوء المنافسة يتحول المكان إلى ورش عمل مهمة وإبداعية في التخطيط والتصميم والتنفيذ».
بدوره، تحدث محمد كمر الباوي، عراقي مقيم في هولندا، عن مهرجان فن المقام العراقي، مشيراً إلى أن المقام العراقي لون من ألوان الغناء العراقي، تعود نشأته إلى الموسيقى التقليدية في مدينة بغداد، ومنها انتقل إلى المحافظات والمناطق الأخرى، وكان اسمه في البدايات المقام البغدادي، ومن ثم أصبح المقام العراقي.
وأوضح أن «المقام العراقي يختلف عن المقام في بقية البلدان العربية، ويتميز بقواعد وأصول لا يمكن تجاوزها، وعادة ما يطلق على الذي يؤدي المقام، قارئ المقام وليس مغنياً». وركز في حديثه على تجربة سيدة المقام العراقي، فريدة محمد، لافتاً إلى أن المقام العراقي فن ذكوري غالباً ما كان حكراً على الرجال، لكن فريدة التي اقتحمت هذا الفن أثبتت قدرات مميزة. ثم عرض فيلماً عن المقام العراقي، وبعد ذلك أدى وغنى المقام العراقي الذي أطرب وأمتع الحضور، وتفاعل معه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news