المر: أبوظبي رائدة «الكتاب المسموع» عربياً

قال رئيس المجلس الوطني الاتحادي، محمد المر، إن «الكتاب المسموع يعدّ من أهم الظواهر الحضارية التي تسعى لتوفير الكتاب لقطاعات كبيرة من الجمهور في ظروف مختلفة»، مؤكداً أن «دولة الإمارات، وأبوظبي تحديداً، كانت لها الريادة في مجال إنتاج الكتاب المسموع، من خلال المجمع الثقافي، وكان الشاعر محمد أحمد السويدي رائداً في اطلاق تجربة تحويل كتب مهمة في تاريخ الأدب العربي إلى كتب مسموعة على شرائط مسجلة، من بينها ديوان المتنبي، والبخلاء، ومختصر الحيوان للجاحظ، وطوق الحمامة، والإشارات الإلهية، والأيام، والزيني بركات، وغيرها من الأعمال المهمة. وبعدها جاءت تجربة دار المسبار وهي إماراتية أيضاً، في تقديم الكتاب المسموع، لكنه ارتبط بالكتاب المطبوع».

وأضاف المر خلال الندوة التي نظمتها مؤسسة «بحر الثقافة» أول من أمس، ضمن برنامجها في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، بحضور عدد من الشخصيات العامة، وقدمت لها الدكتورة حصة لوتاه، أن «هناك العديد من المواقع والمنتديات العربية تتيح للمتلقي الحصول على الكتاب المسموع في الوطن العربي، لكن هناك العديد من الملاحظات حول ما تقدمه من كتب، باستثناء الكتب التي قدمها المجمع الثقافي وتقارب 60 عنواناً، من هذه الملاحظات وقوعها في الأخطاء اللغوية نتيجة الاستعانة بغير المتخصصين في قراءتها وتسجيلها، وغياب المهنية، كما تقع أحياناً في التمييز، ونزعات لكراهية طائفية أو إرهاب فكري». وأفاد: «هناك أيضاً مواقع مؤسساتيه للكتب المسموعة، فيها العشرات من الكتب لكن ينطبق عليها أيضاً الملاحظات نفسها، وأهم ما تعرضه هي مجموعة كتب المجمع الثقافي، والبقية لا تلبي الطموح. في المقابل، نجد اهتماماً كبيراً بالكتاب المسموع في الغرب، ويكفي ان نقول إن هناك ما يقرب من 460 ألف عنوان للكتب المسموعة على موقع (أمازون) وحده».

واعتبر الكاتب الإماراتي الحائز جائزة الدولة التقديرية، أن «الوطن العربي أكثر حاجة للكتاب المسموع لأسباب مختلفة، من بينها أن العرب من الشعوب التي لا تقرأ، وفي الوقت نفسه يحبون السمع، لذا تجد الأشرطة الدينية انتشاراً واسعاً بين عامة الشعوب العربية، مع أن بعضها جيد، وبعضها ليس جيداً. ومن الأسباب أيضاً جماليات اللغة العربية ووقعها الجميل على الأذن، بالإضافة إلى أن أكثر السكان العرب من فئة الشباب، وأكثرهم يجد متعة كبيرة في التعامل مع التقنيات الحديثة، كما أن كثيراً من الدول العربية تضم مساحات شاسعة يتنقل بينها السكان بسياراتهم، أو تعاني الاختناقات المرورية، بما يوفر فترة زمنية جيدة يمكن استغلالها في الاستماع للكتب المسموعة في السيارة». ولفت إلى أن هناك مئات الكتب التي تنتظر التحول للمسموع، سواء من التراث العربي، أو دواوين الشعر العربي الكلاسيكية، وكتب السيرة والسير الذاتية، وكتب السياسة والفنون، وغيرها من المجالات.

وقدم محمد المر عرضاً لظهور الكتاب المسموع ومراحل تطوره في العالم، بداية من اختراع اديسون للفونوغراف 1877، وسجل عليه أنشودة للأطفال مازالت تتردد حتى الآن، إلى أن أصبح سوقاً رائجة، وصناعة تتبناها العديد من الجهات المتخصصة سواء رسمية أو خاصة، إذ يتم تقديم الكتب المسموعة بأصوات كبار الفنانين. كما استعرض خلال الندوة مراحل تطور الكتاب المطبوع بداية من لفائف البردي التي كان يستخدمها المصريون القدماء، إلى أن وصل إلى صورته الرقمية التي تعرض مجاناً للقارئ، أو تباع عبر الإنترنت.

الأكثر مشاركة