حبيب الصايغ يلقي بيان الحريات في اليوم الختامي للمؤتمر. من المصدر

الكتّاب العرب يؤيدون جهود الإمارات في محاربة الإرهاب

عبر المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب عن تأييده للخطوات التي اتخذتها دولة الإمارات في مواجهة الإرهاب، ومن يدعمه للحفاظ على أمنها وضمان استقرارها واستمرار نهضتها، كما أعاد تأكيده حقها الثابت في استرداد جزرها الثلاث المحتلة من إيران: طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبوموسى، باعتبارها جزءاً من أراضيها.

جاء ذلك في البيان الختامي، الذي صدر عن اجتماعات المكتب الدائم في طنجة ـ المغرب، في الفترة من 4 إلى 6 يونيو الجاري.

في أبوظبي

من المقرر أن يعقب اجتماعات المكتب الدائم في طنجة المؤتمر العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، الذي تستضيفه أبوظبي بدءاً من يوم 10 ديسمبر المقبل، حيث تصل الوفود، وحتى 14 منه، تتخلله احتفالية الكاتب العربي، وسيكون ضمن جدول أعماله انتخاب أمين عام جديد، بعد أن تنتهي ولاية الكاتب العربي الكبير من مصر محمد سلماوي الأمين العام الحالي، وهو الاستحقاق الذي ينظر إليه اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بعين الجدية، باعتبار أن الإمارات ستكون هي البلد المضيف، مع ما يترتب على ذلك من مسؤوليات يطمح الاتحاد إلى تحملها، بغرض ترسيخ وتأكيد الدور الثقافي القيادي لدولة الإمارات.

ألقى البيان رئيس الاتحاد القومي للأدباء والكتاب السودانيين، الدكتور عمر قدور، في الحفل الختامي للاجتماعات، الذي حضرته الوفود المشاركة إلى جانب الرسميين المغاربة والمشاركين في الندوات والأمسيات الأدبية والحضور والإعلاميين. وعرض البيان لمجموعة من القضايا العربية الراهنة، وعبر عن موقفه إزاءها، لاسيما ما يتصل بالقضية الفلسطينية والأحداث في سورية والعراق وليبيا واليمن، كما رحب بالتحولات الإيجابية التي تشهدها مصر وتونس، وتناول كذلك التحديات التي يعيشها الكاتب العربي في مواجهة قوى الإرهاب في مختلف أشكاله، ودعا إلى ترسيخ مفاهيم الحوار والديمقراطية وإقامة العدل وإعلاء قيم المواطنة، والتداول السلمي للسلطة في أرجاء وطننا العربي.

وكان المكتب الدائم قد أنهى اجتماعاته بمشاركة وفود تمثل اتحادات وروابط وأسر وجمعيات الأدباء والكتاب العرب، في كل من مصر والسودان وتونس والجزائر والمغرب وفلسطين ولبنان والأردن والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان. وكان الوفد الإماراتي، برئاسة حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وعضوية الهنوف محمد عضو مجلس الإدارة المسؤول الثقافي.

وفي ما يتصل بحال الحريات في الوطن العربي، أصدر المكتب الدائم بيان حال الحريات في الوطن العربي، ألقاه رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، حبيب الصايغ، ورحب البيان بالتطورات الإيجابية، التي حدثت في بعض البلدان العربية، خلال الفترة الماضية، من ترسيخ لثقافة التسامح والتوافق المجتمعي، في ظل التعددية الدينية أو المذهبية أو العرقية في بلدان عربية أخرى. لكنه رصد أيضاً الكثير من الإخفاقات والانتهاكات لحرية المبدعين خلال الفترة نفسها، وعبر عن قلقه إزاءها. وطالب البيان بالتزام كل الدول العربية بالوثيقة الدولية لحقوق الإنسان، وضمان حرية التنقل للمواطن العربي، لاسيما المثقف أديبًا ومفكرًا، وعدم المساس بحريته بسبب رأيه.

وشدد المجتمعون على ضرورة احترام الأحكام القضائية، طالما استندت إلى قوانين مرعية، مع المطالبة بتعديل التشريعات بما يتناسب مع صون الحريات العامة، مع رفض تسييس القضاء في بعض البلدان العربية، ليظل تابعًا للسلطة التنفيذية، وسيفًا مسلطًا على الكُتَّاب وعموم المبدعين. وانطلاقًا من أنه لا إبداع بلا حرية، ولا تقدم بلا إبداع، فإن المكتب الدائم يرفض رفضًا قاطعاً التعرض للحريات العامة والحريات الشخصية، طالما أنها تحترم أدب التخاطب، وتحافظ على الوحدة الوطنية القومية، ولا تنطلق من التعصب المذهبي والطائفي والجهوي البغيض.

وأصدر المكتب الدائم البيان الثقافي ألقاه د. علاء عبدالهادي، رئيس اتحاد كتاب مصر، تم التأكيد فيه على أن أمن الوطن العربي يكمن في أمنه الثقافي، وأن أمنه الثقافي في أمن مثقفيه، الأمر الذي يتطلب من الحكومات العربية أن تكون الثقافة في سلم الأولويات، كي يستطيع الأدباء والكتاب أن يلعبوا أدوارهم التنويرية والفكرية المنوطة بهم، وذلك من منطلق الإيمان بأن الثقافة العربية التنويرية هي صمام الأمان في المحافظة على قيمنا الثقافية الكبرى التي تنهض على احترام الاختلاف وتقدير التنوع، بعيدًا عن استخدام العنف والتهديد والقهر سبيلاً لفرض الرأي بالقوّة. وعبروا عن رفضهم لتهميش العديد من الحكومات والسلطات العربية للمثقفين، والنظر إلى الثقافة والمثقفين بصفتهم مشكلة، على الرغم من كونهم قاطرة أي مجتمع حديث للتغيير، الوضع الذي أسهم في إضعاف دور الثقافة والمثقفين، فزادت حدة الاحتراب بين أبناء الهوية الواحدة، ووجدت دعاوى التعصب والإرهاب تربة صالحة تعيش فيها، ويستثمرها أعداؤها. وأدان المجتمعون ما تعرض له التراث المادي والمعالم الأثرية والمعمارية والمتاحف في عدد من الدول العربية من اعتداء وتدمير وسرقة وتشويه على أيدي التنظيمات الإرهابية المشبوهة، فضلاً عن التراث والموروث العربيين في فلسطين المحتلة، اللذين يتعرضان بصورة مخطط لها ومنتظمة للسرقة والتهويد.

ودعا المجتمعون إلى مكافحة «الأمية الثقافية»، وإلى الاهتمام باللغة العربية وتعزيز مكانتها، وإلى إيلاء ثقافة الأطفال وأدب الأطفال والناشئة اهتمامًا نوعيًّا في هذه المرحلة، كما عبروا عن وقوفهم مع ثقافة المقاومة بكل صورها وأشكالها.

الأكثر مشاركة