سعيد حمدان يتـــتبع خلافات الصحافة

أكد مدير جائزة الشيخ زايد للكتاب، سعيد حمدان، أن «القضايا الخلافية في عالم الصحافة ظاهرة جيدة، وتعد مؤشراً إلى الدور التنويري لها، لكن يظل السؤال عن حدود الخلاف، ولغة الخطاب المتبادلة فيه، وهو أمر يعتمد على طبيعة الكاتب وهوية المطبوعة».

وتتبع الكاتب والإعلامي حمدان في الندوة التي نظمتها مؤسسة «بحر الثقافة»، أول من أمس، ضمن برنامج الدورة الحالية من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وقدمت لها رئيسة تحرير مجلة «ناشونال جيوغرافيك» السعد المنهالي، أهم القضايا التي اختلف عليها الإعلام في الإمارات. وقال إن «المرحلة التاريخية الممتدة من الثمانينات حتى بداية الألفية الثانية، شهدت قضايا خلافية كثيرة شارك فيها كتاب وشعراء حول قضايا ادبية وفكرية، ومثلت الصفحات الثقافية والملاحق الأسبوعية مساحة رئيسة للخلاف». كما شهدت تلك الفترة الكثير من الأحداث المحلية والعالمية التي كانت موضوعاً للخلاف على صفحات الصحف، من بينها قضايا سياسية».

قضايا خلافية

«المرحلة التاريخية الممتدة من الثمانينات حتى بداية الألفية الثانية شهدت قضايا خلافية كثيرة شارك فيها كتاب وشعراء حول قضايا أدبية وفكرية، ومثلت الصفحات الثقافية والملاحق الأسبوعية مساحة رئيسة للخلاف». كما شهدت تلك الفترة الكثير من الأحداث المحلية والعالمية التي كانت موضوعاً للخلاف على صفحات الصحف، من بينها قضايا سياسية.

تواصل مباشر

قال مدير جائزة الشيخ زايد للكتاب، سعيد حمدان، في محاضرة له، أول من أمس، ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، إن «سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، في فترة توليه مسؤولية وزارة الإعلام والثقافة، صنع واحدة من أهم المراحل في مسيرة الإعلام في الإمارات، إذ استطاع أن يخلق تواصلاً مباشراً مع المؤسسات الإعلامية، كما ارتفع في فترة توليه الوزارة سقف الحرية».

وأضاف «من القضايا الثقافية الخلافية أيضاً يبرز الخلاف حول اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ويتميز باستمرارية هذا الخلاف، لدرجة انه وصل إلى ساحات القضاء، إلى جانب تناوله في مختلف وسائل الإعلام. وكذلك كان الإعلان عن تأسيس ندوة الثقافة والعلوم»، مضيفاً أن «الخلافات الإعلامية طالت التيارات الفكرية والصراع بين التيارات الليبرالية والإسلامية، وكذلك المدارس الشعرية، خصوصاً الشعر العمودي والحديث. ولم يبتعد الشعر النبطي عن ساحة الخلافات، فكان الماجدي بن ظاهر الأبرز بين الموضوعات الخلافية. كما تصدر تأسيس جمعية الصحافيين، بعد اتحاد الكتاب، القضايا الخلافية عبر الصحف ووسائل الإعلام من حيث حجم الاختلاف واستمراريته وتجدده».

ومن قضايا الخلاف؛ انتقل سعيد حمدان إلى تاريخ الصحافة والإعلام في الإمارات، وقال «كتب الكثير عن تاريخ الصحافة، ولم يكتب عنه الكثير في الوقت نفسه»، موضحاً أن هناك الكثير الذي لم يوثق أو تتم أرشفته عنه. واستعرض أبرز الأحداث في تاريخ الصحافة في الإمارات، حيث كانت صحيفة «عُمان» أول صحيفة تصدر في الإمارات عام 1927 أصدرها إبراهيم محمد المدفع، وفي 1933 أصدر بعض الشباب نشرة «صوت العصافير» في دبي والشارقة، ثم جريدة «النخي» لمصبح الظاهري، الذي كان يمتلك مقهى في العين اسمه «النخي»، وقد كتب الكثير عنه، وأجريت حوارات معه، من أهمها الحوار التلفزيوني الذي أجرته معه الدكتورة عائشة النعيمي عن هذه التجربة. وأضاف حمدان «للأسف اعتمدنا في ذلك التأريخ على وجهة نظر صاحب المطبوعة ولم نهتم بمعرفة وجهة نظر الجيل الذي عاصر هذه التجربة لنعرف هل كانت (النخي) جريدة أم قصاصات علقت على باب المقهى».

وقال «هناك جريدة أخرى هي (الديار) أصدرها حميد بن ناصر العويس وعبدالله بن سالم العمران وعلي محمد الشرفا، ولم يقم أحد بإجراء حوارات مطولة معهم حول هذه التجربة، ولم نطلع على الجريدة. والأسوأ أن أهم تجربة لصحافة الإمارات النظامية وهي مجلة (أخبار دبي) التي صدرت في 15 يناير 1965، وكانت أسبوعية، واستمرت تصدر حتى بداية الثمانينات. وللأسف أعدادها الآن متناثرة في أماكن مختلفة، كما لم نهتم بأرشفة تاريخ إعلام الإمارات». وأفاد بأنه مع قيام دولة الإمارات كان الإعلام حاضراً، فصدرت جريدة «الاتحاد» في أكتوبر 1969، وتلفزيون الكويت الذي كان يبث من دبي 1969، ثم تلفزيون الإمارات من دبي، وجريدة «الخليج» وجريدة «البيان»، مؤكداً أن «الفترة من الثمانينات حتى بداية الألفية الثانية تعد الأهم في تاريخ الصحافة والإعلام في الإمارات، لأسباب عدة من بينها أنها فترة بناء الدولة ومؤسساتها وإصدار التشريعات المنظمة لمختلف المجالات، وولدت مؤسسات صحافية رسمية، وصدرت مجلات متخصصة مثل (زهرة الخليج) و(ماجد)، كما عادت مجلة (الشروق) للصدور. وصدر أيضاً في تلك المرحلة قانون بوقف إصدار التراخيص الجديدة للمطبوعات. إلى جانب ظهور مؤسسات ثقافية مهمة مثل المجمع الثقافي في أبوظبي وندوة الثقافة والعلوم في دبي، ودائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، إلى جانب إنشاء تلفزيون الإمارات في الشارقة، وطيران الإمارات الذي كان دائماً داعماً إعلامياً مهماً».

ولفت مدير جائزة «الشيخ زايد للكتاب» إلى أن جيل الشباب في ذلك الوقت أسهم في خلق وتغذية حراك ثقافي والعمل بجدية والعطاء لبناء الدولة. وقال «فرضت المتغيرات في المحيط الإقليمي حراكها وظلالها على الصحافة في الإمارات من حيث سقف الحرية وطرق التناول. وشهدت تلك الفترة ولادة تصادم شديد بين مختلف التيارات الفكرية والمدارس الأدبية، وتناولت الصحف العديد من الأحداث المهمة التي أثرت في الساحة بقوة مثل الانتفاضة الفلسطينية، والحرب الأهلية في لبنان، والثورة الإيرانية، والحرب العراقية ــ الإيرانية، وإعلان قيام مجلس التعاون الخليجي، واغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات». وأشار إلى أن فترة الثمانينات شهدت أيضاً ظهور جيل جديد من التقنيات في الصحافة الإماراتية مثل دخول الألوان، واستخدام الكمبيوتر في مختلف جوانب العمل الإعلامي، وزيادة عدد صفحات الصحف وظهور ملاحق جديدة. وتوقف سعيد حمدان أمام شخصيات قادت مؤسسات إعلامية في الإمارات وصنعت تاريخ الصحافة، مؤكداً أن «سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، في فترة توليه مسؤولية وزارة الإعلام والثقافة، صنع واحدة من أهم المراحل في مسيرة الإعلام في الإمارات، إذ استطاع أن يخلق تواصلاً مباشراً مع المؤسسات الإعلامية، كما ارتفع في فترة توليه الوزارة سقف الحرية»، مضيفاً أن «سموه من الشخصيات التي لا تنسى في الإعلام». وقال إن «كل من عمل في الإعلام في الفترات السابقة يعد من فرسانه الذين يعتد بهم، من هؤلاء خالد محمد خالد، الذي كان أول رئيس تحرير إماراتي، وعمل في جريدة (الاتحاد) لينتقل إلى (البيان)، وكان له دور مهم في توطين الصحافة. ومن الشخصيات المؤسسة في الصحافة الدكتور عبدالله النويس الذي صنع الإعلامي التنموي في الإمارات، واستطاع أن يخلق للإعلام الرسمي حضوراً قوياً. أما تريم عمران وغانم غباش فأسسا لأسلوب اتسم بالالتزام وجرأة الطرح في التناول، تجلى في جريدة (الخليج) ومجلة (الأزمنة العربية). كذلك كانت هناك العديد من الأسماء المهمة لإعلاميين عرب كانت لهم إسهامات لا تنسى، إذ كان الإعلام الإماراتي مثل جامعة الدول العربية، يجمع إعلاميين من الوطن العربي. كذلك شهدت تلك الفترة ظهور أكبر عدد من الصحافيات الإماراتيات اللاتي ظهرن في تلك المرحلة وعملن بجد رغم المشقة». 

الأكثر مشاركة