الشراح وحارب والشرهان اعتبروها استثماراً في جيـل المستقبل.. وأكّدوا:
الأعمال الكرتونيـة ليست مادة للمزاح فقط
أكد مبدعون ومتخصصون أن الأعمال الكرتونية ليست مادة للمزاح فقط، إذ تؤثر في الصغار والكبار بشكل كبير، معتبرين أنها وسيلة ناجحة لإيصال الرسائل والأفكار بوضوح، واستثمار في جيل المستقبل.
حارب يغسل يديه من حقوق «الملكية» قال محمد سعيد حارب: «لقد غسلت يدي من حقوق الملكية الفكرية، وقد كنت دفعت أكثر من مليون درهم، كي أعمل على حفظ حقوق الملكية لعملي، لكن بلا جدوى»، مشيراً إلى أن حقوق الملكية الفكرية تكاد تكون ضائعة كلياً، نتيجة ضعف الرقابة في الأسواق على المنتجات المقلدة. الشرهان: الحَكَم.. الأطفال قال عبدالله الشرهان: إن الحكم الأول والأخير على ما نقدمه من أعمال هم الأطفال، بمعنى أن الأطفال هم من يحكم علينا، وهل ملكنا قلوبهم وقدمنا لهم ما هو مفيد أم لا؟ لافتاً إلى أنه في سبتمبر المقبل سيكون «افتح يا سمسم» الجديد على جميع القنوات الخليجية. انتصار: لستُ غنية بطريقة لا تخلو من السخرية والفكاهة الممزوجة بالجد، قالت الفنانة انتصار الشراح: «نحن المشتغلون بالأعمال الكرتونية لسنا أغنياء على الصعيد المالي»، مضيفة «لو حصلت على ثروة قدرها مليون دينار كويتي (وليس درهماً إماراتياً)، لما ظهرت في الإعلام، فذلك المبلغ يكفيني كي أجلس في بيتي، وأتفرغ لأمور أخرى». |
وعرض متحدثون في ندوة حوار الإبداع الكرتوني الأخيرة، ضمن جلسات مركز الشارقة الإعلامي الرمضانية، في مسرح المجاز، أول من أمس، تجاربهم مع الأعمال الكرتونية، وناقشوا كيفية توجيه المسلسلات الكرتونية بما «يخدم مبادئنا وقناعاتنا التي ترعرعنا عليها»، وأسباب التوجه للاستثمار في صناعة الرسوم المتحركة، وبدايات ظهور المسلسلات الكرتونية، وأسباب نجاح أو فشل هذه المسلسلات.
وشارك في الحوار الفنانة الكويتية انتصار الشراح، والمخرج الإماراتي محمد سعيد حارب، والرسام الإماراتي عبدالله الشرهان، وأداره الإعلامي عبدالله إسماعيل، بحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مركز الشارقة الإعلامي.
وأكد المشاركون أن المسلسلات الكرتونية وسيلة جديدة، للتعبير عن الرأي وتعزيز لغة الحوار بين شرائح المجتمع؛ كونها تجسد واقع وطبيعة الحياة بصورة مبسطة خالية من التعقيد، وتأتي أهمية هذا الفن كونه قريباً من الكبار والصغار، إذ من خلاله يمكن توجيه رسائل مباشرة للمشاهدين تحمل في طياتها فكراً وثقافة وأخلاقاً.
في داخلي طفل
وأشارت الشراح إلى أن الأعمال الكرتونية في التلفزيون تختلف عنها في المسرح، ففي التلفزيون تكون متاحة للطفل بشكل يومي، بينما تحتاج متابعة تلك الأعمال على المسرح إلى ترتيبات أخرى، وانتظار موعد العرض والذهاب إليه، لكنهما يكملان بعضهما بعضاً، ويحملان الرسالة الإيجابية نفسها للطفل والعائلة، لافتة إلى أن ما يميّز الأعمال الكرتونية بالنسبة للطفل هو سهولة مشاهدتها، إذ يمكنه متابعتها في المنزل وفي أي مكان آخر، من خلال الهواتف والأجهزة الكفية والمحمولة، لذلك كان إقبال الطفل على هذه المسلسلات الكرتونية أكبر من العروض المسرحية.
وأوضحت الفنانة الكويتية أن هناك أعمالاً عدة موجهة للطفل، لكن المهم أن نصل إلى نقطة ضعف الطفل، بمعنى كيفية العمل على استقطابه وجذبه إلى هذه الشخصية الكرتونية. واعتبرت أن مسألة حضور الأعمال الكرتونية اليوم ترتبط بشكل أساسي بالقناة التلفزيونية، ومد يد العون إلى تلك الأعمال والقائمين عليها. وقالت «أتمنى أن يلقى (افتح يا سمسم) الإماراتي في حلته الجديدة نجاحاً كبيراً، فهناك تحدٍ كبير، وأتمنى ألا يكون بحجم البرنامج السابق، بل أكبر منه»، مشيرة إلى أن الأعمال الكرتونية الإماراتية تطورت بشكل كبير، وأصبحت الإمارات رائدة في هذا المجال.
«المندوس»
من ناحيته، أكد المخرج الإماراتي محمد سعيد حارب أن العمل الكرتوني «الفريج» لم يكن خاصاً بالأطفال، بل كان للعائلة، وبشكل أكثر تحديداً للنساء، أما العمل الجديد «المندوس»، فهو موجه للأطفال وخاص بهم، وهو ترفيهي وتراثي أكثر من أي شيء آخر. وقال إننا «نسعى من خلال أعمالنا الكرتونية إلى أن نقدم للطفل مادة كرتونية يستفيد منها»، لافتاً إلى أن «مسلسل الأطفال الكرتوني لا سوق له، لذلك كتبنا مسلسلاً للنساء خصوصاً أكثر طاقة شرائية وأكثر طاقة دعائية، ففي مسلسل (الفريج) أربع نساء يتحدثن عن النساء». وأشار إلى أن بعض المنتجين اتجهوا في استثمار بعض الأعمال الكرتونية صوب الكبار بما يحقق له نجاحاً. ولفت حارب إلى مشكلة اللهجات العربية في الأعمال الكرتونية، التي تحد من قوة انتشارها وحضورها. وأشار إلى أنه كان يهدف إلى تقديم مادة كرتونية، يستفيد منها الأطفال الإماراتيون والعرب، لكن القنوات التلفزيونية رفضت عرضها بسبب صعوبة إقناع شركات الإعلان بها.
«افتح يا سمسم»
الرسام الإماراتي عبدالله الشرهان، من جهته، رأى أن نجاح أي عمل كرتوني يعتمد على استمراريته، في حين يكون مدى النجاحات الفردية محدوداً جداً. وأضاف الشرهان، الذي تبنى فكرة إحياء برنامج الأطفال الشهير «افتح يا سمسم»، أن الهدف الرئيس من إطلاق البرنامج في حلة جديدة هو تبدل الأجيال، فمعظم أطفال اليوم لا يعرفون مدى النجاح الذي حققه «افتح يا سمسم» في نسخته الأساسية، لذا كان لابد من التذكير به، بما يتناسب مع تقنيات الإعلام الحديث.
ولفت إلى أن عرض هذا العمل الجديد سيكون على شاشات القنوات الخليجية والعربية، اعتباراً من سبتمبر المقبل، وسيتضمن العديد من التغييرات، أهمها إضافة شخصية جديدة إلى العمل، تدعى «شمس»، وهي طفلة مفعمة بالنشاط والحيوية وسرعة البديهة، مع استحداث جيران جدد في الحي الذي يعيش فيه أبطال المسلسل، إلى جانب التركيز على الجانب التفاعلي، من خلال التطبيقات الذكية المصاحبة للعمل، بما يواكب اهتمامات الجيل الجديد. وأشار إلى أن كل فقرات العمل مبنية على دراسات تربوية وعلمية، استند إليها في كتابة النص وتصوير المشاهد، كما تم الاعتماد على مواهب مبدعة في تحريك الدمى، يشارك معظمها للمرة الأولى في أداء هذه المهمة.
وتابع الشرهان: «هناك فرص متاحة في عالم الكرتون، لكن المهم هو كيفية الاستفادة منها والتركيز على مسألة الاستمرارية»، لافتاً إلى أن موضوع الرعاية للعمل الكرتوني ليس مستقراً، وأن السوق العربية ليست سوقاً مشتركة في هذا الشأن، كما أن السوق المحلية محدودة، وبالتالي لابد من الإبداع والابتكار.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news