يهدف استكشاف العلاقات التاريخية بين العرب والعثمانيين والأوروبيين

«تاريخ مشترك».. متحف افتراضي لتعزيز الحوار الثقافي

منال عطايا: يشكل هذا المشروع دليلاً على التزامنا بالعمل مع الشركاء من كل أنحاء العالم. من المصدر

يستضيف متحف الشارقة البحري الإطلاق العربي الحصري للمتحف والمعرض الافتراضي «تاريخ مشترك»، الذي يعد مشروعاً عالمياً مهماً يتميز بكونه الأحدث والأكثر جرأة، إذ تسهم فيه إدارة متاحف الشارقة كشريك استراتيجي بالتعاون مع مؤسسة «متحف بلا حدود».

شركاء محليون

قالت منال عطايا: «نسعى لأن يستفيد الشركاء المحليون مهنياً من إطلاق متحف (تاريخ مشترك)، لهذا قررنا استضافة هذه الورشة التي تقوم على العصف الذهني وتبادل الأفكار، ونأمل الخروج بتوصيات لتوفير ممر سياحي عن متاحف الشارقة الواقعة في قلب الشارقة. ويمثل هذا المشروع فرصة للسياح ذوي الاهتمامات التاريخية والثقافية بالتخطيط لرحلة لاكتشاف متاحف الشارقة قبل زيارتها فعلياً، كما تتشارك هذه الورشة مع حدث الإطلاق الحصري لمتحف تاريخ مشترك الافتراضي بالأهداف ذاتها، التي تتمثل في بناء جسور من الثقافات من خلال المعرفة والثقافة والتعريف بالتاريخ من منظور محلي».

ويشهد المشروع، الذي يهدف لتعزيز الحوار الثقافي من خلال تبادل الفنون والتراث، مشاركة خبراء من 22 بلداً من العالم العربي، وتركيا، وأوروبا، يعملون معاً لتقديم روايات مختلفة لتاريخهم المشترك من المنظور الخاص لكل منهم، وجعل استكشاف هذا التاريخ المشترك ممتعاً وتعليمياً. ويمثل برنامج «متحف بلا حدود» منصة افتراضية تستضيف معارض متحفية على الانترنت تضم قاعدة بيانات مشتملة على معلومات عن آلاف القطع الأثرية مع منح المستخدمين إمكانية تكوين مقتنيات ومعارض شخصية. ويعد مشروع «تاريخ مشترك» الأحدث لدى البرنامج، وهو يهدف لاستكشاف العلاقات بين العرب والعثمانيين والأوروبيين خلال الفترة الممتدة من 1815 إلى 1918، التي تعد فترة تاريخية مهمة لايزال صداها يؤثر في العلاقات الدولية الحديثة إلى يومنا هذا.

وأسهمت إدارة متاحف الشارقة إلى جانب دعم المشروع استراتيجياً منذ بدايته واستضافة مؤتمر الإطلاق الحصري اليوم، في تقديم مجموعات ومقتنيات تابعة لمتاحفها الرئيسة، وذلك لعرضها ضمن قاعدة البيانات والمعارض الافتراضية، إضافة إلى مساهمتها في تنسيق العديد من موضوعات المعارض، وأبرزها موضوع «الاقتصاد والتجارة».

ويضم الموقع الإلكتروني «تاريخ مشترك» 10 معارض مختلفة تتضمن صوراً تاريخية وأعمالاً فنية ومصنوعات يدوية، من خلال قاعدة بيانات تشتمل على معلومات عن نحو 3000 قطعة معروضة، إذ يعد هذا المشروع تتويجاً لتعاون استمر سنتين بين خبراء من العالم العربي، وتركيا، وأوروبا، بذلوا الكثير من الجهد في البحث والتحليل في تاريخهم المشترك.

وقالت مدير عام إدارة متاحف الشارقة، منال عطايا: «إنه لشرف كبير لنا أن يكون لنا دور مهم في مشروع عالمي يسهم في تعميق التخاطب والحوار بين الثقافات من خلال الإرث التاريخي والتراث المشترك. ويشكل هذا المشروع دليلاً على التزامنا بالعمل مع الشركاء من كل أنحاء العالم للاحتفاء بتبادل المعرفة بين مختلف الموروثات الثقافية وتعزيز التناغم بينها من خلال الفن والتاريخ».

وسيحظى زوار متحف «تاريخ مشترك» الافتراضي بالتعرف إلى مجموعة كبيرة ومتنوعة من القطع والمقتنيات الأثرية، والصور، والوثائق التي أسهم في إضافتها شركاء من 22 دولة، من ضمنها مقتنيات مختارة من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، ومتحف الشارقة البحري، وحصن الشارقة، بالإضافة إلى مجموعة اللوحات الاستشراقية الخاصة بصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.

وتقدم الفترات والحقب الزمنية والمواد التاريخية التعريفية لكل دولة مشاركة بعداً ومعنى أوضح في حين تتيح الوسائل التفاعلية المتميزة إمكانية تكوين الزوار لمجموعاتهم الخاصة، وتنسيق معارضهم الافتراضية عبر الانترنت. ويهدف مشروع «تاريخ مشترك» تحت الرعاية المشتركة بين جامعة الدول العربية و«متحف بلا حدود» إلى تسليط الضوء على الفترة التاريخية الجدلية بين عامي 1815 و1918 من المنظور البحثي الذي تم بمشاركة العديد من الدول والذي يمثل منظوراً جديداً ومخالفاً للنظرة النمطية الشائعة.

وتستضيف إدارة متاحف الشارقة، ملتزمة بموضوع حوار الثقافات، ورشة سياحية ثقافية لابتكار أفكار ومناقشتها من أجل إنشاء أول مسارات ثقافية للسياح عبر متاحف الشارقة، وسيحضر الورشة، التي ستتبع فعالية انطلاق مشروع «تاريخ مشترك»، أهم الشركاء الرئيسين.

تويتر