ري عبدالعال ونورة السركال خلال الندوة. من المصدر

«الشارقة القرائي» يناقش ترجمة القصص العالمية

يُعرّف بعض المختصّين «أدب الأطفال» على أنه «النتاجات العقلية الموجَّهة إلى الطفولة في شتى فروع المعرفة»، فيما يُعرّفه البعض الآخر بأنه «الكلام الجيد الذي يستثيرالأطفال، فيستمتعون بكل ما يقدم لهم من خلاله»، وبالطبع فلم يقتصر أدب الأطفال في المنطقة العربية على ما قدمه كتّابها، وإنما استفاد كثيراً من الترجمة التي شكلت أحد روافده الأساسية، من خلال ما قدمته له من قصص عالمية حملت بين طياتها رسائل عدة للأطفال، بعضها إيجابي والآخر سلبي، وبحسب القاصة السورية ري عبدالعال، المحررة في دار نشر كلمات، فإن العديد من القصص العالمية، مثل «سندريلا» و«الأقزام السبعة»، قد أسهمت في تشكيل وعي الأجيال.

وأشارت خلال الندوة، التي أدارتها نورة السركال، إلى أن «القصص الإنجليزية والفرنسية بدات تقوم بطرح القيم الجمالية التي تخاطب المظهر وتتجاهل الجوهر بشكل أخف»، وقالت: «دار كلمات قامت بترجمة قصة من الأدب الإنجليزي بعنوان (اذنا فراشة) كانت بطلتها فتاة لها عينان جاحظتان، وأذنان مثل أجنحة الفراشة وشعرها أجعد وثيابها بالية وممزقة، ورغم ذلك استطاعت أن تعيش حياتها بشكلها الجميل وتقبلت الواقع بصدر رحب وحولته إلى طاقة إيجابية».

ولفتت ري عبدالعال إلى أن هناك قصصاً مترجمة كثيرة جداً تطرح موضوع العنف بشكل كبير، وتصور الأبطال على أنهم شخصيات خارقة لا تقهر، وتستطيع فعل كل شيء مثل شخصيات (سوبرمان، وبات مان وهالك)، وغيرها»، وأضافت: «تكمن خطورة مثل هذه الأعمال عند محاولة الطفل تقليد هذه الشخصيات»، وأوضحت: «هناك بعض الأعمال تعكس صور الأبطال بأشكال مخيفة جداً، ودائماً ما تربطها باستخدام الأسلحة والعنف، ما تسهم في تشويه صورة الطفل داخلياً، وتجعله يجنح إلى استخدام القوة والعنف، ويصبح أكثر عدوانية مع أفراد أسرته وأصدقائه».

وأشارت ري إلى أن «هذا لا يعني عدم وجود أدب أجنبي جميل تمت ترجمته، وينسجم في تفاصيله مع واقعنا العربي، فلا يوجد خير ولا شر مطلق». وقالت: «هناك مجموعة كبيرة من قصص الأدب الأجنبي التي تمت ترجمتها تعكس مفاهيماً وقيماً جميلة، كطاعة الوالدين، وتشجيع العمل الجماعي، وغيرها». وأضافت: «معظم الكتب والقصص المترجمة هي من الإنجليزية إلى العربية»، وكشفت أن «الأدب الفرنسي يزخر بقصص كثيرة جداً، ولكنه لا يجد حظه من الاهتمام في عالمنا العربي، وكذلك الأدب الألماني والنرويجي»، أما عن الأدب الآسيوي فأكدت أنه يحتوي على أعمال جميلة جداً تشبه واقعنا العربي إلى حد كبير.

 

 

الأكثر مشاركة